قالوا غزاكِ الشيبُ .. إذن فقد غزاني .
فهل كوى البعدُ فؤادكِ كما قد كــواني .
وهل هي نيران أشواقٍ لفحتْ جبينــكِ
أم أشابت خصلتيكِ صروفُ الزمانِ .
قلتُ أخبروني عن حالها جمــــــــلةً ..
فقالوا طواها ماقد طـــــــــوانـــــــي .
عن قدكِ المياس وعن قامـــــــــــــةٍ
وعن خطوطِ الكحل في الأعيـــــانِ .
وعن لمسةِ الخز والديباجِ في راحتها .
فقالوا أذهبَ الحزن تلك المعانـــــــي .
رأينا الحزن قد أظلم بــــــــــــــدرَها ..
وحدثتنا عن الحب بالأعـيــــــــــــانِ .
وأطلقت نهدة كادت تحطم صدرها .
وقالت هذه صروف الزمـــــــــــانِ .
ثم نأتْ إلى الركنِ تحدثُ نفســـها .
وقد أذهب الدمعُ خِضَبَ البنــــانٍ .
فهاجتْ من حديثها في داخلي موجةٌ
وعواصفُ هبتْ وهيجتْ أشجاني .
ودوتْ من الحنينِ في الحنايا صرخةٌ
كما يصرُخُ الجانُ من رقية القـــرآنِ .