قصص

من ذا الذي أغضب الرحمن ؟! قصة جميلة .

قال الأصمعي: ( أقبل علي أعرابي جلف جاف على ناقة له، متقلدا سيفه، وبيده قوس، فدنا وسلم، وقال من أين أقبلت ؟ قلت : من مكان يتلى فيه كلام الرحمن، قال: أو للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟
فقلت : نعم يا أعرابي
فقال: اتل علي شيئا منه
فابتدأت بسورة الذاريات ذروا
حتى انتهيت إلى قوله تعالى : (وفي السماء رزقكم وما توعدون)
قال الأعرابي: هذا كلام الرحمن ؟ قلت : إي والذي بعث محمدا بالحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
فقال لي: حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها بسيفه، وقطعها قطعا بجلدها وقال: أعني على تفرقتها ، فوزعناها على من أقبل وأدبر ثم كسر سيفه، وقوسه، وجعلها تحت الرملة، وولى مدبرا نحو البادية وهو يقول (وفي السماء رزقكم وما توعدون) يرددها ،
فلما غاب عني ؛ أقبلت على نفسي ألومها، وقلت : يا أصمعي، قرأت القرآن منذ ثلاثين سنة ومررت بهذه الآيه وأشباهها فلم تتنبه لما تنبه له هذا الأعرابي. . .
فحججت السنة مع هارون الرشيد أمير المؤمنين فبينما أنا أطوف بالكعبة إذا بهاتف يهتف بصوت رقيق يقول:
تعال يا أصمعي، تعال يا أصمعي
فالتفت ؛ فإذا أنا بالأعرابي فأخذ بيدي وأجلسني خلف المقام، فقال : اتل من كلام الرحمن الذي تتلوه فابتدأت أيضا بسورة الذاريات، فلما انتهيت إلى قوله (وفي السماء رزقكم وما توعدون)
صاح الأعرابي وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا،،،
ثم قال: يا أصمعي ، هل غير هذا للرحمن كلام؟ قلت نعم يا أعرابي، يقول الله عز وجل (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون). . .
فصاح الأعرابي وقال: يا سبحان الله ، من ذا أغضب الجليل حتى يحلف ؟ أفلم يصدقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين قالها ثلاثا وخرجت روحه).

. . فتأملوا قول الإعرابي . . !!!
” منذالذي أغضب الجليل حتى يحلف “

اترك تعليقاً

إغلاق