خواطر
ولكنك كنت تتجاهلين .
كم أحببتك وكم أشقاني حبك وأهلكني ، وكم عانيت من جهلك وتجاهلك ، وإهمالك .
لقد كان حبك حالة فريدة ، وأشبه ما يكون أسطورة تحكى في أساطير الأولين والآخرين ، فقد ارتبطت ذكراك بكل أشيائي ومقتنياتي ، وكل تفاصيل حياتي ، وفي ماضيَّ وحاضري ومستقبلي .
أستقرئ قصة حبك في صفحات العصر الحديث ، وأسفار العصر الجاهلي ، وحقبة العصور الوسطى المبكرة وفي زخارف العصور الحديدية ، ومعادن العصر البرونزي ، وأجده في نقوش العصر الحجري ، وفي كل عصور ما قبل التاريخ . وارتبط بأحداث الأزمنة وأحقاب التاريخ ، حتى تلك التي ليس ذات صلة بك .
لقد تخللت تفاصيلي وذبت في كياني كما يذوب الماء ويتغلغل في ذرات الرمال المتفككة ، ولا تغيبين عن خيالي في يقظتي ومنامي ، وأنت النقطة في حرفي وفي نهاية سطري ، وأنت حروف كلماتي وسطور أوراقي ، والجملة في مفردات حكايتي ، وأنت المبتدأ في أخباري والخبر في تساؤلاتي . وذكراك في أحداثي المستمرة وإن كنت قد صرت لي شيئاً من الماضي . وقد كنت محور كتاباتي وتأملاتي ولكنك لا تستحقين أثر سقطة القلم على الورقة ولا استسلامه بين أبناني ، لأنك كنت تتجاهلين وتجهلين .