ضمائر تغسل (قصص قصيرة )

(قصص , تغسل , ضمائر , قصيرة

ضمائر تغسل (قصص قصيرة )

شخير التنمية
في مدرسة متهالكة يكاد السقف أن يخرّ فوق رؤوس منتسبيها .. يتحلق سعود متوشحاً علم بلاده بجانب زملائه الطلاب .. فرحة عارمة بمناسبة الإحتفال .. المدير يلقي كلمة .. يستمعون إليه بشغف وافتخار وهو يتحدث عن مسيرة التنمية في البلاد !



ضـمائر
ضمير يغتسل بنشوة عارمة فوق صفيح نحاسي .. يقف منتصباً ويصب الماء فوق رأسه .. يدهن جسده بكافور وسدر .. يمشي مختالاً بين المقابر .. يتباهى بين الأحياء ميتاً !



ثـروة
سقط ريال من محفظته .. أخذته واشتريت به حلوى .. ومنذ ذلك اليوم لم أرفع رأسي عن الأرض .. كبرت ، وجمعت ثروة طائلة من : ضعف النظر ، وانحناء الظهر ، وضيق ذات اليد .. استودعتها في بنك الحياة البائسة .




صفعة صفقة
صفّق الحاضرون لخطاب مديري بحرارة .. اشتغلت عن التصفيق معهم بأوراق تكدست أمامي .. عبسوا في وجهي وأتهموني بعدم الولاء .. اجتمعنا مرة أخرى .. القى مديري خطابة الثاني .. صفقت هذه المرة بحرارة بالغة حتى قبل أن يختم حديثه .. غضب زملائي واتهموني هذه المرة بالنفاق .. والآن يلقي مديري خطابه الثالث .. فهل أصفق له أم لا ؟




فلسفة
التلميذ : ماهي الفلسفة يا استاذ ؟
المعلم : كم ترى من نافذة في جدران الفصل ؟
التلميذ : نافذتان
المعلم : الفلسفة هي أن اقنعك بأنه ثمة نافذة واحدة فقط !




خـيـبـة
كان علي أن أدفع المبلغ الباهظ حتى استلم جثمان أبي المحتجز في ثلاجة المستشفى الخاص لأكرمه بدفن يليق برجل وقور في مقبرة تليق بحياة البسطاء ، لا أملك سوى معاريضاً استعطف بها الوجهاء حتى يتكفلوا بسداد مستحقات علاج أبي ، دلفت ذات ظهيرة للسوبر ماركت ، مددت يدي إلى علب المشروبات الغازية المثلجة فهالني الصقيع المنتشر فوق اجسادها ، إذ كانت تشبه جثث الموتى المحتجزين داخل ثلاجة لايمكن لأي منهم الخروج إلا بعد سداد فاتورته !
مددت يدي نحو المحاسب بريال واحد ثمن علبة البيبسي التي حررتها من صمت الموتى في ثلاجة السوبر ماركت .. لكنني لا أملك أن أحرر جسد أبي من ثلاجة المشروبات الغازية في ثلاجة المستشفى الخاص !




ثــقــة !
أجدبت الأرض وجفّ الضرع .. الأشجار خلعت ثيابها تستجدي .. الطيور بسطت اجنحتها تستعطي .. السماء تنتظر المدد .. الناس تخرج لصلاة الإستسقاء .. خرج هو معهم رافعاً مظلته !



* نجومية *
مصباح يتدلى في الشارع .. ذباب وحشرات تحوم حوله .. انبلج الصباح .. تلاشى كل شيء !




أملاك خاصة
في أطراف المدينة تقبع أبواب كثيرة ، مثقلة بأرطال من الأقفال ، وحراس ذو سحنات مكفهرة ، الناس تغدو وتروح ، ولكن لم ينتبه أحد أن لا جدران عن يمين ويسار تلك الأبواب !!




دجـل
مدّ كفه إلى العرّاف .. شاهد خطاً طويلاً في باطنها .. بشّرهُ بطول عمره .. خرج من عنده فتذكر مسطرة المعلم !




تعتيم اعلامي
نشأ على وصية : ( اسرار البيت ما تطلع ) كبر .. وتسنم منصباً وزارياً .. نفذ الوصية بحذافيرها ..




دراما
متسولاً يطرق بابها .. تعطيه كسرة خبز هي كل ما تملك .. يجتاح قريتها طوفان كاسر .. تتشرد مع صغارها .. ولكن لم يلتقيها بعد أعوام ليرد لها الجميل مضاعفاً كما يحدث في الدراما العربية !




حــــــــظ
تكتلت في سمائي سحابة .. صففت جراري تحتها .. دلقت ماءها .. لكن جراري على الأرض جافة !




أرق
يرمي بجثته المنهكة على حصير قاس .. فيستغرق في سباته .. يكبر وتتضخم تجارته .. يعود ذات مساء ليرتمي على سرير متخم بالديباج .. يعاوده الأرق .. يتمتم : ربما الحصير أنعم وأرق من الديباج !




مسبحة الزمن
رأيته من خلال النافذة جالساً تحت شجرة معمرة التهم الخريف ابناءها ، وفي يده مسبحة تنساب بين أصبعيه ، ذهب ماشياً ..
تساقطت هي خلفه ..
تركتُ النافذة ، جلستُ تحت ذات الشجرة ، أمسكتُ مسبحتي ..



بمكيالكم تكالون
مزجت اللبن بالماء وباعته في السوق .. فاشترت بثمنه صندوق تفاح طازج .. اكتشفت بعد عودتها فساد أسفله !



حــرية
أخذ أزميله ومطرقته وبدأ ينحت على تلك الصخرة الصماء طائراً ذو جناحين .. ابنته الصغيره ترقبه بإعجاب .. وفي غفلة من والدها أخذت الطائر ورمت به عبر النافذة !
الم يخلصه والدها بعد أن كان عالقاً بين الصخور ؟؟



ضد التغريب
خبط بيده على الطاولة لاعناً الغرب .. فاندلق العصير على شماغه الإنجليزي !




أمــانة
الملك : ضعوا خاتمي في عجينة الخبز لأختبر أمانة شعبي ..
الوزير : حاضر يا سيدي

في منزل متهالك يقضم رجل كادح رغيفاً بنهم .. تصطك اسنانه بخاتم الملك .. يعيده الرجل للخباز فيعيده هو الآخر للوزير ..
الملك : هل عاد الخاتم أيها الوزير ؟
الوزير مومئاً : لا .. يا سيدي !




احتيال
قال لصديقه ذات مساء وهو يتأمل سجاداً تركياً فاخراً : هلاّ أعرتني هذه السجادة ؟
الصديق : بكل سرور
أخذ السجادة وعند الظهيرة باعها على أحد المارة في الطريق ، أوصلها إلى منزله ، وبعد دقائق عاد وطرق الباب ، فتحت له السيدة ..
عفواً يا سيدتي .. لقد طلب صاحب الدار استبدالها منذ قليل
أخذ السجادة وباعها على آخر .. أوصلها إلى منزله .. طلب استبدالها ..
وفي المساء أعادها إلى صديقه !
صديقي العزيز .. هلاّ أعرتني هذا التلفاز ؟

التكسب بالفن
دلف المقهى كهيئة فان جوخ .. يعتمر قبعة مكسيكية وينفث غليونه بشراهة .. طلب فنجاناً من القهوة .. ارتشفها وهو يرسم دولاراً على صحن أبيض .. خرج من المقهى وهو يشير للنادل بأن الحساب على الطاولة .. ذهب النادل .. وجد المبلغ المرسوم على ذات الصحن .. أخذه وانطلق غاضباً خلف الرسام الذي توارى عن الأنظار .. فباع الصحن بأضعاف قيمة فنجان القهوة .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: فضاءات وآفاق بلا حدود .

---

qlhzv jysg (rww rwdvm )