صوت صفير البلبل

البلبل , صـدر

صوت صفير البلبل

الخلفاء كان يحفظ الشعر من أول مرة وعنده مملوك يحفظه من المرة الثانية وجارية تحفظه من المرة الثالثة وكان بخيلاً جداً فكان الشاعر إذا أتاه بقصيدة قال له : إن كانت مطروقة بأن يكون أحد منا يحفظها نعلم أنها ليس لك ، فلا نعطيك لها جائزة ، وإن لم نكن نحفظها نعطيك وزن ما هي مكتوبة فيه فيقرأ الشاعر القصيدة فيحفظها الخليفة من أول مرة ولو كانت ألف بيت .
ويقول للشاعر : اسمعها علي فإني أحفظها وينشدها بكمالها , ثم يقول : وهذا المملوك أيضاً
يحفظها . وقد سمعها المملوك مرتين مرة من الشاعر ومرة من الخليفة فيحفظها ويقرأها .
ثم يقول الخليفة : وهذه الجارية التي وراء الستر تحفظها أيضاً وقد سمعتها ثلاث مرات مرة من الشاعر ومرة من الخلفية ومرة من المملوك فتقرأها بحروفها . فيخرج الشاعر صفر اليدين , وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه , فنظم أبياتاً مستعصية ونقشها ي أسطوانة ولفها في ملاءة وجعلها على ظهر بعير , ولبس جوخة بدوية مفرجة من وراء ومن قدام . وضرب له لثاماً
لم يبن منه غير عينيه وجاء إلى الخليفة وقال : ظغني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة فقال : ياأخا العرب إن كانت لغيرك فلا نعطيك لها جائزة , وإن كانت لك نعطيك زنة ما هي مكتوبة فيه . قال : قد رضيت وأنشد :



صــوت صـفـير الـبـلـبـل هــيــج قـلـب الـثـمـل
الـمــاء والـزهـر مــــعـــاً مـع حسن لحظ المقل

وأنـــت حـقـاً سـيــــدي وســؤددي وموللــي
وطاب لي نوح الحــمام قــوقـقـوا بـالــزجـــــل

وقلت وصوص وصوص فجاء صوت من عــــل
وقــــــــــــــــال لالالالالا وقد غـدا مــهرولــــــي

وفـتـيـة يـــسـقـونــني قهيوة كـالعســــــــــل
شممــــتها في انفــي أذكى من القـــرنفــــل

في بـــستان حـســـن بالزهــــــر والـــســرولل
والعود دندن دن لــــي والطبل طبطبطب لـــي

والرقص أرطب طبطب والماء شقشقشق لي
شـــــوا شــــوا شــــوا وشاهق على وريق السفرجل

وغرد القـمــري يصـــح من مــلل مـــن مللـــــي
فلو ترانــــي راكــبــــاً عــلى حـــمـــار أعــــزل

أمشي على ثلاثــــــة كمشية الـــعـــرنجلــــي
والناس قد ترجمني في السوق بالبــــقلل

والكـــــــل كع كع كع خلفي ومن حــويللــــي
وقد مشــيت هاربـــاً من خشية في عقللي

إلى لقــــاء مـــلـــــك معظــــــــــم مبــــــــــجل
يأمر لـــــــي بخلعــة حمـــــــراء كالدمــــــلمل

أجــــر فيـــــها مأربـاً مـــــــبغدداً كـــــــالدلدل




قال : فلما فرغ من إنشادها بهت فيها ولم يحفظها الخليفة لصعوبتها . ثم نظر إلى المملوك فأشار إليه أنه ماحفظ منها شيئاً . فقال الخليفة : يا أخا العرب إنك صادق وهي لك بلا شك فإني ماسمعتها قبل ذلك . فهات الرقعة التي هي مكتوبة فيها نعطيك وزنها . فقال : يامولاي إني لم أجد ورقاً أكتب فيه . وكان عندي قطعة عمود رخام من عهد أبي وهي ملقاة في الدار ليس لي بها حاجة فنقشتها فيها . ولم يسع الخليفة إلا أن أعطاه زنتها ذهباً. فنفد جميع مافي خزانة الملك من المال فأخذ الأصمعي ذلك وانصرف . فلما ولى قال : يغلب على ظني أن هذا الأعرابي هو الأصمعي . فأحضره وكشف وجهه فإذا هو الأصمعي. فتعجب من صنيعه ورجع عما كان يعامل به الشعراء وأجراهم على عوائد الملوك.



ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: أطلال العَرُوض و القافية ، وقناديل من صفحات الشعراء .

---

w,j wtdv hgfgfg wJ]v

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

القصه جدا رائعه
الله يعطيك الف عافيه الاسد الرهيص .