أطلال إيمانية عامة يختص بجميع المواضيع الإسلامية العامة All regard to general Islamic topics |
الإهداءات |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
صحبة الأخيار صحبة الأخيار إذا صحبت أبناء الدنيا جذبوك إليها، وإذا صحبت أبناء الآخرة جذبوك إلى الله. عن أبى ذر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الأعمال الحب فى الله، والبغض فى الله" (أبو داود). وعن أنس رضى الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها قال: لا شىء إلا أنى أحب الله ورسوله, قال أنت مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بشىء فرحتنا بقول نبى الله صلى الله عليه وسلم: "أنت مع من أحببت" قال أنس: فأنا أحب النبى صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبى إياهم" (البخارى ومسلم) . فهذا حديث يبين أن محبة الصالحين الأخيار تنفع فى الدنيا والآخرة، تنفع فى الدنيا بالقدوة الحسنة والنصيحة الخالصة والمعاونة على فعل الخير والتخلق بالصفات الحسنة المحمودة, وتنفع فى الآخرة بأن يحشر معهم، ويكون فى زمرتهم، وتنفع بشفاعتهم، فلينظر أحدكم من يصاحب، فكما تختار لنفسك المآكل الطيبة، التى لا ضرر فيها، والزوجة الحسنة لتتزوجها، فكذلك لا تصاحب إلا من يعرفك الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، وقد قيل: من دلك على أعمال الشريعة فقد أتعبك، ومن دلك على الدنيا فقد غشك، ومن دلك على الله فقد نصحك، فاصحب من يدلك على نسيان نفسك ومعرفة ربك، فإذا نسيت حظوظ نفسك ذكرت ربك، قال تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ). واعلم أن لك ثلاثة أخلاء؛ أحدها: المال, تفقده عند الموت، وينتقل إلى الورثة قبل دفنك. والثانى: الأهل والعيال، يحملونك، ويتركونك فى قبرك، ويلقون عليك التراب. والثالث: عملك، يصحبك وأنت محمول على أعناق الرجال. وينزل معك قبرك، ويوضع فى كفة حسناتك يوم القيامة. فاصحب يا أخى من يدخل معك فى قبرك, ويؤنسك فى وحشتك, ويذهب وحدتك، وكما أن للدنيا أبناءً من استند إليهم كفوه، فكذلك للآخرة أبناء، من استند إليهم أغنوه، ولا تقل طلبنا أبناء الآخرة فلم نجد، فلو طلبت بصدق لوجدت، وسبب عدم وجدانك هو عدم استعدادك، فإن العروس لا تظهر على فاجر بل تختفى عنه, فلو طلبت رؤية العروس لتركت الفجور، ولو تركت الفجور لرأيت أولياء الله تعالى, وهم كثيرون والحمد لله، وإذا أحببت حبيبنا لن تصل إليه حتى تكون أهلاً للوصول إليه, وذلك حتى تطهر مما أنت فيه من الخطايا والرذائل. واعلم أنه لا أحد يصحبك فينفعك، وكل من يصحبك، إنما يصحبك لنفسه، ويحبك لمنفعته، وما تحبك الزوجة إلا لتتمنى منك مطايب العيش، وأحسن الملابس, وكذلك الولد: يقول فى نفسه إنى وارث أبى، وأشد به ظهرى، فإذا كبرت ولم تبق فيك قوة، ولم تعد منك منفعة عليهم، كرهوك وتمنوا فراقك وموتك. واعلم أن من أكثر مجالسة أهل هذا الزمان، فقد تعرض لمعصية الله تعالى، ومثاله كمن جعل الحطب اليابس على النار، ويريد ألا تحترق، فقد أراد محالاً. فقد ورد: خص بالبلاء من عرف الناس، وقال تعالى: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا). وقد أمرنا الله تعالى بالبعد عن مجالسة أهل الفسق والإعراض عنهم وترك مصاحبتهم، فقال تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). وربما جالست غير تقى، وكنت أنت تقيًا فجرك إلى الغيبة، والكذب, وغلبك على نفسك، وأنساك ذكر الله، وحرمك من لذة طاعته. واعلم أن العالم العامل بعلمه نادر فى هذا الزمن، فإنك إذا طلبت قارئًا وجدت ما لا يحصى، وإذا طلبت طبيبًا وجدت الكثير، وإذا طلبت فقيهًا وجدت مثل ذلك، ولكن إذا طلبت من يدلك على الله بقوله وعمله، ومن يعرفك بعيوب نفسك صادقًا مخلصًا، لم تجد إلا قليلاً، فإن ظفرت به فأمسكه بكلتا يديك، واحرص على مصاحبته، وأكثر من مجالسته، فهو أنفع شىء لك فى الحياة. واعلم أنه ليس كل من صحب العلماء الأكابر اهتدى بهم، وانتفع بصحبتهم، واستفاد منهم، فإن بعض الناس اغتروا بصحبة العلماء، واتكلوا على ذلك، وتركوا العمل، واتخذوا صحبتهم طريقًا إلى الشهرة والرياء, فلا تجعل صحبتهم ومعرفتهم علة فى نجاتك من النار وأمنك من عقاب الله يوم القيامة؛ لأن من اغتر بالله فقد عصاه؛ لأنك أمنت عقوبته. وكان ينبغى لهم أن تزيدهم صحبة هؤلاء معرفة بالله وخوفًا، وإخلاصًا وتقوى، واجتهادًا فى طاعة الله، وإقبالاً على التوبة وعمل الخير، والإكثار منه. فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم فى صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أكثر الناس وجلاً من الله ومخافة منه، وكانوا من أحرص الناس على الطاعة والعبادة. واعلم أن العلماء والحكماء يعرفونك كيف تدخل إلى الله تعالى، وكيف تتعامل معه، وتعبده وتتقرب إليه، فهل رأيت مملوكًا أول ما يشترى يصلح للخدمة؟ بل يعطى لمن يربيه ويعلمه الأدب, فإن صلح وعرف الأدب قدمه للملك، ومن أخذه الملك أعزه، ومن لا يصلح للخدمة بقى للرعية، وحرم من المعية. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: أطلال إيمانية عامة wpfm hgHodhv |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الأخيار, صحبة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فن النقش على الأحجار الكريمة في النجف | اسير الصمت | أطلال علم النحت على الأحجار الكريمة Glyptic Art | 6 | 12-17-2012 05:53 PM |
Add Ur Link | |||
منتديات همس الأطلال | دليل مواقع شبكة ومنتديات همس الأطلال | مركز تحميل همس الأطلال . | إسلاميات |
ألعاب همس الأطلال | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . |