لا يمكن لأحد إنكار فوائد التكنولوجيا (والكومبيوتر أحد إنجازاتها الرائعة) ونحن نعيش في زمن كل شيء
فيه إلكتروني، فرغم بعض مضار التكنولوجيا لاشك أن لها فوائد عديدة طالما كان استعمال ذلك بشكل منظم ومقنن. وهذا ما تؤكد عليه إحدى الدراسات الاجتماعية المصرية التي أشارت إلى أن الأطفال الذين يستخدمون الكومبيوتر في سن مبكرة تتطور لديهم القدرات الذهنية والتعليمية أكثر من الأطفال الذين لا يستخدمونه. وذلك ما يجعل نتائج هذه الدراسة تتعارض مع نتائج عدد من الدراسات الأخرى التي سنذكرها بعد . حيث أن أخصائيون في التربية وعلم النفس يعتبرون الاستخدام الطويل للكومبيوتر من قبل الأطفال مشكلة على الأباء مراعاتها وذلك للأضرار التي ربما يتعرض لها الأطفال من ذلك . والأضرار التي قد تنجم عن الاستخدام الطويل للكومبيوتر والانترنيت يمكن تقسيمها إلى: أولاً : أضـرار نـفسية واجتماعـية : يشير الدكتور حسام سراج أستاذ علم الاجتماع المصري إلى أن قدرات الطفل الاستيعابية والذهنية والحركية تتراجع بسبب ارتباطه بالإلكترونيات وجميع الألعاب الإلكترونية التي تحد من حركة الطفل وتدفعه للتلقي والاكتفاء بالجلوس أمام الشاشة لساعات طويلة، كما تحد من قدرته على التواصل مع الآخرين وتجعله غير اجتماعي . وتقول أخصائية الإرشاد النفسي في وزارة الصحة الأردنية إيمان الشوبكي أن الحاجة أصبحت الآن ضرورية لمعرفة مدى أخطار هذه الظاهرة على أطفالنا ومقارنتها بالأخطار التي باتت معروفة من خلال الدراسات العالمية والتي من بينها : 1- أن الاستخدام الطويل للكومبيوتر من قبل الأطفال يفقدهم التواصل مع أسرهم ومجتمعهم ويحولهم إلى أطفال أكثر ميولاً إلى الانعزال وعدم الاستمتاع بمشاركة الآخرين اللعب والحديث . 2- من ضمن الأخطار النفسية جراء ذلك هو التخوف من الوصول إلى مرحلة يصعب فيها التفاهم بين الأهل والطفل بسبب انقطاع الحوار بينهم لساعات طويلة وخاصة إذا كان الطفل على أبواب مرحلة المراهقة التي تتطلب وجود تواصل وحوارات مستمرة لمعرفة مشاعر الطفل وميوله وتقييم سلوكياته. 3- إن الألعاب الإلكترونية المستوردة لا تخضع لرقابة محلية للتأكد من عدم احتوائها على أفكار خارجة عن المألوف لدينا في المجتمع العربي وفي أغلب الأحيان يقلد الأطفال ما يشاهدونه وتلتصق طريقة اللبس وأشكال وحركات الشخصيات التي يرونها عبر الألعاب الإلكترونية في عقولهم مما يؤثر على بناء شخصياتهم في المستقبل. 4- فقدان البراءة: ترى الدكتور جهان العمران أستاذ علم النفس بجامعة البحرين أن الطفل بدأ يفقد براءته في العصر المعلوماتي الحالي، الذي تسيطر عليه الثـقافة الإلكترونية دون قيود أو حدود تتسلل إلى عالمه البريء وتفرض عليه النضج المبكر ليصبح رجلاً صغيراً قبل الأوان. فطفل هذا العصر لم يعد يرى بعينه إلاّ شاشة التلفزيون أو الفيديو بدلاً من أشكال الزهور والحيوانات والنباتات، ولا يسمع بأذنيه سوى الموسيقى الصاخبة بدلاً من أصوات الطبيعة المجانية لتنمية الإبداع. لذا فنحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة النظر في أساليب تربية الطفل . ثانياً: أضـرار صـحـيـة: 1- نسيان تناول الأغذية الصحية : أخصائية التغذية في وزارة الصحة الأردنية المهندسة باسمة استيتية قالت : (إن من أهم المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الطفل خلال جلوسه لفترات طويلة أمام جهاز الكومبيوتر هو نسيانه لنفسه من تناول الأغذية الصحية والسوائل التي يحتاجها الطفل بشكل كبير خلال فترة نموه). 2- يتعرض الأطفال الذين يطيلون النظر إلى شاشات التلفزيون وأجهزة الكومبيوتر إلى مخاطر في عيونهم ، وغالبيتهم تكون شكواهم إحساسهم بوجود جسم غريب في العين أو احمرار تتراوح شدته من شخص لآخر - علماً بأن العين تتأثر بالمعطيات نفسها بغض النظر عن الفئة العمرية كما أن تعرض العين للمجال المغناطيسي يهددها، فقد نشرت مؤخراً دراسات في ألمانيا أثبتت أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الفيديو أو الكومبيوتر يصابون بقصر النظر أكثر من غيرهم. لذلك فإن الأبحاث العالمية صارت تركز على مكان وجود الجهاز ونوعية الأدوات والأثاث الموجود حوله وطبيعة المواد التي تدخل بتصنيعها ، وهي تؤكد على ضرورة أن تكون من المواد ضعيفة التوصيل الكهربائي. حذر فريق طبي من الباحثين اليابانيين من أن الجلوس لفترات طويلة تمتد لتسع ساعات أو أكثر في اليوم أمام الكمبيوتر قد يكون له علاقة بمرض خطير يصيب العين (الجلوكوما = الماء الأزرق) وقد يؤدي إلى العمى التام ما لم يعالج. وقال الباحثون في دراسة حملت الكثير من الاخبار السيئة للعاملين في المكاتب والمهنيين من الذكور إن خطر الاصابة بالجلوكوما(المياه الزرقاء) بلغ أقصى حد له عند المرضى المصابين بقصرالنظر. ونقلت مجلة “جورنال أوف إيبدميولوجي” الطبية ما أعلنته الدراسة التي أعدت في كلية الطب بجامعة توهو في طوكيو من مخاطر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الحديثة في المكتب والمنزل. وأجريت الدراسة على 10 آلاف عامل كان متوسط أعمارهم 43 عاما في عملية فحص طبي شامل إلى جانب دراسة ساعات استخدامهم للكمبيوتر وإذا كانوا قد أصيبوا بمرض في العين من قبل. وأظهرت الدراسة أن أكثر من 5 في المائة عانوا من اختلال في مجال البصر كما تبين وجود علاقة وطيدة بين ذلك الاختلال والاستخدام المفرط للكمبيوتر بالنسبة لهؤلاء الذين يعانون من قصر أو طول النظر. إلا أن الاختبارات الدقيقة للعين أوضحت أن ثلث العينة التي أجريت عليها الدراسة ظهرت عليهم أعراض الاصابة بالجلوكوما خاصة بين مرضى قصر النظر. 3- يقول أخصائي أمراض العظام فارس تادرس: ( لقد ازدادت في السنوات الأخيرة الحالات التي باتت تعرف باسم أمراض الكومبيوتر ومنها حالات ضعف وإرهاق شديدين لعضلات الأطراف العليا وتقوس الظهر نتيجة للجلوس الخاطئ المنحني أمام الشاشة . . .) مؤكداً على (إن الخطر يتعاظم عند الأطفال بشكل أوضح لأنهم يمرون بفترات نمو تحتاج إلى تمارين رياضية وفترات راحة ويضر كثيراً تعريض جزء منها للإرهاق وخاصة عظام أصابع اليد وشد العضلات باستخدام مفاتيح جهاز الكومبيوتر التي تتطلب السرعة والمتابعة والضغط على عضلة معينة دون سواها). 4- إن تعرض الأطفال للموجات الكهرومغناطيسية التي تطلقها الأجهزة الإلكترونية بدون استثناء يؤدي إلى إصابة الأطفال بالقلق والاكتئاب والشيخوخة المبكرة والحل هو لاشك ليس في الابتعاد عنها نهائياً ولكن بترشيد استعمالها وفق نظام محدد وبساعات محددة مناسبة . ثالثاً: أضـرار عـلـى التحصيل الدراسي: (وأما ما يتعلق بالتحصيل الدراسي فإن الطفل الذي يقضي ساعات طوالاً رابضاً أمام شاشة التلفزيون أو الكومبيوتر يتأخر عن زملائه في المدرسة الذين يقضون ساعات أقل أو الذين لا يقضون أي وقت أمام التلفزيون ، وهذا ما أكدته دراسات عدة أجريت في الولايات المتحدة وكندا ، ويرجع ذلك إلى التغيرات النفسية والإرهاق الجسدي الذي يصاحب المشاهدة لساعات طويلة ، ناهيك عن أن التلفزيون أحد الأسباب التي تجعل الطفل يبقى ساهراً حتى وقت متأخر خصوصاً حين تغيب رقابة الوالدين ، وهذا يجعلهم يذهبون إلى المدرسة متعبين كسالى يكادون ينامون في صفوفهم الدراسية ، كما يصابون بأمراض السرحان وشرود الذهن وعدم التركيز والاستغراق في عالم الخيال ، كما وأنهم يقصرون في أداء الواجبات المنزلية كما ينبغي . الجزء الثاني نصائح لاتقاء أضرار الكومبيوتر والألعاب الإلكترونية يقول الدكتوران هشام إبراهيم وياسين الخطيب في بحثهما القيم عن المخاطر لاستخدام الحاسوب : إن أهم الطرق الوقائية من الألعاب الإلكترونية والكومبيوتر هي: 1- البيئة المكان الموجود فيه الحاسوب: * يجب أن يكون موقع العمل ذا مساحة كافية تسمح للمستخدم بتغيير وضعياته، وأن يقوم بجميع الحركات اللازمة. * يجب أن تكون إنارة الغرفة ملائمة، كما يجب تزويد النوافذ بستائر قادرة على تعديل الإنارة، وتخفيف ضوء الشمس الذي قد يضر بالمستخدم كستائر الشرائط العمودية المعلقة مثلاً، قدر الإمكان، يجب أن تكون مواقع العمل مصممة بحيث لا تسبب مصادر الإنارة، كالنوافذ والفتحات الأخرى أو الجدران الشفافة والجدران اللماعة وغيرها، أي وهج قد يشتت الانتباه أو أي انعكاس على الشاشة . * التقليل من الضجيج الذي يعيق الانتباه أو الكلام أحياناً. * يجب أن تكون درجة الحرارة والرطوبة في مستوى ملائم لا تزعج العاملين فيه، وإن لزم استعمال المكيف، فلا مانع لجعل جو المكتب مريحاً. 2-المعدات ونقصد بها الحاسوب ومكوناته: المكتب أو الطاولة وكرسي العمل أ- شاشة العرض: * يجب أن تكون الشاشة خالية من الوهج الانعاكسي ومن الانعكاسات التي قد تزعج المستخدم. * يجب أن تكون الشاشة قابلة للتحريك والتمييل بسهولة وحرية حسب حاجات المستخدم. * يجب أن تكون الصورة على الشاشة مستقرة بلا ارتعاش ، وخالية من أي شكل آخر من أشكال عدم الاستقرار . * يجب أن تزود الشاشة بفلتر مانع للوهج والأشعة الصادرة من الشاشة. * يجب أن تكون شدة السطوع bوالتباين بين الأحرف وبين الخلفية قابلة للتعديل بسهولة. * يجب التشجيع على استخدام شاشات البلورات السائلة، أو شاشات البلازما قابلة للتعديل بسهولة. * يجب التشجيع على استخدام شاشات ذات صمام الأشعة المهبطي أو وحدة العرض المرئي وغيرها. ب- لوحـة المـفاتـيح: * يجب أن تكون كتابة الأحرف والرموز على المفاتيح واضحة على تباين ملائم مع السطح ومقروء من وضعية العمل المقررة . * يجب أن تكون لوحة المفاتيح قابلة للتمييل ومنفصلة عن الشاشة ، بحيث تسمح للمستخدم إيجاد وضعية لها تريحه وتمنع إجهاد الذراعين أو اليدين . * يجب أن يكون سطح لوحة المفاتيح غي لماع لتجنب الوهج المنعكس. * يجب أن تكون سهلة الاستعمال. * يجب أن تكون المسافة أمام لوحة المفاتيح كافية لإسناد يدي المستخدم وذراعيه. ج- المكتب أو طاولة العمل: * يجب أن يكون للمكتب أو طاولة العمل سطح واسع مما يكفي العمل ، ولا يعكس الضوء إلاّ قليلاً . ويسمح بترتيب مرن لوضع الشاشة والوثائق اللازمة والمعدات الملحقة. * يجب أن يكون حامل الوثائق ثابتاً وقابلاً للتعديل وموضوعاً بشكل يقلل الحد الأدنى من الحاجة إلى الحركات غير المريحة للرأس والعينين. د. كرسي الـعـمـل: * يجب أن يكون كرسي مستقراً ويسمح للمستخدم بحرية الحركة واختيار الوضعية المريحة . * يجب أن يكون الكرسي قابلاً لتعديل ارتفاعه. * يجب توفير مسند للقدمين لمن يرغب في ذلك. * يجب أن يكون من النوع الدوار وأن يكون مسند لذراع المستخدم. * المسافة بين الشاشة والمستخدم يجب أن تكون ملائمة واحتياجات المستخدم ويجب أن تتراوح ما بين 50 سم بين العين والشاشة كما يجب أن تكون زاوية النظر ما بين 15 نحو الأسفل.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
hqvhv hghghj hgh;jv,kdm ugn hgh'thg , ;dtm hgjogw lkih