تعتبر الدولة
الإدريسية أول دولة شيعية في تاريخ الإسلام (حسب التعريف الذي كان سائدا آنذاك)، رغم أن إدريس بن عبد الله (الكامل) يعتبر مؤسس الدولة، إلا أن انطلاقة الأدارسة الفعلية كانت في عهد ابنه إدريس (الثاني)، ابتنى مدينة فاس واتخذ منها قاعدة لدولته، كان للأدارسة الدور الكبير في نشر تعاليم الإسلام بين البربر. يصعب تحديد امتداد رقعة الدولة الإدريسية، كانت قبائل البربر تقاوم محاولات إخضاعها للسلطة المركزية. سيطر الأدارسة على مناطق شمالي المغرب الأقصى وغرب الجزائر -عدا بعض مناطق الساحل الشمالي-، امتدت دولتهم جنوبا حتى السوس الأقصى ووادي الدراع، وعاشت هذه المناطق في عزلة سياسية عن المناطق الشمالية، إلا أنه كان لها دور كبير في التجارة الصحراوية. تعايشت الدولة
الإدريسية مع دولتي برغواطة وبني واسول (مدرار)، كان بنو أعمامهم من "بنو سليمان" يحكمون مناطق غرب الجزائر (تلمسان والتنس)، بعد تقسيم الدولة بين أبناء إدريس (راجع الخريطة) بدأت الصراعات الداخلية كما أخذت أطماع بنو أمية (في الأندلس) تزداد. انحصرت رقعة الدولة في المناطق الشمالية قبل أن يحل محلهم بنو مغراوة (صنائع خلفاء قرطبة).
مؤسس السلالة إدريس بن عبد الله الكامل (788-793 م) من أحفاد الرسول محمد (ص)، نجا بنفسه من مذبحة فخ، التي أقامها العباسيون للعلويين سنة 786 م. فر إلى وليلى (بالمغرب). تمت مبايعته قائدا و أميرا و إماما من طرف قبائل البربر في المنطقة. و سع حدود مملكته حتى بلغ تلمسان (789 م). قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بتدبير اغتياله سنة 793 م. لإدريس الأول (مولاي إدريس في المغرب) مكانة كبيرة بين المغربيين. و يعتبر قبره في وليلى (مولاي إدريس اليوم) مزارا مشهورا. قام ابنه إدريس الثاني (793-828 م) - و الذي تولى الإمامة منذ 804 م- بجلب العديد من الحرفيين من الأندلس و تونس، ثم شرع في بناء فاس و جعلها عاصمة الدولة، كما قام بتدعيم وطائد الدولة.
قام ابنه محمد (828-836 م) عام 836 م بتقسيم المملكة بين إخوته الثمانية (أو أكثر). كانت لهذه الحركة تأثير سلبي على وحدة البلاد. بدأت بعدها مرحلة الحروب الداخلية بين الإخوة. منذ 932 م وقع الأدارسة تحت سلطة الأمويين حكام الأندلس والذين قاموا لمرات عدة بشن حملات في المغرب لإبعاد الأدارسة عن السلطة. بعد معارك و مفاوضات شاقة تمكنت جيوش الأمويين من القبض على آخر الأدارسة (الحسن الحجام) والذي استطاع لبعض الوقت من أن يستولى على منطقة الريف و شمال المغرب، تقبض عليه سنة 974 م، ثم اقتياده أسيرا إلى قرطبة. توفي هناك سنة 985 م.
تفرعت عن الأدارسة سلالات عديدة حكمت بلدان إسلامية عدة. أولها كان بنو حمود العلويين الذين حكموا في الجزيرة ومالقة (الأندلس). كما تولوا لبعض الوقت أمور الخلافة في قرطبة. فرع آخر من الأدارسة حكم جزءا من منطقة عسير في السعودية بين سنوات 1830-1943 م. الأمير عبد القادر الجزائري و الذي حكم في الجزائر سنوات 1834-1847 م ينحدر من هذه الأسرة أيضا. آخر فروعهم كان السنوسيين حكام ليبيا و الجبل الأخضر 1950-1969 م.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
hg],gm hgY]vdsdm H,g ],gm adudm td jhvdo hgYsghl [,gm