الموضوع: :؛: شلاّل :؛:
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-03-2012
مـآعـآد تفرق

أبو ذكرى غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~
ماكل صادق لو حكا لك من شعورياكثر من زيف المشاعر خراجه
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5116 يوم
 أخر زيارة : 02-03-2013 (06:40 PM)
 الإقامة : جدة ...
 المشاركات : 3,544 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : أبو ذكرى is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي :؛: شلاّل :؛:









شلاّل لـ أسامة أنور عكاشة




كانت أخر محطة فى الرحلة ( نياجرا)...

بعد جولة شهر كامل طاف خلالها بمعظم الولايات من (نيويورك ) شرقاً... حتى (سن فرانسيسكوا) غرباً

بقى له يوم واحد ي يقضيه فى ( نياجرا) ثم يعود مع المساء إلى (نيويورك) ليركب طائرة الفجر عائداً إلى الوطن

فوق الجسر الطويل المطل على ملايين الجالونات من الماء الهادر الصاخب... وحيث يتناثر الرزاز كحبات رمال تدفعها

ريح صحراوية عاصفة ... وقف وقد أرتدى ذلك المعطف الواقى من البلل ... أبتعد قليلاً عن رفاق الجولة

تذكر فجأة أنه حتى الأن لم يرى معابد الأقصر .. ابتسم لنفسه فى خجل وقرر بداخله ( سأفعلها فور روجعى )...

كان الهدير الصاخب المدمدم يصك سمعه ويصم أذنيه ورغم ذلك فقد سمعها تهتف بأسمه... ألتفت نحو مصدر الصوت

وكانت المسافة لا تيح له تبين الملامح ولكنه عرفها... إنها هى بلا شك... نجت عنه آهة أستبعاد الزمن وهى تقترب

كانت ترتدى معطفاً أصفر وخصلات شعرها تتطاير بقوة... وبعد لحظات توقفت عند بداية المتر الذى يفصله عنها

لم ينطق أحدها وظلا ينظران كلا للآخر بتعبير الفضول الذى يتساءل عن رد الفعل الحقيقى داخل كلا منها حال رؤيته للآخر

هو يعرف بالقطع ما بداخله ... مزيج غريب من مشاعر الخجل والندم والحنين ... أما هى فتبدو أمامه لغزاً بإشراقة وجهها المتورد

وعينها الطفحتان بدهشة وفرحة حقيقية ...هل كان كل منها بيحدث عن كلام فلا يجده؟

ربما...

لابد انه غمغم بعبارة ترحيب ولابد أنها همست ترد عليه... ولعل أحدهما أشار إلى عدم مناسبة المكان للحديث فقوافق الأخر

فى النهاية وجدا نفسيهما وقد ابتعدا كثيرا ... أصبح هدير الشلا بعيدا باهتا كذكريات طفولة بعيدة

كان فى شبه مشرب للقهوة فى الحديقة الوارفة... يجلسان متقابلين وكلاهما يبعث بشئ فى يده ليتغلب على توتره

سقطت منها القداحة التى طفقت تشعلها ثم تخمدها .. وانحنيا فى نفس الوقت .. فأصتدم رأسيهما

وحين اعتدلا كانا يضحكان ، ثم انتهى الضحك اخيراً

_ ماذا تفعل هنا؟

_ مؤتمر للتبادل الثقافى وجوله سياحية على هامشه ... وأنت ؟

_ أنا هنا منذ خمس سنوات مع زوجى ..!

بدا له أنها تضعط على الكلمة الأخيرة بشئ من التشفى..

_ تهني وإن كانت متأخرة

لم تعن بالرد على التهنئة واستطرت :

_ تزوجت بعد أسبوعين فقط من رسالتك إياها ..! .. رجل عظيم يشغل وظيفة هامة فى الأمم المتحدة

لم يعلق وأدرفت بعد لحظة صمت :

_ أما زلت تجيد كتابة الرسائل ؟

أيفن أنها انتهزت الفرصة لتثأر لنفسها من الجرح القديم ، وأكتشف محبطا أن الأشراقة والفرحة كانت من أجل الفرصة

ا لتى أتاحت لها أن تنتقم لم بشأ أن يقطعها .. وأكتفى بالصمت والنظر إليها وهى تتدفق فى حديث طويل من طرف واحد

أرتعدت من خلاله شفاتها، وتشابكت أصابعها ولاحت دموع الحنين فى عيناها... كانت تبدو كبطلة فى مشهد حُجب صوته

ولم يفق إلا عند عبارتها الأخيرة

_ لم تمتلك الشجاعة... ولم تتحمل مسؤلية الرجل ... وحقاً لمن تكن تستحق ..!

رسم إبتسامة عريضة ليمنع بها تقطبية الألم ..ثم نهض ووضع نقود الحساب على المائدة... واحنى لها رأسه ثم مضى

عاد يواجه الشلال ورزاز الماء يصفع وجهه فيختلط بشئ كالدموع..

وبقيت هى تعض على شفتيها ودموعها تنهمر ... بدون صوت وحين خرجت أطلقت لدموعها العنان
ولم تكن تخشى أن يسمعها أحد فصوت الشلال يحجب كل الأصوات ...

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




:P: agh~g





رد مع اقتباس