شبكة ومنتديات همس الأطلال   Network Forum whispered ruins

شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins (http://www.hmseh.com/vb/index.php)
-   أطلال إيمانية عامة (http://www.hmseh.com/vb/forumdisplay.php?f=61)
-   -   الشيخ محمد فرحان يفصل في ألفاظ : الله لا يهينك .. غداً يحلها ألف حلال (http://www.hmseh.com/vb/showthread.php?t=22220)

زهرة الليلك 12-05-2013 12:09 AM

الشيخ محمد فرحان يفصل في ألفاظ : الله لا يهينك .. غداً يحلها ألف حلال
 
سئل الشيخ محمد فرحان الفيفي عن ألفاظ( الله لا يهينك - يحلها ألف حلال وغيرهما ) فأجاب حفظه الله
الحمد لله أما بعد :
فلا بد من تقديم قواعد قبل تفصيل حكم هذه الألفاظ فأقول مستعينا بالله :
١-الإطلاق والتعميم في مقام التقييد والتخصيص خطأ والغالب أن التحصيل في التفصيل وهو من العدل كما قال- تعالى -(وإذا قلتم فاعدلوا).
٢-ما يضاف إلى الله أربعة أقسام اسم وصفة وهما توقيفيان و فعل وخبر وهما توفيقيان فالتوقيفي مبني على النص ،والتوفيقي مبني على الاجتهاد.
٣-أهمية التبين والانتباه للألفاظ وخطر التسرع في إطلاق الكفر فإنه حكم يختص بالله كالتحليل والتحريم لقول الله -تعالى- : (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقوله :(ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)
ولقوله -صلى الله عليه وسلم-(وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم) وبقوله:(إيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه) أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وأما هذه الجمل فحكمها كما يلي:

١-جملة (غدا يحلها ألف حلال).
فإن كانت المشكلة لا يقدر عليها إلا الله كانت العبارة خطأ من ناحيتين التعدد والاستقبال فإن الله واحد لا يحد قدرته زمان.
وإن كانت مما يقدر عليه الإنسان فلا بأس بها فمراده تعدد الحلول وأن مع العسر يسرين وهي عبارة جائزة وهذا المعنى هو المراد في الأصل من باب فتح الأمل إلا أن العلماء ذكروا أن الأولى الاعتماد على الله وحده فيقول:(لها الله)أو(يحلها الله) فهذا من التوحيد الفضل لا التوحيد الفرض.

٢-لفظة :(ماصدقت على الله أن يفعل كذا...) فيها تفصيل :فإن قصد أن الله يعجز فهذا القول كفر وهذا المعنى غير مراد.
وإنما المعنى المراد : نفي التوقع أي: ما توقعت أن يفعل كذا... فالمعنى مقبول واللفظ موهم فالأولى تركه ولا يصل حد الحرمة بل يعطى حكما متوسطا بين الإباحة والتحريم وهو الكراهة.

٣-لفظة :(الله لا يهينك).
الفعلان (أهان ، ويهين) جاء بهما القرآن مضافين إلى الله -تعالى- في قوله:(ومن يهن الله فما له من مكرم...) وقوله:(وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول رب أهانن).
وعليه فلا مانع من قول:(الله لا يهينك) دعاء له ولو قيل :(الله يكرمك) فهو أولى فإن الإكرام ورد صفة لله -تعالى-(تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) والتوسل بالصفة أعظم من التوسل بالفعل.

٤-لفظة (الله يفشلك ،أو يخسك).
الفعلان :(يفشل ،يخس )
تضاف إلى الله من باب :(الفعل) وهو اجتهادي فما كان في مقام الكمال قبل وما كان في مقام النقص رد.
فإن دعا على من يستحق غير ظالم جاز وإن دعا على غير مستحق لم يجز لأنه اعتداء وقد نهى الكتاب والسنة عن الاعتداء في الدعاء
فمن الكتاب قوله -تعالى-(ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين).
ومن السنة قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بمعصية...)الحديث أخرجه مسلم -رحمه الله-عن أبي هريرة-رضي الله عنه-.
وقد قرر ابن تيمية-رحمه الله- أن الاعتداء في الدعاء نوعان :
اعتداء في المطلوب واعتداء في الطلب.
ولكن لا يؤخذ من هذه الأفعال صفتا الإفشال والإخساس لأن الصفات توقيفية حتى يثبت الفعل بالنص فضلا عن الأسماء.
ولا مانع من الأخبار في مقام المدح فيقال : الله مفشل السحرة ومخس الكافرين.

٥-لفظة:(الله يقرفك):
الفعل (أقرف) لا يجوز إضافته إلى الله -سبحانه- لأن فيه سوء أدب مع الله -تعالى-وهو يستعمل لازما يقال :أقرف فلان إذا أتى قبيحا و ومتعديا يقال : أقرفه إذا اتهمه... وكثير من معاني القرف غير مستحسنة كالقرحة والبول بل ما يخرج من الأنف وقد يبس ولذا فلا يطلق الفعل (أقرف) على الله ولا الخبر فضلا عن الصفة والاسم.

وأختم بذكر فائدة في الأدب في نسبة الخير إلى الله دون الشر مع أنهما من الله قدرا فإن الشر لا ينسب إلى الله إلا في ثالث صور قررها ابن تيمية -رحمه الله- وملخصها :
الأولى: باعتبار الشر داخلا في عموم الخلق كما قال -تعالى-(الله خالق كل شيء...).
الثانية :حذف الفاعل أدبا مثل:
١-قوله -تعالى-(صراط الذين أنعمت عليهم)مع قوله:( غير المغضوب عليهم... )
فصرح بالأنعام وأبهم الغضب.
٢-قوله:(وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض...) مع قوله:(أم أراد بهم رشدا).
صرح بإرادة الرشد وأبهم إرادة الشر.
الثالثة:إضافته إلى سببه مثل:
١-قوله :(من شر ما خلق).
لأن الشر في مفعولاته لا في ذاته ولا أسمائه ولا صفاته ولا أفعاله -سبحانه-.
٢-قوله:(فأردت أن أعيبها...) دون :(فأراد ربك أن يبلغا أشدهما...) لأن العيب شر.
٣-(وما أصابك من سيئة فمن نفسك...) دون: (ما أصابك من حسنة فمن الله...) لأن السيئة شر.
ومن أعظم الأدب قوله: (وإذا مرضت فهو يشفين) فيما ذكره الله في كتابه عن الخليل-عليه السلام- فنسب المرض إلى نفسه والشفاء إلى ربه-عز وجل.
وهكذا يجري سياق القرآن الكريم بأجمل صور الأدب مع الله -تعالى-مصداقا لقوله-صلى الله عليه وسلم-(لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك) أخرجه مسلم -رحمه الله-من حديث علي -رضي الله عنه.
هذا ما ظهر لي في هذه الألفاظ والله أعلم وبالله التوفيق.


الساعة الآن 07:16 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال