شيخٌ كبير و مَازال يُحبّها رأيتُ ذات مرّةٍ وأنا في الطريق .. شيخًا كبيرًا في السن يتوكأ على عصى تعينه على الوقوف ، لفتَ إنتباهي كثيرًا فأنا و بطبيعة حالِ أشفقُ و بشدة على كبار السِن ، لفتَ إنتباهي أنه يسير تحت أشعةِ شمس حارقه تكاد ان تكوي أعلى رأسه ! ثارت عواطفي تجاهُ و كنتُ غاضبه أين أبناءه ؟ حسنًا لنقل انه ليس لهو ابناء ، أليس لهُ اخوه أو جارِ أو أبن جاره ؟ هل يعجزُ أحد على أن يعين هذا الشيخُ الكبير ويوصلهُ إلى ما يريد ؟ تمنيتُ لو بإمكانِ أن أساعدُه ، مرت أيامٌ قليلة جدًا و عاودتُ أن أمضي في نفسِ ذاك الطريق .. وكنتُ أفكر ماذا حلّ بذاك الشيخُ الكبير ؟ و في لحظةِ ماكنتُ أفكّر إذا بي أراهُ من جديد! أثار فضولي كثيرًا أودّ أن أعرفَ عنه شئً ! ليس وقت صلاة كي يسير في مثل هذا الجوّ و السماء تنهمرُ مطرًا .. حقًا أردتُ و بشغفٍ أن أعرف أيّ شئٍ عنه ! فبدأتُ أسأل هذا وذاك و في كلّ مرّةٍ أصابُ بذهولٍ عجيب .. و في مُجملِ أجوبتِ الناس من حوله ، أنه كان لا يبالي بمدى المسافةِ اللتي يقطعها أو حتى تلك الشمسُ الحارقه ولا حتى المطر الغزير ؟ كان لا يبالي بأي شئٍ إطلاقًا .. كان في كل مرة يذهب ليزور قبر زوجتهِ اللتي يحبُها .. لم يبالي بكبرُ سنّة ولم يشعر بالمللِ بمارسةِ هذه الزياره ، كان يزورها منذُ سنين ، كان يذهب لزيارتها كي لا تشعرَ بالوحدة ، أصبحَ شيخً كبير ومازالَ يُحبّها .. ولم ينسى حتى شكلَها ، أدق تفاصيلها رغم مرور زمنٍ طويل ! إلا أنّه مازال يُحبها . |
رد: شيخٌ كبير و مَازال يُحبّها :99: جميله جدا لك التقدير . |
رد: شيخٌ كبير و مَازال يُحبّها - وجودك الأجمل ’$ حيآكِ |
الساعة الآن 09:22 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال