أطلال إيمانية عامة يختص بجميع المواضيع الإسلامية العامة All regard to general Islamic topics |
الإهداءات |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
تفسير بن كثير تفسير بن كثير يخبر تعالى أنه بعث موسى بتسع آيات بينات، وهي الدلائل القاطعة على صحة نبوته وصدقه، فيما أخبر به عمن أرسله إلى فرعون، وهي (العصا، واليد، والسنين، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم) آيات مفصلات، قاله ابن عباس، وقال محمد بن كعب: هي اليد والعصا والخمس في الأعراف والطمس والحجر، وقال ابن عباس أيضاً ومجاهد: ""هي يده، وعصاه، والسنين، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم""، وهذا القول ظاهر جلي حسن قوي، وجعل الحسن البصري: السنين ونقص الثمرات واحدة؛ وعنده أن التاسعة هي تلقف العصا ما يأفكون، { فاسكتبروا وكانوا قوما مجرمين} أي ومع هذه الآيات ومشاهدتهم لها كفروا بها وجحدوا بها، واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً وما نجعت فيهم؛ فكذلك لو أجبنا هؤلاء الذي سألوا منك ما سألوا وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً إلى آخرها، لما استجابوا ولا آمنوا إلا أن يشاء اللّه، كما قال فرعون لموسى - وقد شاهد منه ما شاهد من هذه الآيات - { إني لأظنك يا موسى مسحورا} قيل: بمعنى ساحر، واللّه تعالى أعلم. فهذه الآيات التسع التي ذكرها هؤلاء الأئمة هي المرادة ههنا، وهي المعنية في قوله تعالى: { وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف - إلى قوله في تسع آيات - إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين} ، فذكر هاتين الآيتين العصا واليد، وبيَّن الآيات الباقيات في سورة الأعراف وفصّلها، وقد أوتي موسى عليه السلام آيات أخر كثيرة: منها ضربة الحجر بالعصا، وخروج الماء منه، ومنها تظليلهم بالغمام، وإنزال المن والسلوى، وغير ذلك مما أوتيه بنو إسرائيل بعد مفارقتهم بلاد مصر، ولكن ذكر ههنا التسع الآيات التي شاهدها فرعون وقومه من أهل مصر، فكانت حجة عليهم، فخالفوها وعاندوها كفراً وجحوداً. ولهذا قال موسى لفرعون: { لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر} أي حججاً وأدلة على صدق ما جئتك به، { وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} أي هالكاً، قاله مجاهد وقتادة، وقال ابن عباس: ملعوناً، وقال الضحّاك { مثبورا} : أي مغلوباً ""وهو قول لابن عباس أيضاً""، والهالك كما قال مجاهد، يشمل هذا كله. ويدل على أن المراد بالتسع الآيات إنما هي ما تقدم ذكره من العصا واليد والسنين ونقص من الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، التي فيها حجج وبراهين على فرعون وقومه، وخوارق ودلائل على صدق موسى ووجود الفاعل المختار الذي أرسله، وقوله: { فأراد أن يستفزهم من الأرض} أي يخليهم منها ويزيلهم عنها { فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض} ، وفي هذا بشارة لمحمد صلى اللّه عليه وسلم بفتح مكة مع أن السورة مكية، نزلت قبل الهجرة وكذلك وقع فإن أهل مكة همّوا بإخراج الرسول منها كما قال تعالى: { وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها} الآيتين، ولهذا أورث اللّه رسوله مكة فدخلها عنوة وقهر أهلها ثم أطلقهم حلماً وكرماً، كما أورث اللّه القوم الذين كانوا يستضعفون من بني إسرائيل مشارق الأرض ومغاربها، وأورثهم بلاد فرعون وأموالهم وزروعهم وثمارهم وكنوزهم، كما قال: كذلك وأورثناها بني إسرائيل، وقال ههنا: { وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا} أي جميعكم أنتم وعدوكم، قال ابن عباس: { لفيفا} أي جميعاً ""وهو قول مجاهد وقتادة والضحّاك"". تفسير الجلالين { وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة } أي الساعة { جئنا بكم لفيفا } جميعا أنتم وهم . تفسير الطبري وَنَجَّيْنَا مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيل , وَقُلْنَا لَهُمْ { مِنْ بَعْد } هَلَاك فِرْعَوْن { اُسْكُنُوا الْأَرْض } أَرْض الشَّام { فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } يَقُول : فَإِذَا جَاءَتْ السَّاعَة , وَهِيَ وَعْد الْآخِرَة , جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا : يَقُول : حَشَرْنَاكُمْ مِنْ قُبُوركُمْ إِلَى مَوْقِف الْقِيَامَة لَفِيفًا : أَيْ مُخْتَلِطِينَ قَدْ اِلْتَفَّ بَعْضكُمْ عَلَى بَعْض , لَا تَتَعَارَفُونَ , وَلَا يَنْحَاز أَحَد مِنْكُمْ إِلَى قَبِيلَته وَحَيّه , مِنْ قَوْلك : لَفَفْت الْجُيُوش : إِذَا ضَرَبْت بَعْضهَا بِبَعْضٍ , فَاخْتَلَطَ الْجَمِيع , وَكَذَلِكَ كُلّ شَيْء خُلِطَ بِشَيْءٍ فَقَدْ لَفَّ بِهِ . وَقَدْ اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ نَحْو الَّذِي قُلْنَا فِيهِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ اِبْن أَبِي رَزِين { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } قَالَ : مِنْ كُلّ قَوْم . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَاهُ : جِئْنَا بِكُمْ جَمِيعًا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17166 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } قَالَ : جَمِيعًا . 17167 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } جَمِيعًا . * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 17168 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَوْله { فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } : أَيْ جَمِيعًا , أَوَّلكُمْ وَآخِركُمْ . * - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } قَالَ : جَمِيعًا . 17169 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } يَعْنِي جَمِيعًا . وَوَحَّدَ اللَّفِيف , وَهُوَ خَبَر عَنْ الْجَمِيع , لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْمَصْدَر كَقَوْلِ الْقَائِل : لَفَفْته لَفًّا وَلَفِيفًا .وَنَجَّيْنَا مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيل , وَقُلْنَا لَهُمْ { مِنْ بَعْد } هَلَاك فِرْعَوْن { اُسْكُنُوا الْأَرْض } أَرْض الشَّام { فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } يَقُول : فَإِذَا جَاءَتْ السَّاعَة , وَهِيَ وَعْد الْآخِرَة , جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا : يَقُول : حَشَرْنَاكُمْ مِنْ قُبُوركُمْ إِلَى مَوْقِف الْقِيَامَة لَفِيفًا : أَيْ مُخْتَلِطِينَ قَدْ اِلْتَفَّ بَعْضكُمْ عَلَى بَعْض , لَا تَتَعَارَفُونَ , وَلَا يَنْحَاز أَحَد مِنْكُمْ إِلَى قَبِيلَته وَحَيّه , مِنْ قَوْلك : لَفَفْت الْجُيُوش : إِذَا ضَرَبْت بَعْضهَا بِبَعْضٍ , فَاخْتَلَطَ الْجَمِيع , وَكَذَلِكَ كُلّ شَيْء خُلِطَ بِشَيْءٍ فَقَدْ لَفَّ بِهِ . وَقَدْ اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ نَحْو الَّذِي قُلْنَا فِيهِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ اِبْن أَبِي رَزِين { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } قَالَ : مِنْ كُلّ قَوْم . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَاهُ : جِئْنَا بِكُمْ جَمِيعًا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17166 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } قَالَ : جَمِيعًا . 17167 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } جَمِيعًا . * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 17168 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَوْله { فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } : أَيْ جَمِيعًا , أَوَّلكُمْ وَآخِركُمْ . * - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } قَالَ : جَمِيعًا . 17169 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } يَعْنِي جَمِيعًا . وَوَحَّدَ اللَّفِيف , وَهُوَ خَبَر عَنْ الْجَمِيع , لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْمَصْدَر كَقَوْلِ الْقَائِل : لَفَفْته لَفًّا وَلَفِيفًا .' تفسير القرطبي قوله تعالى { فأراد أن يستفزهم من الأرض} أي أراد فرعون أن يخرج موسى وبني إسرائيل من أرض مصر بالقتل أو الإبعاد؛ فأهلكه الله عز وجل. { وقلنا من بعده لبني إسرائيل} أي من بعد إغراقه { اسكنوا الأرض} أي أرض الشام ومصر. { فإذا جاء وعد الآخرة} أي القيامة. { جئنا بكم لفيفا} أي من قبوركم مختلطين من كل موضع، قد اختلط المؤمن بالكافر لا يتعارفون ولا ينحاز أحد منكم إلى قبيلته وحيه. وقال ابن عباس وقتادة : جئنا بكم جميعا من جهات شتى. والمعنى واحد. قال الجوهري : واللفيف ما اجتمع من الناس من قبائل شتى؛ يقال : جاء القوم بلفهم ولفيفهم، أي وأخلاطهم. وقوله تعالى { جئنا بكم لفيفا} أي مجتمعين مختلطين. وطعام لفيف إذا كان مخلوطا من جنسين فصاعدا. وفلان لفيف فلان أي صديقه. قال الأصمعي : اللفيف جمع وليس له واحد، وهو مثل الجميع. والمعنى : أنهم يخرجون وقت الحشر من القبور كالجراد المنتشر، مختلطين لا يتعارفون. وقال الكلبي { فإذا جاء وعد الآخرة} يعني مجيء عيسى عليه السلام من السماء. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي قوله تعالى: { مِن بَعْدِهِ } أي: من بعد موسى { ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ } أغلب العلماء قالوا: أي الأرض المقدسة التي هي بيت المقدس، التي قال تعالى عنها: { يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ.. } [المائدة: 21] فكان ردّهم على أمر موسى بدخول بيت المقدس: { إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا.. } [المائدة: 22] وقالوا: { إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [المائدة: 24] لكن كلمة { ٱلأَرْضِ } هنا جاءت مجرّدة عن الوَصْف { ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ } دون أنْ يُقيِّدها بوصف، كما نقول: أرض الحرم، أرض المدينة، وإذا أردتَ أنْ تُسكِنَ إنساناً وتُوطّنه تقول: اسكن أي: استقر وتوَطّن في القاهرة أو الإسكندرية مثلاً، لكن اسكن الأرض، كيف وأنا موجود في الأرض بالفعل؟! لا بُدَّ أن تُخصِّص لي مكاناً اسكن فيه. نقول: جاء قوله تعالى { ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ } هكذا دون تقييد بمكان معين، لينسجم مع آيات القرآن التي حكمتْ عليهم بالتفرُّق في جميع أنحاء الأرض، فلا يكون لهم وطن يتجمعون فيه، كما قال تعالى: { وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً.. } [الأعراف: 168] والواقع يُؤيد هذا، حيث نراهم مُتفرقِّين في شتَّى البلاد، إلا أنهم ينحازون إلى أماكن مُحدَّدة لهم يتجمَّعون فيها، ولا يذوبون في الشعوب الأخرى، فتجد كل قطعة منهم كأنها أمة مُستقلة بذاتها لا تختلط بغيرها. وقوله تعالى: { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } [الإسراء: 104] والمراد بوَعْد الآخرة: هو الإفساد الثاني لبني إسرائيل، حيث قال تعالى عن إفسادهم الأول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً } [الإسراء: 4-5] فقد جاس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال ديارهم في المدينة، وفي بني قريظة وبني قَيْنُقاع، وبني النضير، وأجلاهم إلى أَذْرُعَات بالشام، ثم انقطعت الصلة بين المسلمين واليهود فترة من الزمن. ثم يقول تعالى عن الإفسادة الثانية لبني إسرائيل: { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً } [الإسراء: 7] وهذه الإفسادة هي ما نحن بصدده الآن، حيث سيتجمع اليهود في وطن واحد ليتحقق وَعْد الله بالقضاء عليهم، وهل يستطيع المسلمون أن ينقضُّوا على اليهود وهم في شتيت الأرض؟ لا بُدَّ أن الحق سبحانه أوحى إليهم بفكرة التجمُّع في وطن قومي لهم كما يقولون، حتى إذا أراد أَخْذهم لم يُفلتوا، ويأخذهم أخْذ عزيز مقتدر. وهذا هو المراد من قوله تعالى: { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } [الإسراء: 104] أي: مجتمعين بعضكم إلى بعض من شَتّى البلاد، وهو ما يحدث الآن على أرض فلسطين. ثم يقول الحق سبحانه: { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ... } ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: أطلال إيمانية عامة jtsdv fk ;edv ;jdv |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
تفسير, كتير |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير ابن كثير | أذكاري منبع حياتي | أطلال إيمانية عامة | 0 | 04-28-2013 08:51 AM |
تفسير سورةالضحى | ما يكبرني لقب | أطلال إيمانية عامة | 1 | 03-30-2013 07:40 PM |
تفسير حلم خطير جدآ | خلدون | أطلال اليوتيوب . | 1 | 12-28-2012 08:59 PM |
الآن تفسير ابن كثير كامل على الأندرويد . | مطلع الشمس | أرشيف همس الأطلال . Archived whispered ruins. | 1 | 12-15-2012 03:20 PM |
تفسير الاحلام | شيخ العزاب | فضاءات وآفاق بلا حدود . | 7 | 10-28-2010 07:36 PM |
Add Ur Link | |||
منتديات همس الأطلال | دليل مواقع شبكة ومنتديات همس الأطلال | مركز تحميل همس الأطلال . | إسلاميات |
ألعاب همس الأطلال | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . |