لَقَد أَصْبَح شَائِعا فِي بَعْض الْجَلَسَات وَالْجُمُعَات أَن يَتَحْدُث الْنَّاس عَن أَسَالِيْب تَخْفِيْف الْوَزْن وَالْتَّخَلُّص مِن الْدُّهُون. وَالْأَكْثَر مِن ذَلِك، تَبَادُل الْوَصْفَات الْإِبْدَاعِيَّة الْمُبْتَكَرَة لِتَخْفِيف أَو حَرَق الْدُّهُون. مَثَلا، "عَلَيْك بِخَل الْتُفَاح!" "تَنَاوَلِي الْغَرْيِب فَرَوَت وَالأَنَاناس!" وَبِالْفِعْل يُقْبَل عَلَيْهَا الْنَّاس وَيُسْرِفُون فِي تَنَاوُلِهَا، أَمَلَا فِي حُرَق هَذِه الْدُّهُون الْمُتَشَبِّصَة فِي مَكَانِهَا وَتَرْفَض الْتَّخَلِّي عَنْه بِقُوَّة عَجِيْبَة. فَهَل يَا تُرَى هِي الْأَقَاوِيْل صَحِيْحَة؟ مَاذَا نُصَدِّق وَمَاذَا نُكَذِّب؟ اعْتِقَاد خَاطِىء 1 : فَاكِهَة الْغَرْيِب فَرَوَت تُحْرِق الْدُّهُون فِي الْجِسْم. الْحَقِيقَة: إِن قِيْمَة الْغَرْيِب فَرَوَت الْغِذَائِيَّة كَبِيْرَة لاحْتِوَائِه عَلَى الْفِيَتَامِين C وَكَمِّيَّة وَفِيْرَة مِن الْأَلْيَاف الَّتِي تُعْطِي الْشُّعُوْر بِالْشِّبَع. كَمَا تَلْعَب دَوْرَا إِيْجَابِيَّا فِي عَمَلِيَّة امْتِصَاص الْسَّكَّر فِي الْجِسْم، لَكِنَّهَا لَا تُسَبِّب حَرْق الْدُّهُون مُبَاشَرَة. اعْتِقَاد خَاطِىء 2 : حَسَاء الْمَلْفُوْف الْعَجِيْب، تَأْثِيْرِه مُذْهِل عَلَى الْجِسْم فِي حُرَق الْدُّهُون وَخَسَارَة الْوَزْن الْزَّائِد. الْحَقِيقَة: لَا يُوْجَد طَعَام يُحْرِق الْدُّهُون. إِن مَا تَخْسِرِينِه مِن كِيلُوَغَرَامَات هُو نَقْص فِي الْمَاء مِن الْجِسْم وَلَيْس نَقْص فِي الْدُّهُون. إِن تَنَاوُل نَوْعَا وَاحِدَا مِن الْطَعَام أَو اتِّبَاع حَمِيَّة صَارِمَة تَرْتَكِز عَلَى حَسَاء الْمَلْفُوْف لِمُدَّة أُسْبُوْع يُؤَثِّر سَلْبَا عَلَى الْصِّحَّة. فَهِي لَا تُشْعِرُك فَقَط بِالْضَّعْف وَالْإِرْهَاق، بَل تَجْعَلَك تَخْسَرِيْن خَزَائِن الْمَعَادِن وَالْفِيَتَامِيِّنَات مِن جِسْمِك. تَكُوْن تِلْك الْخَسَارَة بِالْوَزْن مُؤَقَّتَة، فَمَا أَن تَتَوَقَّفِي عَن اتِّبَاع هَذَا الْنِّظَام الْعَشْوَائِي حَتَّى تُكْسِبُي الْوَزْن مِن جَدِيْد. لَكِن مِن الْخَيْر أَن تَعْرِفِي أَن تَبْدَئِي وَجُبَّتك بِصَحْن مِن الْشُّوُرَبَة لَه فَوَائِد عِدَّة، إِذ أَنَّهَا تُشْعِرُك بِالْشِّبَع وَبِالتَّالِي تُخَفِّف مِن كِمِيَّة الْطَّعَام الْمُتَّنَاوَلَة خِلَال هَذِه الْوَجْبَة، بِالْتَّالِي تَتَنَاوَلِيْن سُعْرَات حَرَاريّة أَقُل. اعْتِقَاد خَاطِىء 3 : خِل الْتُفَاح عَلَى الرِّيَق يُسْاهْم فِي حُرَق الْدُّهُون الْمُتَرَاكِمَة. الْحَقِيقَة: هَل أَنْت مُضْطَرَّة!؟ هَذَا لَيْس صَحِيْح! كُوْنِي عَلَى يَقِيْن أَن تَنَاوَل الْخَل عَلَى الرِّيَق قَد يَعْرِض مَعِدَتِك لِدَاء الْقَرْحَة بِسَبَب احْتِوَائِه عَلَى الْأُسَيِّد وَلَا يَجْعَلَك أَبَدا تُحْرِقِيْن الْدُّهُون مِن جِسْمِك، بَل قَد تُحْرِقِيْن مَعِدَتِك. اعْتِقَاد خَاطِىء 4 : يُسَاعِد تَنَاوَل الْمَاء الْدَّافِئَة (أَو الْفَاتِرَة) عِنْد الْصَبَاح فِي تَذْوِيب الْشُحُوْم. الْحَقِيقَة: سَوَاء كَان الْمَاء دَافِئَا أَم بَارِدْا، فَلَا يُوْجَد فَرْق بَتَاتَا. لِأَن الْمَاء يَأْخُذ دَرَجَة حَرَارَة الْجِسْم بَعْدَمَا يُشْرَب. لَيْس لِلْمَاء عَلَاقَة بِتَذْوِيب الْدُّهُون. إِنَّه يُسَاعِد فِي تَخْلِيْص الْجِسْم مِن الْسَّمُوْم وَعَلَى تَنْظِيْم عَمَلِيّاتِه بِفَعّالِيّة، كَمَا قَد يُسَاعِد فِي خَسَارَة الْوَزْن عِنْد اتِّبَاع نِظَام غِذَائِي صَحَّي. اعْتِقَاد خَاطِىء 5: الْأَنَانَاس يُسَاعِد الْجِسْم فِي الْتَّخَلُّص مِن الْدُّهُون الْمُتَّنَاوَلَة خِلَال الْوَجْبَة. الْحَقِيقَة: الْجَمِيْع يَتَكَلَّمُوْن عَن دَوْر الْأَنَانَاس فِي حُرَق الْدُّهُون! لَقَد عَرَفَت هَذِه الْفَاكِهَة باحْتِوَائِهَا عَلَى أَنْزِيم "البْرْوَمِلِين" Bromelain . وَكَان شَائِعا أَن هَذَا الأَنْزِّيم يُسَاعِد عَلَى تَكْسِيْر الْدُّهُون وَالْتَّخَلُّص مِنْهَا، وَلَكِن فِي الْحَقِيقَة هَذَا الأَنْزِّيم يُسْاهْم فِي هَضْم البرُوَتَين وَلَيْس لَه تَأْثِيْرا عَلَى الْدُّهُون! لَكِن مِن الْمُهِم أَن تَعْرِفِي أَن الْأَنَانَاس فَاكِهَة صَحّيّة جَدَّا، إِذ أَنَّهَا قَلِيْلَة بِالسّعَرَات الْحَرَارِيَّة وَغُنْيَة بِالأَلْيَاف الَّتِي تُشْعِرُك بِالْشِّبَع، فَيُمْكِنُك جَعَلَهَا جُزْء مِن نَظَامِك الْغِذَائِي الْمُتَوَازِن وَالْتَّلَذُّذ بمَذَاقَهَا الْحُلْو وَالمنْعِش. اعْتِقَاد خَاطِىء 6: تُسَاعِد الْمَشْرُوْبَات الْمُحْتَوِيَة عَلَى الْكَافِيَيْن فِي عَمَلِيَّة تَخْسِيس الْوَزْن مِن خِلَال حَرْق الْدُّهُون. الْحَقِيقَة: صُدِّرَت إِدِّعَاءِات خَاطِئَة عَن الْكَافِيَيْن بِأَنَّه يُسَرِّع عَمَلِيَّة حَرْق الْطَّاقَة فِي الْجِسْم وَبِالتَّالِي يُسَاعِد فِي خَسَارَة فِي الْوَزْن. فِي الْحَقِيقَة، إنَالْكافِيِّين مُنَبِّه لَطِيْف يُسَاعِد عَلَى الْشُّعُوْر بِالْيَقْظَة وَيُعْطِي زَخَمَا لِنَّهَار مَلِيْء بِالنَّشَاط، لَكِنَّه لَا يُسَاهِم فِي حُرَق الْدُّهُون. مَا يَعْتَقِدُه أَغْلَب الْنَّاس: يَلْجَأ الْكَثِيْر مِن الْنَّاس إِلَى بَعْض الْأَطْعِمَة بِهَدَف حَرْق الْدُّهُون مِن الْجِسْم، ظَنّا أَنَّهَا تُسَرِّع عَمَلِيَّة حَرْق الْطَّاقَة مِمَّا يُسَاعِد عَلَى تَخْفِيْف الْوَزْن. لِلْأَسَف، هَذَا الْمُعْتَقَد خَاطِىء. وَالْصَّحِيْح هُو، أَن عِنْد تَنَاوُل أُي وَجْبَة مِن الْطَّعَام، يُنْتِج عَن هَذَا زِيَادَة مُؤَقَّتَة فِي عَمَلِيَّة حَرْق الْطَّاقَة فِي الْجِسْم، وَهَذِه الْزِّيَادَة لَا تُشَكِّل فِرْقَا مُهِمَّا أَيُّا كَان نَوْع هَذَا الْطَّعَام. وَالْحِل؟ الْحَل لِحَرْق الْدُّهُون هُو بَذَل الْمَجْهُوْد الْجَسَدِي. مُهِمَّا تَعَدَّدَت الْمُحَاوَلَات، تَبْقَى الْطَّرِيْقَة الْمُثْلَى لِحَث الْجِسْم عَلَى حَرْق الْطَّاقَة بِطَرِيْقَة سَلِيْمَة، هِي الْقِيَام بِالتَمَارِين الْرِّيَاضِيَّة بِانْتِظَام وَجَعَلَهَا جُزْءا مِن الْحَيَاة الْيَوْمِيَّة. وَهَذَا سَيُسَاعِد عَلَى زِيَادَة الْكُتْلَة الْعَضَلِيَّة فِي الْجِسْم وَتَخْفِيف الْدُّهُون الْمُخَزَّنَة. إِن اتِّبَاع نِظَامَا غِذَائِيَّا قَاعِدَتِه التَّوَازُن وَالْتَّنْوِيْع فِي الْأَغْذِيَة، يُحَقِّق خَسَارَة تَدْرِيْجِيَّة صَحّيّة فِي الْدُّهُون الْمُتَرَاكِمَة وَبِالتَّالِي نَقْصُا فِي الْوَزْن. وَهَذِه هِي الْطَّرِيْقَة الَّتِي يُنْصَح بِهَا لِنَمَط حَيَاة سَلِيْم. خَيْر مَعْلُوْمَة: كُوْنِي أَكِيْدَة أَن الْأَنْظِمَة الْغِذَائِيَّة الْعَشْوَائِيَّة الَّتِي تَرْتَكِز عَلَى نَوْع وَاحِد مِن الْطَّعَام تُؤَثِّر سَلَبَا عَلَى صِحْتَك. بِالْمُقَابِل، تَدْعُو الْإِرْشَادَات الْغِذَائِيَّة الصَّحّيّة بِاتِّبَاع نِظَامَا غِذَائِيَّا قَلِيْل الْدُّهُون وَمُعْتَدِل فِي الْوَحْدَات الْحَرَارِيَّة لِّلْوُصُوْل إِلَى الْوَزْن الصَّحّي الْمَرْغُوب بِه. مِن الْمُهِم جَدَّا لَك أَن تَتَعَرَّفِي إِلَى نَفْسِك أَكْثَر. ابْدَئِي بِاكْتِشَاف نَفْسَك مِن جَدِيْد، وَابْنَي عَلَاقَة قَوِّيَّة مَع شَخْصِيَتَك وَكِيَانُك. مُهِمَّا كَان وَزْنَك يُزْعِجُك، فَأَنْت بِحَاجَة لِأَن تَتَوَاصَلِّي مَع جَمَالِك الْدَّاخِلِي وَتَحْبِي نَفْسَك وَتُرْضِي عَنْهَا. كُوْنِي وَاثِقَة بِأَنَّك تَسْتَحِقِّيْن الْأَفْضَل دَائِمَا. وَهَذَا سَيُمَكِّنُك مِن الْوُصُوْل إِلَى كُل مَا تَطْمَحِيْن إِلَيْه بِإِرَادَة لَا تَضْعُف حَتَّى تَكُوْنِي الْجَمِيلَة الَّتِي تُحِبِّيْن.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
huXjArQh]Qhj yA`QhzAdQ~m >> fQdXk hgXpQrAdrQm ,QhgXoQ'QH