الإخوة الأعضاء الكرام : الرجاء في حال وضع صور في المنتدى أن يكون رفعها على مركز الرفع الخاص بالمنتدى وهو موجود في صندوق الموضوع المطور أو ضمن الإعلانات النصية الموجودة أسفل المنتدى ، لأن ذلك يسهم في سرعة المنتدى وأدائه ، وشكراً لكم على كرم تعاونكم || كن بلا حدود ولا تكن بلا قيود .|| إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا . || قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك . || الإرهاب .. لا دين له || |





أطلال التاريخ العربي الإسلامي المعاصر . يهتم بتاريخ الأمة العربية من سقوط الدولة العثمانية وحتى عصرنا الحاضر .

الإهداءات

ضم العثمانيين للمنطقة العربية

ضم العثمانيين للمنطقة العربية بدأت الدولة العثمانية أمارة صغيرة في غرب الأناضول في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، ولكنها توسعت بسرعة على حساب جارتها العجوز الدولة البيزنطية حتى عبرت المضائق

إضافة رد
#1  
قديم 02-04-2013
الأسد الرهيص غير متواجد حالياً
Qatar     Male
لوني المفضل Coral
 رقم العضوية : 204
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4734 يوم
 أخر زيارة : 06-09-2019 (04:20 PM)
 الإقامة : المنامه
 المشاركات : 533 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : الأسد الرهيص is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ضم العثمانيين للمنطقة العربية




ضم العثمانيين للمنطقة العربية
بدأت الدولة العثمانية أمارة صغيرة في غرب الأناضول في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، ولكنها توسعت بسرعة على حساب جارتها العجوز الدولة البيزنطية حتى عبرت المضائق إلى الجانب الأوروبي. وظل العثمانيون طيلة القرنين التاليين يتوسعون في شرق أوروبا حتى ضموا منطقة البلقان كلها. ولم يلتفت العثمانيون إلى المنطقة العربية إلا في أوائل القرن السادس عشر. إذ تجمعت عدة عوامل دعتهم لذلك منها:

1.إدراكهم خطورة التحدي البرتغالي بشقّيه الإقتصادي والديني. فسعي البرتغاليين إلى احتكار التجارة الشرقية ونقل اتجاهها إلى رأس الرجاء الصالح لا يؤثر على اقتصاد الدولة المملوكية فقط بل يؤثر على اقتصاد كافة دول المنطقة ومنها الدولة العثمانية. كما أن الهدف البرتغالي المصاحب وهو تهديد سلامة الحرمين الشريفين كان يستثير رد فعلٍ طبيعياً لدى كافة المسلمين. ولذلك كله قدّم العثمانيون مساعدات للماليك في إعداد حملتهم البحرية ضد البرتغاليين. وأدركوا حين فشلت تلك الحملة أن العبء يقع عليهم الآن باعتبار السلطان العثماني أقوى الحكام المسلمين حينئذٍ ومحط أنظار السكان الذين يتوقعون منه أن ينجدهم.

2.التحدي الصفوي بمضامينه السياسية والمذهيبة، وطموحاته الكبيرة للتوسع في المنطقة. ومما زاد من تخوّف العثمانيين الأنباء التي تواترت عن مساع لإقامة تحالفٍ برتغالي ـ صفوي ضدهم.
3.تبقى الدولة العثمانية مهما توسعت في أوروبا دولة شرقية لا بد أن تحن لجذورها، وتطمح للسيطرة على المنطقة المجاورة التي تشكو من فراغٍ في القوة، فضلاً عن طموح السلطان للتميّز على بقية أقرانه من الحكام المسلمين بحمل لقب ”حامي الحرمين الشريفين“ الذي كان يحمله السلطان المملوكي حينئذ.

4.غنى المنطقة العربية بثرواتها الزراعية والتجارية لا بد أن يستثير شهية دولة مثل الدولة العثمانية قائمة منذ نشوئها على مبدأ التوسع والضم.
كانت الخطوة الأولى في مسيرة الزحف العثماني باتجاه المنطقة العربية موجهة إلى جارتهم الدولة المملوكية. ففضلاً عن الأسباب الرئيسة أعلاه أسهم أمران في زيادة التوتر بين الدولتين، أولهما ذيول الصراع العثماني ـ الصفوي، حيث كان السلطان العثماني سليم الأول يتوقع من نظيره المملوكي قنصوه الغوري أن يقف إلى جانبه في زحفه نحو فارس سنة 1514م. ولكن الغوري خيّب ذلك التوقع حين جعل أتباعه يعرقلون زحف القوات العثمانية في أطراف أراضيه، ودفعه الخوف من جاره القوي للإتصال سراً بالشاه إسماعيل الصفوي لتنسيق جهودهما ضد الخطر المشترك. والأمر الآخر هو النزاع المألوف بين دولتين جارتين حول التخوم الفاصلة بينهما، في زمنٍ لم تكن فيه الحدود المرسومة على الخرائط بشكلٍ دقيق مألوفة بين الدول.

زحف قنصوه الغوري على رأس قواته نحو التخوم الشمالية من دولته خشية أن يأخذه خصمه سليم الأول على حين غرّة. واتخذ مدينة حلب قاعدةً له. وتحرك سليم الأول نحوه، وبعد مراسلاتٍ مخفقة بين الرجلين، نشبت المعركة الفاصلة في ”مرج دابق“ شمال حلب سنة 1516م. وأسفرت عن مقتل قنصوه الغوري وتشتت شمل المماليك، الذين فرّوا لا يلوون على شيء، والجيش العثماني يتعقبهم حتى أخرجهم من بلاد الشام كلها. وأخذت مدن الشام تخضع للسلطان سليم الأول تباعاً وسط ترحيب أغلبية سكانها الذين نظروا للعثمانيين باعتبارهم مخلّصين لهم من جور المماليك وفوضاهم. أما المماليك فتجمعوا في مصر، واختاروا من بينهم طومان باي سلطاناً جديداً. وقد حاول السلطان سليم الأول إقناعه بقبول السيادة العثمانية مقابل تعيينه نائباً عنه في القاهرة، ولكنه رفض مما جعل سليم الأول يسوق قواته من الشام نحو مصر. وجرت المعركة الفاصلة بين الجانبين في الريدانية سنة 1517م وانتهت بهزيمة قوات المماليك، ثم تمكن العثمانيون من إلقاء القبض على طومان باي وإعدامه وبذلك زالت الدولة المملوكية من الوجود وضم العثمانيون ممتلكاتها في مصر.
كان الحجاز خاضعاً للسيادة المملوكية ويتمتع باستقلالٍ ذاتي كبير تحت حكم الأشراف الذين ظلوا يتولون أمره معترفين بسيادة الدول التي تعاقبت على حكم مصر منذ القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي. وما أن سمع حاكمه بما حدث لطومان باي حتى أرسل إبنه إلى السلطان سليم الأول في القاهرة حاملاً مفتاح الكعبة المشرفة. فاحتفى السلطان بالرسول احتفاءً كبيراً وأقر الأشراف على حكم الحجاز تحت ظل الدولة العثمانية، وقنع بحمل لقب ”حامي الحرمين الشريفين“ منذئذ. وإلى الجنوب من الحجاز كانت سواحل اليمن خاضعة لسيطرة بعض المماليك التابعين للقاهرة ـ فقام كبيرهم بتقديم ولائه للسلطان العثماني سليم الأول الذي تقبّل طاعته وأقرّه على حكم ما في يده. وبذا انضمت الحجاز وسواحل اليمن طوعاًَ إلى الدولة العثمانية.

وفي شمال أفريقيا، كانت قيادة مجاهدي الجزائر قد آلت بعد استشهاد بابا عروج لأخيه خيرالدين بربروسا. وما أن سمع بالتطورات الجارية في الشرق حتى اغتنم الفرصة للحصول على دعم حليفٍ خارجيٍ قوي يسنده في جهاده ضد الأسبان. فكتب ومعه وجهاء الجزائر رسالةً إلى السلطان سليم الأول عارضين خضوعهم الطوعي للسيادة العثمانية. وقد تقبل السلطان سليم الأول ذلك العرض، وأقرّ خيرالدين في مركزه والياً على الجزائر وأمدّه بالمساعدات الحربية التي تمكنه من مواصلة الصراع مع الأسبان. وغدت تونس ساحة الصراع بين الجانبين، إذ لاحظ بربروسا ضعف بقايا الدولة الحفصية هناك وميل السلطان الحسن الحفصي للتسليم لإرادة الأسبان ووضع نفسه تحت تصرفهم. فاستأذن خيرالدين من السلطان سليمان القانوني بتوجيه حملة لإنقاذ تونس من ذلك الوضع الخطر. وأذِن السلطان له بقيادة حملة كبيرة نحوها، استطاعت سنة 1534م طرد الحسن الحفصي وضم تونس. ولكن الإمبراطور الأسباني شارل الخامس (شارلكان) قاد حملةً بحرية مضادة في السنة التالية استطاعت إزاحة القوات العثمانية من تونس وإعادة حليفه الحسن الحفصي إلى حكمها. وظلت تونس بعد ذلك ساحة صراع بين الجانبين حتى استطاعت القوات العثمانية ضمها نهائياً للدولة العثمانية سنة 1574م. أما في ليبيا فقد نجح الأسبان في احتلال ميناء طرابلس سنة 1515م واتخذوه قاعدة لعملياتهم الحربية في البحر المتوسط. ثم تنازلت أسبانيا عنه سنة 1535م لفرسان القديس يوحنا الأورشليمي وظل عرب ليبيا يقاومون ذلك الإحتلال حتى أنجدهم السلطان العثماني بحملةٍ بحرية تعاونت معهم في طرد أولئك الفرسان سنة 1551م وبذلك ضُمَّت ليبيا إلى أراضي الدولة العثمانية ولم يبق خارج أراضي الدولة العثمانية في شمال أفريقيا غير المغرب الأقصى الذي قاوم حكامه من الأشراف السعديين بكل عناد محاولات الولاة العثمانيين في الجزائر بسط النفوذ العثماني عليها، ونجحوا في إبقائها خارج نطاق الدولة العثمانية حتى النهاية.

وفي الشرق العربي تحولت الساحة العراقية إلى ساحة صراع بين الدولتين الجارتين المتعاديتين. فقد نجح السلطان العثماني سليم الأول بعد معركة تشالديران 1514م في انتزاع شمال العراق ومنطقة الجزيرة الفراتية من أيدي الصفويين. كما اغتنم حاكم بغداد الفارسي هزيمة سيده إسماعيل الصفوي في تلك المعركة للتخلص من خضوعه له، فأعلن انشقاقه وتبعيته الأسمية للسلطان العثماني. وظل الحال هكذا حتى نجح الشاه الصفوي طهماسب (تولى سنة 1524م خلفاً لأبيه إسماعيل) أن يدس له من يقتله غيلة ويعلن عودة بغداد للسيادة العثمانية سنة 1530م. وقد أثار ذلك الأمر امتعاض عدد من علماء ووجهاء بغداد فاستنجدوا بالسلطان سليمان القانوني وكان ذلك من جملة عوامل تجدد الصراع الحربي بين الدولتين، حيث قاد السلطان سليمان قواته وتوغل في الأراضي الفارسية حتى دخل العاصمة الصفوية تبريز للمرة الثانية. وانحدر منها نحو بغداد فضمها لأملاكه سنة 1534م وسط ترحيب غالبية سكانها. وحين سمع حاكم البصرة حينئذٍ راشد بن مغامس أمير قبائل المنتفق بما جرى في بغداد قدّم خضوعه طوعاً للسلطان سليمان الذي أقرّه على حكمه.

صراع العثمانيين مع البرتغاليين والأسبان
مر أن من عوامل الزحف العثماني نحو المنطقة العربية الرغبة في التصدي للخطر البرتغالي الذي يحيق بالمنطقة، ويهدد تجارتها وسلامة مقدساتها. ومما كان يزيد من توجه العثمانيين نحو هذه الغاية الإستغاثات التي كان السلطان يتلقاها باعتباره أقوى حاكم مسلم من القوى الإسلامية المتضررة من النشاط البرتغالي في المحيط الهندي، ومنها سلطنة غوجرات في شبه القارة الهندية. ولذلك كله عزم السلطان سليمان القانوني على التحرك ضد البرتغاليين في المحيط الهندي، فأمر بإعداد حملة بحرية كبيرة في ميناء السويس، انطلقت بقيادة والي مصر سليمان باشا الخادم سنة 1538م. وكان الخادم يتصف بالغدر وسوء الخلق مما أثّر على مسار تلك الحملة وقد توقفت الحملة في ميناء عدن الذي كان يحكمه عامر بن داود الطاهري. فبادر الرجل للصعود إلى ظهر سفينة القيادة للترحيب بالخادم الذي أمر بإعدامه وتعليق جثته على صاري السفينة مبرراً هذه الفعلة الشنعاء بتآمر الطاهري مع البرتغاليين. وبصرف النظر عن ذلك الإدعاء كان ميناء عدن في غاية الأهمية للنشاط العثماني في المنطقة، فهو بوابة البحر الأحمر، ويتمكن من يسيطر عليه من التحكم في حركة الدخول والخروج إلى ذلك البحر من ناحية. كما أن أي نشاط بحري عثماني في عمق المحيط الهندي لا بد له من قاعدة ارتكاز متقدمة، وليس أفضل من ميناء عدن لذلك من ناحية أخرى. ومهما تكن الدوافع الكامنة وراء ذلك الفعل السيء فأنه عاد بأوخم العواقب على تلك الحملة، إذ سبقت أخباره وصولها إلى سواحل شبه القارة الهندية وأثارت مخاوف حكام تلك السواحل من غدر سليمان الخادم، ولذلك لم يظهروا حماساً في التعاون معه. ولعل ذلك من عوامل إخفاق تلك الحملة في تحقيق نتيجة تذكر في عملياتها الحربية.

عاد سليمان باشا أدراجه، ومر في طريق عودته بسواحل حضرموت (المكلا والشحر) فألحقها بالسيادة العثمانية سنة 1539م. وواصل طريقه فتوقف عند سواحل اليمن على البحر الأحمر، وكرر صفة الغدر مرة أخرى حين أوقع بكبير المماليك هناك، فقتله وفرض الحكم العثماني المباشر على عاصمته زبيد. وهكذا كانت نتائج حملة الخادم نصف نجاح ونصف فشل. وتمثل النجاح في إحكام قبضة العثمانيين على مدخل البحر الأحمر وتأمينهم سلامة الحرمين الشريفين ضد أي توغل برتغالي محتمل في البحر الأحمر. بينما تمثل الفشل في تحقيق الهدف الرئيس للحملة وهو استئصال الخطر البرتغالي من المحيط الهندي من خلال القضاء على قواعده الرئيسة هناك. ومن أجل استكمال تأمين سلامة الحرمين الشريفين تجاه إمكانية العدوان البرتغالي كان على العثمانيين أن يسدوا ثغرة الساحل الغربي للبحر الأحمر التي يمكن أن ينفذ منها البرتغاليون بالتحالف مع حكام الحبشة كما كانت الخطة البرتغالية تقضي. فمد العثمانيون سيطرتهم على سواحل السودان وأرتيريا والصومال وأسسوا منها جميعاً سنة 1557م ولاية واحدة أسموها ولاية الحبش.

ولم يقتصر الصراع العثماني ـ البرتغالي على ساحة البحر الأحمر والمحيط الهندي بل امتد إلى ساحةٍٍٍ أخرى قريبة لا تقل أهمية من الناحية التجارية، وهي ساحة الخليج العربي. فقد شق العثمانيون طريقهم نحو مياه الخليج بعد أن كسروا شوكة أمير المنتفق وسيطروا على البصرة مباشرةً سنة 1546م. وكانت خطوتهم اللاحقة الزحف نحو ميناء القطيف حيث تمكنوا بعون بعض القبائل العربية من انتزاعها سنة 1550م من أيدي البرتغاليين وأتباعهم حكام هرمز. وسرعان ما جاء الرد البرتغالي حيث وصلت السفن البرتغالية في السنة التالية ونجحت في طرد القوات العثمانية من قلعة القطيف. ولكن البرتغاليين لم يستقروا هناك بل اكتفوا بتدمير القلعة والتحصينات الدفاعية في الميناء ثم انسحبوا منه، ربما لإدراكهم صعوبة البقاء هناك بوجه عداء القبائل العربية في المنطقة.
ولم يقف السلطان العثماني سليمان القانوني مكتوف اليدين إزاء ذلك التحدي البرتغالي، فأمر بإعداد حملة بحرية كبيرة في ميناء السويس أوكل قيادتها لملاح ماهر هو بيري ريس. انطلق بيري ريس على رأس اسطوله سنة 1552م، وتوقف في طريقه بمسقط حيث نجح في تشتيت شمل الحامية البرتغالية المقيمة في قلعتها. وواصل طريقه نحو القاعدة البرتغالية الرئيسة في جزيرة هرمز التي تتحكم في فم الخليج العربي. ونجح في فرض حصارٍ شديدٍ عليها حتى أوشكت على الإستسلام. لكنه فك الحصار فجأة وواصل إبحاره نحو ميناء البصرة، حيث ترك أسطوله هناك، وسلك الطريق البري نحو العاصمة اسطنبول. وما أن وصل هناك حتى أمر السلطان بقطع رأسه متهماً إياه بالخيانة وتلقي الرشوة من الأعداء البرتغاليين. وأصبح هَم العثمانيين بعدها هو كيفية إخراج سفن ذلك الأسطول التي غدت محصورة داخل الخليج العربي. وقد جرت خلال السنوات التالية وقائع حربية عديدة، أخفق خلالها العثمانيون في تحقيق هدفهم الرئيس وهو إزاحة البرتغاليين من الساحة الخليجية. وقد دفع ذلك الواقع الجانبين سنة 1581م للبحث عن تفاهمٍ سلمي يضمن تدفق التجارة في مياه الخليج بشكلٍ حر. ولعل سبب ذلك الإخفاق العثماني في الخليج عائدٌ للتفوق البرتغالي المعروف في صناعة السفن والفنون البحرية من ناحية وطبيعة الخليج الطبوغرافية التي تجعله أشبه بقارورة محكمة الإغلاق فوهتها جزيرة هرمز الواقعة في قبضة البرتغاليين.

وأثناء ما كان العثمانيون يصارعون البرتغاليين في البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي، كانوا يصارعون الأسبان في البحر المتوسط. وقد تحمل العبء الأكبر من ذلك الصراع خيرالدين بربروسا والي الجزائر. ولفتت جدارته ومهارته نظر السلطان سليمان القانوني فقرر سنة 1536م تعيينه ”قبطان باشي“ أي قائداً أعلى للأسطول العثماني. وقد وظّف القائد الجديد خبرته لتطوير ذلك الأسطول حتى غدا مؤهلاً لمنازلة الأساطيل الأسبانية في البحر المتوسط. وتحقيق انتصاراتٍ باهرة عليها. ومما زاد في قدرة الأسطول العثماني هناك التحالف الذي قام بين فرنسا والدولة العثمانية حتى وضع الفرنسيون ميناء طولون تحت تصرف الأسطول العثماني. ومكّن ذلك كله القائد بربروسا من تحقيق انتصاراتٍ كبيرة تمثلت في حماية السواحل العربية من هجمات الأسبان، وتحرير عشرات الآلاف من الموريسكيين وتأمين نقلهم إلى ملاجيء آمنة في شمال أفريقيا. ولم تؤد وفاة بربروسا سنة 1546م إلى انتكاس أنشطة الأسطول العثماني في البحر المتوسط إذ تولى قيادته من بعده قادةٌ لا يقلّون كفاءة مثل درغوث باشا ومراد آغا والعلج علي، حقق الأسطول في عهدهم انتصارات بارزة. ولكن الأسطول العثماني تعرض لنكسةٍ كبيرة إثر تعرضه لهزيمةٍ قاسية في معركة ليبانتو سنة 1571م أمام أساطيل أسبانيا وحليفاتها. ومع ذلك استمر البحر المتوسط خلال القرون التالية ساحة صراع بين الأساطيل الأوروبية من جهة وأساطيل الحكام شبه المستقلين الخاضعين للسيادة العثمانية في ليبيا وتونس والجزائر ويسمي الأوروبيون تلك الأنشطة البحرية بـ”القرصنة“ الإسلامية.
وخلاصة القول أن الأنشطة البحرية العثمانية خلال القرن السادس عشر لعبت دوراً كبيراً في حماية المنطقة العربية في مشرقها ومغربها من أخطار الهجمة البرتغالية – الأسبانية.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




ql hguelhkddk gglk'rm hguvfdm





رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013   #2


الصورة الرمزية نيروز
نيروز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 07-01-2014 (09:19 AM)
 المشاركات : 13,261 [ + ]
 التقييم :  36
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Dimgray
افتراضي رد: ضم العثمانيين للمنطقة العربية



الله يعطيك الف عافيه ,
سلمت يداك .
لك التقدير.


 


رد مع اقتباس
قديم 02-13-2013   #3


الصورة الرمزية كذبه ع شفة طفل
كذبه ع شفة طفل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 458
 تاريخ التسجيل :  Jan 2013
 أخر زيارة : 03-08-2013 (03:15 AM)
 المشاركات : 98 [ + ]
 التقييم :  20
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ضم العثمانيين للمنطقة العربية





موضوع رائع يالغلا..


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
للمنطقة, العثمانيين, العربية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القبائل العربية قبل الإسلام . ما يكبرني لقب تاريخ المخلاف السليماني والقبائل العربية والأنساب والعادات والتقاليد 4 09-13-2012 12:11 PM
ما أجمل اللغة العربية أبو ذكرى أطلال اللغة والأدب العربي . 2 05-05-2012 07:24 PM
غرائب لغتنا العربية..!! [. تَنّآهِيدْ ألَمْ .] أطلال اللغة والأدب العربي . 3 10-19-2011 09:11 PM
القومية العربية مطلع الشمس أطلال إيمانية عامة 2 04-24-2011 09:32 PM
ديكور الزخارف العربية دلع السعودية أطلال الأثاث والديكور والتصميم الداخلي 2 11-29-2010 06:57 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
Add Ur Link
منتديات همس الأطلال دليل مواقع شبكة ومنتديات همس الأطلال مركز تحميل همس الأطلال . إسلاميات
ألعاب همس الأطلال ضع إعلانك هنا . ضع إعلانك هنا . ضع إعلانك هنا .

flagcounter


الساعة الآن 02:44 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
.:: تركيب وتطوير مؤسسة نظام العرب المحدودة ::.
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة ومنتديات همس الأطلال