الدينار الأموي
ظل التعامل بالدينار الذهبي البيزنطي سائداً في أقطار الدول الإسلامية ، طوال فترة صدر الإسلام ، واستمرت التعاملات التجارية بهذا النقد وبغيره من النقود البيزنطية والساسانية . حتى حل عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، الذي نظم الأمور الإدارية لدولته ، فقام بتعريب دواوين الدولة ، وذلك بأن جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية لدواوين الدولة .
شملت عملية الإصلاح الإداري إصلاحاً آخر يعد في حقيقة الأمر خطوة رائدة في إصلاحات عبد الملك ، تمثلت في قيامه بعملية تعريب النقود وتخليصها من التأثيرات الأجنبية . وقد جرى تنفيذ تلك العملية على مراحل عدة ، حيث ضربت في بداية الأمر دنانير ذهبية مشابهة للدنانير البيزنطية ن غير أنها كانت تحمل تحويرات للرموز الدينية المسيحية الموجودة على تلك الدنانير لإبطال دلالتها الدينية .
تلا ذلك ضرب دنانير مشابهة لما سبق ، غير أنها تتميز عن سابقتها بحملها مأثورات نقشت بالخط الكوفي تمثلت في البسملة وشهادة التوحيد (بسم الله ، لا إله إلا الله وحده ، محمد رسول الله) ، وفي خطوة لاحقة ضربت دنانير ذهبية تحمل صورة عبد الملك بن مروان واقفاً ، وتحمل أيضاً العبارات الدينية المذكورة سابقاً . وعبارات تحوي تاريخ ضرب الدينار .
غير أن الخطوة النهائية والحاسمة في تعريب النقود تمثلت في قيام عبد الملك بن مروان سنة 77هـ باستبدال دنانيره السابقة التي تحمل صورته واستخدام دنانير جديدة إسلامية خالصة ، وخالية تماماً من الصور نفذت مأثوراتها بالكتابات العربية ، المتمثلة في عبارات دينية مقتبسة من القرآن الكريم .
ظل طراز هذا الدينار هو الطراز المعتمد الذي ضربت على غراره الدنانير طيلة عصر بني أمية ، وقد جعل وزنه معادلا لوزن المثقال الشرعي البالغ (4.25 جرامات) ، كما شهد العصر الأموي ضرب أجزاء الدينار من النصف والثلث ، نقش عليها عبارات تدل على فئاتها ، ولصغر حجمها كانت مأثوراتها الكتابية أقل من المأثورات الواردة على الدنانير .
وقد كانت النقود طيلة العصر الأموي لا تحمل مكان الضرب ، ويعتقد أن تلك النقود كانت تضرب في دمشق عاصمة بني أمية ، ويستثنى من ذلك بعض الدنانير النادرة التي تحمل أسماء أماكن السك ، أفريقية ، والأندلس ، ومعدن أمير المؤمنين بالحجاز .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
juvdf hgkr,] td ui] uf] hglg; fk lv,hk >