يتحدث الناس عن وجوب التغير والتبدل في الاخلاق والشخصية والسعي نحو الكمال وترك اصدقاء السوء وهجر العادات السيئة والتصالح مع الاهل والزوجة والولد، وتتكرر الاسطوانة كل يوم وشهر وسنة وينام الناس وقد عقدوا النوايا على وجوب التغير ولكنهم يستيقظون في الصباح وكأن شيئا لم يكن او يحدث.. ما سيقال الان حقيقة ثقيلة على النفوس ولكنها الحق الذي لا محيص عنه فالقليل من البشر لهم تلك النفوس القوية التي تنشد الحق وتتبع الحقيقة وتعقد العزم دون تردد في طلب التغيير، هؤلاء فقط هم الوحيدون الذين يختلف صباحهم عن صباحتنا المتشابهة، صباحهم اشبه ببداية السطر بعد وضع النقطة الخاتمة، او اشبه بالصفحة الجديدة البيضاء في دفتر مذكرات سودته مدادات الحبر. اما نحن وما اكثر اشباهنا فإننا من قوم لا يتغيرون الا بالاقدار المؤلمة والحوادث الصادمة، فقط ساعات الالم او المرض او الحزن هي الساعات الوحيدة التي نبدأ فيها بالتفكير بوجوب التغيير سريعا، نفكر بالعودة الى الله بالتوبة بعد وعكة مرضية قوية، ونفكر بترك الصحبة الفاسدة، والمحافظة على الصلاة، والاحسان الى الاهل والزوجة، والتفرغ لتربية الاطفال، والاهتمام بالبر بالوالدين، وكأننا لا نريد ان نتغير الا حينما تهزنا اقدار الله المؤلمة..!! هل فكرت لماذا ننتظر دائما تلك القوارع لتوقظنا لماذا نؤجل التغيير حتى تصدمنا التجارب المظلمة بالخوف والفزع ولماذا نستسلم للمعتاد خشية تجربة الجديد ولو كان في ذلك صالحنا.. صدقني اظن انه جاء الوقت لتعيد النظر بخصوص تغيير الاصدقاء الذين لا يزيدونك الا وهناً، وان تغير اسلوب حياتك وطعامك ومنامك، وان تراقب معاملتك لزوجك، وان تزيد من نفحات العطف والحنان لابيك وامك وابنائك، ابدأ من الان مادمت مختارا، واعقد العزم، وجدد نيتك قبل المنام، واجعل من صباح الغد صباحا مختلفا عن بقية صباحاتك المعتادة، اجعله بداية حقيقية للتغير والتبدل نحو الاحسن، ولعله من المفيد ان تعيد النظر مرارا كل صباح في اصدقائك واصحابك فالصاحب ساحب دون ان تدري، وعلى دروب الخير نلتقي
|
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
ksjdr/ ;g wfhp ,lh el []d]