أطلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة . كل ما يتعلق بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم المطهرة . |
الإهداءات |
|
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
] مسألة: الجزء العشرون إظهار التشكيل|إخفاء التشكيل مسألة: الجزء العشرون التحليل الموضوعي وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا . عود إلى معاذيرهم وتعللاتهم الفاسدة ؛ إذ طعنوا في القرآن بأنه نزل منجما وقالوا : لو كان من عند الله لنزل كتابا جملة واحدة . وضمير ( قالوا ) ظاهر في أنه عائد إلى المشركين ، وهذه جهالة منهم بنسبة كتب الرسل فإنها لم ينزل شيء منها جملة واحدة وإنما كانت وحيا مفرقا ؛ فالتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام في الألواح هي عشر كلمات بمقدار سورة الليل في القرآن ، وما كان الإنجيل إلا أقوالا ينطق بها عيسى عليه السلام في الملأ ، وكذلك الزبور نزل قطعا كثيرة ، فالمشركون نسبوا ذلك أو جهلوا فقالوا : هلا نزل القرآن على محمد جملة واحدة فنعلم أنه رسول الله . وقيل : إن قائل هذا اليهود أو النصارى فإن صح ذلك فهو بهتان منهم ؛ لأنهم يعلمون أنه لم تنزل التوراة والإنجيل والزبور إلا مفرقة . [ ص: 19 ] فخوض المفسرين في بيان الفرق بين حالة رسولنا من الأمية وحالة الرسل الذين أنزلت عليهم الكتب اشتغال بما لا طائل فيه فإن تلك الكتب لم تنزل أسفارا تامة قط . و ( نزل ) هنا مرادف أنزل وليس فيه إيذان بما يدل عليه التفعيل من التكثير كما تقدم في المقدمة الأولى من مقدمات هذا التفسير بقرينة قولهم : ( جملة واحدة ) . وقد جاء قوله : ( كذلك لنثبت به فؤادك ) ردا على طعنهم فهو كلام مستأنف فيه رد لما أرادوه من قولهم : ( لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) . وعدل فيه عن خطابهم إلى خطاب الرسول عليه الصلاة والسلام إعلاما له بحكمة تنزيله مفرقا ، وفي ضمنه امتنان على الرسول بما فيه تثبيت قلبه والتيسير عليه . وقوله ( كذلك ) جواب عن قولهم : ( لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) إشارة إلى الإنزال المفهوم من ( لولا نزل عليه القرآن ) وهو حالة إنزال القرآن منجما ، أي : أنزلناه كذلك الإنزال ، أي المنجم ، أي كذلك الإنزال الذي جهلوا حكمته ، فاسم الإشارة في محل نصب على أنه نائب عن مفعول مطلق جاء بدلا عن الفعل . فالتقدير : أنزلناه إنزالا كذلك الإنزال المنجم . فموقع جملة ( كذلك ) موقع الاستئناف في المحاورة . واللام في ( لنثبت ) متعلقة بالفعل المقدر الذي دل عليه ( كذلك ) . والتثبيت : جعل الشيء ثابتا . والثبات : استقرار الشيء في مكانه غير متزلزل قال تعالى : ( كشجرة طيبة أصلها ثابت ) . ويستعار الثبات لليقين وللاطمئنان بحصول الخير لصاحبه قال تعالى : ( لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ) ، وهي استعارات شائعة مبنية على تشبيه حصول الاحتمالات في النفس باضطراب الشيء في المكان تشبيه معقول بمحسوس . والفؤاد : هنا العقل . وتثبيته بذلك الإنزال جعله ثابتا في ألفاظه ومعانيه لا يضطرب فيه . وجاء في بيان حكمة إنزال القرآن منجما بكلمة جامعة وهي ( لنثبت به فؤادك ) ؛ لأن تثبيت الفؤاد يقتضي كل ما به خير للنفس ، فمنه ما قاله الزمخشري : الحكمة في تفريقه أن نقوي بتفريقه فؤادك حتى تعيه وتحفظه ؛ لأن المتلقن إنما يقوى قلبه على حفظ العلم يلقى إليه إذا ألقي إليه شيئا بعد شيء وجزءا [ ص: 20 ] عقب جزء ، وما قاله أيضا ( أنه كان ينزل على حسب الدواعي والحوادث وجوابات السائلين ) . اهـ ، أي : فيكونون أوعى لما ينزل فيه ؛ لأنهم بحاجة إلى علمه ، فيكثر العمل بما فيه ، وذلك مما يثبت فؤاد النبيء صلى الله عليه وسلم ويشرح صدره . وما قاله بعد ذلك ( إن تنزيله مفرقا وتحديهم بأن يأتوا ببعض تلك التفارق كلما نزل شيء منها ، أدخل في الإعجاز وأنور للحجة من أن ينزل كله جملة ) . اهـ . ومنه ما قاله الجد الوزير رحمه الله : إن القرآن لو لم ينزل منجما على حسب الحوادث لما ظهر في كثير من آياته مطابقتها لمقتضى الحال ومناسبتها للمقام ، وذلك من تمام إعجازها . وقلت : إن نزوله منجما أعون لحفاظه على فهمه وتدبره . وقوله : ( ورتلناه ترتيلا ) عطف على قوله : ( كذلك ) ، أنزلناه منجما ورتلناه ، والترتيل يوصف به الكلام إذا كان حسن التأليف بين الدلالة . واتفقت أقوال أيمة اللغة على أن هذا الترتيل مأخوذ من قولهم : ثغر مرتل ورتل ، إذا كانت أسنانه مفلجة تشبه نور الأقحوان . ولم يوردوا شاهدا عليه من كلام العرب . والترتيل يجوز أن يكون حالة لنزول القرآن ، أي نزلناه مفرقا منسقا في ألفاظه ومعانيه غير متراكم ، فهو مفرق في الزمان فإذا كمل إنزال سورة جاءت آياتها مرتبة متناسبة كأنها أنزلت جملة واحدة ، ومفرق في التأليف بأنه مفصل واضح . وفي هذا إشارة إلى أن ذلك من دلائل أنه من عند الله ؛ لأن شأن كلام الناس إذا فرق تأليفه على أزمنة متباعدة أن يعتوره التفكك وعدم تشابه الجمل . ويجوز أن يراد بـ ( رتلناه ) أمرنا بترتيله ، أي : بقراءته مرتلا ، أي بتمهل بأن لا يعجل في قراءته بأن تبين جميع الحروف والحركات بمهل ، وهو المذكور في سورة المزمل في قوله تعالى : ( ورتل القرآن ترتيلا ) . و ( ترتيلا ) مصدر منصوب على المفعول المطلق قصد به ما في التنكير من معنى التعظيم فصار المصدر مبينا لنوع الترتيل . ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: أطلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة . D lsHgm: hg[.x hguav,k hg[sl |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
مسألة:, الجسم, العشرون |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كاميرا خفية ردود فعل الأمريكيين حين تهان مسلمة محجبه | السفاح | أطلال اليوتيوب . | 0 | 11-19-2012 09:56 PM |
حصن الحزم | المؤيد | بقايا الأمس . ( همس علم الآثار والعلوم المساعدة له ) . | 1 | 10-12-2012 07:51 PM |
النصائح العشرون للسان الموزون | نيروز | ومضات في تطوير الذات . علم النفس . علم الاجتماع . | 6 | 04-28-2011 01:38 PM |
تمارين لشد الجسم | دلع السعودية | أطلال الرياضة العالمية - آسيوية - أفريقية - أوربية . | 4 | 10-16-2010 03:34 PM |
Add Ur Link | |||
منتديات همس الأطلال | دليل مواقع شبكة ومنتديات همس الأطلال | مركز تحميل همس الأطلال . | إسلاميات |
ألعاب همس الأطلال | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . |