عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-08-2013

ما يكبرني لقب غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Gray
 رقم العضوية : 139
 تاريخ التسجيل : Dec 2010
 فترة الأقامة : 4892 يوم
 أخر زيارة : 08-08-2015 (09:27 PM)
 المشاركات : 1,931 [ + ]
 التقييم : 20
 معدل التقييم : ما يكبرني لقب is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رسالة ابن زيدون الجدية .




الرسالة الجدية لابن زيدون

مِنْ فنون العربية والتي قلّ تناولها رغم ما تختزله مِنْ قيم معرفية وثقافية كبرى ، إنّه فن الرسائل الأدبية والتي ازدهرت في القرن الرابع الهجري ، ومِن الرسائل التي أزعم بمعرفتي المتواضعة أنّها مِنْ عيون أدب المرسلات ، هي الرِسالة الجِدية لصاحب الوزارتين الشاعر النرجسي العاشق ابن زيدون والتي كتبها في سجنه بقرطبة وأرسلها مُستعطفاً أبا الوليد بن جَهور ولي العهد لعله يستشفع له عند والده أبي الحزم بن جَهور ليُطلق سراحة ، وسُميت هذه الرسالة بالجِدية لتفريقها عن سابقتها المُسمّاة بالهزلية والتي سَخِرَ فيها كثيرا مِن منافسه في حب ولاّدة بنت المُستكفي وهو الوزير ابن عبدوس ، فكانت سخريّته وهجاءه أشد وأنكى على منافسه .

وسأقوم بسرد الرسالة الجِدية ومِن ثم الوقوف تِباعاً على مابها من أدبيات رفيعة الشأن ..


الرسالة :
يامولايَ وسيّدي ، الّذي ودادي له ، ومَنْ أبقاه الله تعالى ماضِيَ حدّ العزم ، واري زَند الاملِ ، ثابتَ عهدِ النّعمه ،
أظمأتني إلى برودِ إسعافكَ ، ونفضتَ بي كفَّ ِحياطَتك ، وغضضتَ عني طرفَ حمايتك ، بعدَ أن نظر الأعمى إلى تأميلي لكَ ، وسَمِعَ الأصمُّ ثنائي عليك ، وأحسّ الجماد بإستنادي إليكَ ، فلا غرو : قد يغصُّ بالماءِ شاربهُ ، ويقتلُ الدواء المستشفيَ به ، وُيؤتى الحذرُ من مأمنه ، وتكونَ منيّةُ المُتمني في أمنيتهِ والحين قد يسبقُ جَهدَ الحريصِ :

كل المصائبِ قد تمرُّ على الفتى **وتهونُ غير شماتـةِ الحُسّـاد ِ

وإنّي لأتجلدُ ، وأُرِي الشامتينَ أنّي لريبِ الدَّهرِ لا أتضعضعُ ، فأقول :
هل أنا إلا يد أدماها سُوارُها ، وجبينٌ عضَّ به إكليلهُ ، ومشرفيٌٌ ألصقهُ بالأرضِ صاقِلهُ ، وسمهريٌّ عَرَضَه على النُار مثقفُه ، وعبد ٌ ذهب به سيده مذهب الذي يقول :
فَقَسَا ليزدجروا ومن يك حازماً** ًفليقسُ أحيانا ً على من يرحـم ُ
هذا العتبٌ محمود ٌعواقبه ، وهذهِ النّبوةُ غمرةٌ ثم تنجلي ، وهذه النكبةُ سحابةُ صيف ٍ عن قريبٍ تُقشّع ، ولن يريبني من سيّدي أن أبطأ سَحَابُه ، أو تأخر ـ غير ضنين ـ غَناؤه ، فأبطأُ الدلاءِ فيضا ً أملؤُها ، وأثقل السحائبِ مشيا ً أحفلُها ، وأنفع الحيا ماصادف جدبا ، وألذُّ الشَّرابِ ما أصابَ غليلا ، ومع اليوم غد ٌ ، ولكل أجل ٍ كتاب ، له الحمد على اغتِنَامِهِ ولا عتب عليه في إغفاله .
فإن يكنِ الفعلُ الذي ساءَ واحدا ** ًفأفعالهُ اللاتي سَرَرنَ ألـوف .

منقول

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




vshgm hfk .d],k hg[]dm > hgp]de





رد مع اقتباس