عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2011   #2



الصورة الرمزية مطلع الشمس
مطلع الشمس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (07:05 PM)
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم :  63
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي رد: كل الناس بتتكلم على كل الناس <<بقلمي



أهلاً بأنثى .. السماء ..
لم تتركي شيئاً أو متردمٍ فنأتي لنردمه ، فقد أعطيتِ الموضوع حقه من الطرح
والإجابة ، ولكن لابد من تعليق بسيط أرجو أن يرقى إلى مستوى موضوعكِ الكبير

وماذا عسى أن يقول من يتكلم أو يشتكي من كلام الناس ، وماذا عسى أن يسمي تلك الرصاصات التي
تنطلق من الأفواه أشد من الطلقات النارية التي تخترق الجسد ، فإما أن تميت وتذهب الروح وتزول ويصبح
الإنسان نسياً منسياً مع الأيام ، وإما أن تجرح وتسبب جرحاً عميقاً غير مميت ، فيعالجه ويشفى منه وتذهب آثاره تماماً وكأن شيئاً لم يكن ، ومع مرور الزمن ينساه وينسى ألمه ومعاناته .

أما تلك النبرات فهي أشد وطأً من ذلك ، لأنها تتبع الإنسان وتطارده في كل زمن ومكان ، وتستهدف فيه كل إحساس ، وكرامة ، وتجرح كل مشاعر الإحساس .

لا يخلو جسد من حسد ، ولا تخلو الصدور من قلوب سوداء تضيق ذرعاً بكل نعمة يهبها الله
لشخص ما ، لأنها اتصفت بصفة من صفات الشيطان وهي الحسد ، والغيرة ، فالشيطان أول من حسد
وأول من غار وصدر تلك الصفات والأخلاق الدنيئة إلى قلوب البشر ، لأن الحسد أكبر وأعظم ما يكون من مهلكة
للحسنات ، وأكبر وباء وأخطره انتشاراً في أوساط البشر ، وهو مصدر للبغضاء والأحقاد والضغائن ..

كل مرزوق محسود ، ولا محسود في نظري إلا ناجح متألق ، يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه ومراده
بأنفة وعزة وإصرار ، وهي صفة انعدمت عند هؤلاء البشر ، ولم يجدوا من وسيلة إلا أن فتحو قلوبهم للحسد
والبغضاء ، ولم يملكوا إلا تصدير الكلام والرشق بعبارات تنم عن نقص في أنفسهم وعجز واضح لديهم عن تحقيق
مساعيهم وتطلعاتهم ، فهم يمشون أذلاء وإن بدت رؤؤسهم مرفوعة ، لأن داخلهم نفوس صغيرة ، وأخلاق حقيرة
لا يستطيع أحدهم أن يستقر بنظره في عينيك حتى لمدة قصيرة أو لحظة يسيرة لأنه يشعر بالنقص والصغار عندما يقف أمامك ، وتذوب نفسه وهمته في أعماقه ، وتتآكل في داخله روحه ونفسه وكأن داخله براكين من الحقد والحسد التي أعمت بصره وبصيرته ، فكلما رفع رأسه عالياً جذبته إلى أسفل وتذكر دنو نفسه وهوانه على نفسه أولاً فلا يملك إلا أن يمشي ذليلاً وإن بدى شامخاً ..

طالما أن ذلك لا يعدو سوى كلام وأحقاد ينثرها في الأرض ، وأقاويل يذرها فلا ضررمنها ولا تعدو سوى متنفس له يريح بها ما كمن في نفسه ويطفئ بها نيراناً اشتعلت بداخله ولا يكاد يطفئها وهي بالتالي لا تضر من حولها ، ولا تضر من كان مقصوداً بها إذا ما كان واثقاً من نفسه ومن خطاه .. فليس إلا كالغراب ينعق بما لا يسمع ..

وقد أحسن المتنبي عندما قال : إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل ..
فقد عزى إليه صفة النقص والذل والهوان وهي والله صفة صحيحة ووصف دقيق ، لأن ذلك المتكلم لا يتكلم إلا من نقص في نفسه يريد أن يكمله بالاقتيات على كرامة وشرف الآخرين ، والوقوع في أعراضهم - وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله .

تكلمت إجمالاً وسرداً لأن موضوعكِ مكتمل الجوانب
ولابد أن هناك من يريد أن يعلق ويضيف شيئاً جديداً سننتظر
بقية الأعضاء عسى أن نرى آراءهم .
تحياتي لك أنثى السماء . ودمتِ متألقة .


 


رد مع اقتباس