عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-03-2014

مطلع الشمس غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
قـائـمـة الأوسـمـة
الإبداع

وسام

الحضور الدائم

كاتب شامخ

لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5100 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 يوم (09:31 AM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم : 63
 معدل التقييم : مطلع الشمس will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عندما تتوجع وتحيط بك الدنيا ..




كلما ألمت بك المدلهمات ، واعتقلتك الهموم والأحزان
وأصابتك الدنيا بلأوائها ونصبها ووصبها ، حتى تجد أنك
تعيش في أضيق من سم الخياط ، فتذكر أنك لست وحيداً من
يعاني ويكابد ، إذهب إلى أي تمجع بشري كثيف ، كالسوق مثلاً
وقف في مكان عالٍ وراقب الناس وتأملهم ، هذا يذهب وذاك يأتي
والكل يتحرك لشأنه .

تأمل وتفكر وحدث نفسك بأن كل هؤلاء ليس خالياً من لسعة الدنيا
وخطفتها ، ففيهم المريض ، وفيهم الفقير الذي قد همه رزقه وفيهم
ذو مشكلة قد وقعت له وأحاطت به خطيئته ، وهو يعيش في صراع
مع الحياة ، والكل يعيش على سجيته ، يداري جراحه ، ويكتم همومه
ويتضور على الأتراح ، ويتمنى الأفراح ، واعلم أنه لا يخلو جسد من
وعثة ولسعة من وعثاء الدنيا وهمها وكبدها ، حينها ضع نفسك معهم
واعلم أن فيهم من هو أكبر مصيبة منك وبلاء ، فخفف على نفسك
بعلمك أن كل من على هذه الدنيا يعيشون أحداثها على السواء ولكن
كل بطريقته ، فصابر محتسب ، وقانط يؤوس ، فتوكل على الله وارمِ
همك جانباً وعش حياتك كأنك أسعد من على المعمورة .

وإذا اجتاحتك الآلام والأوجاع ، وقلة ذات اليد ، وضاقت نفسك من
هذه الحياة فلا تيأس ولا تتوجع ولا تولي الدنيا همك ولا تلقي لها
بالك ، وإذا أردت أن تعلم عن الدنيا ودناءتها وصغرها ورخصها
فاذهب إلى المقابر وقف عليها بصمت وأدب واحترام لمن فيها
ثم تأمل جيداً وبخشوع ووقار واستحضار لأحوال الموتى القاطنين
بداخلها ، وأجل بنظرك في الشواهد التي على قبورهم وتأمل من يكون
فيها ، ومن هم سكانها ؟!

لتعلم أن فيها الغني والفقير ، والملك والوزير ، والأمير ، وذا الجاه
والوضيع والكبير والصغير ، والشاب ، والطفل والفتاة المرأة
والرجل اجتمعوا كلهم في ذلك الصعيد على حد سواء ، لبسوا لبسة
واحدة بلونها واسمها وشكلها ، تجمعهم الأسوار وتحتضنهم الأرض
في داخلها ، تعانق بعضهم بود وتحفظ جسده وهو محرم عليها ،
وتعانق الآخر بحنق قد سلطت الدود عليه والتفت عليه حتى دكته
وفتته وأكلت لحمه وشربت دمه ، وأبلت أثره .

تأمل أن كلاً منهم كان ذو أمل عريض ، يحلم ويتمنى ، ويسعى ليحقق
أهدافه ، ومنهم من كان يركض خلف الدنيا عندما استهوته وأضلته
وأحبته خدعة فأردته ..

كلهم رحلوا وبادوا والتهمتهم الأرض واستعادت بعضها ، وتركوا
خلفهم كل شيْ .. نعم كل شيء .. أحلامهم ، وآمالهم ، وآلامهم
وسعادتهم ، وشقاءهم ، وأهليهم وذويهم وأزواجهم وإخوانهم
وعشيرتهم ، كل امرء منهم له شأن ، وهو في شغل ينتظر وعد
ربه الحق ، توارى في حياة برزخية ، وقد كف عن العمل ولم
يعد له إلا ما قدم ، نسي آلامه وأوجاعه ، وهلك عنه سلطانه
وخانه بيانه ، ( يسأل أيان يوم القيامه ) .


فلماذا الهم والحزن ، وهذه حال الدنيا وحالنا فيها ، إياب وذهاب
وشقاء وسعادة ، وبر وفجور ، وخير وشرور ، وحسد ونكد

صراع من أجل ماذا ؟!
هل من أجل البقاء ؟! هيهات ذاك محال
فلو كان لنا من بقاء لما كان الفناء ، ولما
كان ليل أو نهار ، ولا شقاء ولا عناء ..
إنها الدنيا الفانية ، لا ترحم من والاها وتخذل
من صدقها واطمأن بها ، فلا توليها اهتمامك
واعلم :
( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث
أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة
من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
) . ( 20 ، 21 الحديد ) .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




uk]lh jj,[u ,jpd' f; hg]kdh >>






آخر تعديل مطلع الشمس يوم 11-03-2014 في 02:46 PM.
رد مع اقتباس