عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-21-2013
كذبه ع شفة طفل غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 458
 تاريخ التسجيل : Jan 2013
 فترة الأقامة : 4121 يوم
 أخر زيارة : 03-08-2013 (03:15 AM)
 المشاركات : 98 [ + ]
 التقييم : 20
 معدل التقييم : كذبه ع شفة طفل is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الواو في القرآن الكريم وفي النقوش القديمة




قال الله - تعالى - في سورة البقرة: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 258-259].

قيل في (أو) في قوله - تعالى -: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى ﴾: "الجمهورُ على سكون واو (أوْ)، وهي هنا للتفصيل، وقيل: للتخيير بين التعجب من شأنهما، وقرأ أبو سفيان بن حسين "أوَ" بفتحِها، على أنها واوُ العطفِ، والهمزةُ قبلها للاستفهام"

ولكن إذا نظرنا إلى السياق، فهي إن أفادتِ العطف، فسيكونُ معها تقدير محذوف، وهو: "وَأَلَمْ تَرَ إلى كالذي مرَّ على قرية"، والكاف في (كالذي) لن نجد لها معنى، ولقد فسَّرها الأخفش على أنها زائدة وسيكون معطوفًا على أمرٍ لا يشاكله، فالأول رجلٌ كافر لا يؤمن بالله، والثاني نَبِي يؤمن بالله؛ ولكنه تعجب من كيفية إحياء هذا الخراب، والمعنى من السياق - في رأيي - هو: ﴿ أَلَمْ تَرَ إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه ﴾... أهو كالذي مرَّ على قرية وهي خاوية...؟ أو: أَيكُون كالذي مرَّ...؟ وتكون الواو بمعنى (هو) أو (يكون)، ولقد جاءتْ (هو) بمعنى (يكون) في اللغة السريانية، وفي شعر عربي قديم؛ حيث قال لَبِيد- من الطويل -:


وَمَا الْمَرْءُ إِلَّا كَالشِّهَابِ وَضَوْئِهِ
يَحُورُ رَمَادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ

وسياق الآية السابقة مثل قوله - تعالى -: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 76].

وتكون (الواو) بمعنى هو، والدليل الأول على صحة هذا الكلام قولُ ألفرد بيستون: "الفعل لا يَرِدُ في مستهلِّ النقوش في أول الجملة ألبتة؛ إذ يغلب أن يسبقه فاعله، وربما تقدمه عنصر إشاري... هذا ما أمر به فلان، أو تقدمته الواو الإشارية"

وقال أيضًا:
"ثَمَّة نص أو اثنان وَرَدَا تامَّينِ، ومن المؤكد أنه لا يوجد نقص في بداية أي منهما، وبالرغم من ذلك فإن كلاًّ منهما يستهلُّ بالواو، فينبغي أن تكون للواو هنا دلالة إشارة"

وقال أيضًا:
"صيغ ضمائر الغَيبة هي نفسُها صيغ أدوات الإشارة للبعيد"

وأعتقد أن الدليل السابق يكفي، ولكن سأورد بعض الأدلة الأخرى - وإن كانت أقل في القوة - منها: قول الدكتور رمضان عبدالتواب: "وضمائر الغائب... تشارك أسماء الإشارة في أنه يكنى بها عن الأسماء... والكناية قريبة من الإشارة ومشتقة منها، ومما يدل على ذلك أن hu العبرية المطابقة لـ(هو) العربية، معناها (ذلك) في كثير من الحالات"

وإن كانت (هو) اسم إشارة في اللغة العبرية، فإنها مع أخواتها (هاذا، وهاذه، وهاؤلاء) تكون مركَّبة من (ها) مع الكلمة الثانية منها، وتكون هو وهي مركَّبة من (ها) و(الواو) في (هو)، و(ها) و(الياء) في هي، والكلمة المركَّبة من كلمتين ربما كانتْ تستخدم إحداها فقط في مرحلة قديمة، "وفي الحبشية ضمير الغائب (ويتو) والغائبة (ويتي)... وفي الحبشية والفينيقية أكد الضمير بأحد عناصر الإشارة وهو (التاء)، وقد اختفتِ الهاء في الحبشية"

يقول د. رمضان عبدالتواب:
"الأصل في ضمير الغائب (وا)؛ لأنه هو الجزء المساوي للضمير (هوا) في اللغة العبرية بعد سقوط الهاء منه، أما التاء فهي إضافة حديثة".

ولقد قُرِئت (أيُّه) بضم الهاء في قراءة لابن عامر في سورة المؤمنون ، وقال السمين الحلبي: "(ها) زائدةٌللتنبيه لازمةٌ لها، والمشهورُ فتحُ هائِها، ويجوزُ ضَمُّها إتباعًا للياء، وقد قرأ عامر بذلك في بعض المواضع نحو: ﴿ أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [النور: 31]، والمرسُوم يساعده.
فإن كانت (ها) وَرَدتْ في قراءةٍ بالضمِّ، فما المانع أنها كانتْ لهجة قديمة؛ أي: إن (هو)مع (وا) معًا نشأ عنهما (هوَ) بفتح الواو، ولقد استخدم العربُ (هذا) اسم إشارة للغائب؛ كما جاء في الدر المصون:

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




hg,h, td hgrvNk hg;vdl ,td hgkr,a hgr]dlm hg,hk





رد مع اقتباس