عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2012   #42


نيروز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 07-01-2014 (09:19 AM)
 المشاركات : 13,261 [ + ]
 التقييم :  36
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Dimgray
افتراضي رد: وقفة مع القرآن...!!



خليل الله إبراهيم
نبى من أولى العزم من الرسل


كان إبراهيم فتى صغير يعيش فى العراق فى بابل وكانت وقتها قرية صغيرة

وكانت مشهورة بصناعة الأصنام
كان إبراهيم يكره الأصنام ويتعجب لماذا يسجد الناس لتماثيل من الحجارة أو الحشب
صنعها أبيهوهى
لا تضر ولا تنفع
حتى وصل الى سن السادسة عشر ولم يسجد لصنم أبدا
و بدء يفكر ويسأل فقال يوما لأبيه


قال تعالى :

(
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا )
مريم42:41


وكان أبيه ينهره وينهاه أن يقول مثل هذا الكلام

فكان إبراهيم يخرج فى الخلاء يتفكر فى خلق السموات والارض
والليل والنهار والشمس والقمر والنجوم
يريد أن يعرف ماهى القوة الجبارة فى كل تلك المخلوقات

فيظل الليالى الطويلة يفكر فى ملكوت الله
وكان قوم إبراهيم ينقسمون الى فئات:
فئة تعبد الأصنام وفئة تعبد النجوم

كان إبراهيم يجلس يتفكر فى الخالق العظيم الذى خلق هذا الكون الفسيح

قال تعالى:

(
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )
الأنعام: 75

قال تعالى:
( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ,
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ,
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ )

الأنعام :78:76


وهكذا بدء الله سبحانه وتعالى يوجه إبراهيم إليه وأنه هو الواحد الأحد الخالق العظيم
الذى خلق كل شئ وأحسن صنعه
وهكذا عرف إبراهيم أن أن هذا الكون الفسيح وهذه المخلوقات التى تسيرعلى نظام لا يختل أنما
هى صنع آله عظيم هو الله الخالق العظيم

و أن هذا الملكوت الكبير له رب عظيم قادر قيوم على كل شئ
وكان إبراهيم قد وصل إلى الثامنة عشر من عمره فى ذلك الوقت

قال تعالى:

( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ )
الأنبياء:51


بدء إبراهيم يواجه أبيه وقومه ويقول لهم أن هذه التماثيل التى هم عاكفون
عليها ليل ونهار لا تنفع ولا تضر و لن تغنى عنهم من الله شيئا


قال تعالى:

( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ )
الأنبياء :52

فكان جواب قومه :


قال تعالى :
(قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ )
الأنبياء :53

فرد عليهم قائلا:

قال تعالى :
(
قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
الأنبياء :54

فنهروه وقالوا له:

كيف تهزء من آلهتنا العوالى هل هى للتهكم واللعب؟

قال تعالى :
(
قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ )
الأنبياء:55


فرد عليهم :

قال تعالى :
(قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ )
الأنبياء:56

هذه الآيه تجعل من يقرءها يشعر بمدى ثقه سيدنا إبراهيم فى الله سبحانه وتعالى
قال لهم وهو غاضب

قال تعالى:

( وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ )
الأنبياء: 75


وكان لهذه القرية عيدا يخرج فيه الناس إلى الحدائق يأكلون ويلعبون ويتنزهون
فطلب آزر من إبراهيم أن يخرج معهم
فنظر الى السماء واخذ يفكر فى حيلة فتظاهر بالمرض ليتركوه وحده
فقال له أنى سقيم(مريض) حتى لايخرج معهم

قال تعالى :
(
فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ,
فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ )
الصافات:89:88

وعندما ذهب الجميع الى الحدائق وبقى وحده و قام إلى الاصنام وقال لهم :

قال تعالى :

(فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ , فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ,مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ )
الصافات: 92:90

أنه من شدة غيظه قام يكلم الأصنام ويسألهم
لماذا لاتأكلون ؟ ولا تتكلمون ؟
وأخذ يكسرهم بالفأس وترك أكبر ما فيهم بلا تكسير

قال تعالى :

(
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ )
الأنبياء:85


ما هذا العقل المفكر العاقل الذى يخطط ويدبر ليقنع قومه أن هذه الآلهة
لاتنفع ولا تضر ولو كانت آلهة حقا كانت دافعت عن نفسها

رجع إبراهيم من المعبد الذى كسر أصنام هودخل بيته ونام

عاد القوم فى أخر النهار فناموا
و
فى الصباح فوجئ كهنة المعبد بتكسير الأصنام وأخذوا يصرخون من فعل هذا بآلهتنا
وكان البعض من القوم كان قد سمع أن الفتى إبراهيم يسب الآلهة
أشتد غضب الكهنة وقالوا أحضروه سريعا إلى هنا لمحاكمته


قال تعالى :

( قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ,قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ , قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ )
الأنبياء:61:59


قام الحراس للقبض على إبراهيم وجروه وهو مربوط بالحبال والسلاسل
وتجمع الناس لحضور المحاكمة ورؤية عقاب من يتجاسر على الآلهة العوالى

وعندما حضر إبراهيم بصحبة الحرس ووفضيحة كبيرة
إلى ساحة المحاكمة وقال له كبير الكهنة هل فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم


قال تعالى :

(قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ )
الأنبياء:62

ولكن إبراهيم رد ردا غريبا وذكيا قال :

قال تعالى:

( قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ)
الأنبياء:63

وتعجب الجمع و استغربوا من جوابه

ولكنه المدد والثقة بالله سبحانه وتعالى


لقد وضعهم إبراهيم فى مأزق وهو أن يسألوا كبير الأصنام لماذا كسر الباقين
وأخذوا يفكروا ثم قالوا له:


قال تعالى:

(فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ , ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ )
الأنبياء64

قال إبراهيم عليهم قائلا :
قال تعالى:
( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ,
أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )
الأنبياء:67:66


ماهذه القوه الربانية والحجه البليغة من شاب صغير
و لكنها القوة بالله و انه على الحق وأنهم على الباطل

وهنا أشتد غضب الجميع و توقفت المحاكمة ولم يستطيع الكهنة الرد على السؤال البليغ
وصدر الحكم عليه وكان الموت حرقا

قال تعالى:

( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ )
الأنبياء:68

وأحراق من سب الآلهة لابد أن يكون على نفس المستوى وليس حرقا عاديا فقالوا

قال تعالى :

( قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ )
الصافات :97

يريدون أن يكون مكان الحرق كالجحيم

ووضع إبراهيم بالسجن حتى يتم تهيئة مكان الحرق

ساهم فى بناء مكان الحرق جميع القوم بأمرمن الكهنة
ليكون عبرة و تحذير لمن يفعل مثل إبراهيم


وأخذ أعداد البناء حوالى أربعة أشهر وكان بنيان كبير ضخم
لتظل النار مشتعلة فيه أكبر وقت ممكن وذلك لشدة حقدهم على إبراهيم


طوال هذا الوقت كان إبراهيم محبوسا وحيدنا ليس معه أحد من الناس
ولكن كان معه رب الناس يسمعه ويراه وكان يردد :

حسبى الله ونعم الوكيل
ربى أفعل بى ما تريد فأنا راضى بقضائك
أنا ملكك وليس لى سواك
أسألك أن تهدى أبى و أمى
لقد وكل إبراهيم الله عنه والله هو نعم الوكيل
ولما علم الله ثبات إبراهيم على عقيدته واصراره على الايمان بالله الواحد الاحد أوحى اليه قائلا :

قال تعالى :

(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
البقرة :131


وهكذا صار إبراهيم نبى الله ورسوله

وطوال فترة حبسه كان الله مؤنسه فى وحدته يعلمه و يربيه
وكانت فترة الحبس هذه من أسعد الفترات فى حياته عرف الله حق المعرفة
وناجى ربه أحسن مناجاه فأصبح خليلا للرحمن

وأنتهى البناء وأستعد الجميع لمشاهدة أحراق إبراهيم
ولكن من كان خليلا للرحمن يحفظه الرحمن


وسط الآلاف من الناس يؤخذ سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى مكان الحرق
و كانت النار قد أوقد عليها لمدة ثلاثة أيام حتى أصبحت كالسعير
أذا مر من فوقها طائر أحترق من شدة و حرارة دخانها فقط فما بالكم بالنار نفسها

ويقال فى الأثر أن الملائكة قالوا لله لو تأمر ملك المطر فتمطر السماء لتطفئ النار لتنجيه

قال رب العزه القادر على كل شئ

(لا انا أنجيه بقدرتى على الشئ أن أقول له كن فيكون)


وحان وقت رمى إبراهيم فى النار ولكن من يستطيع الاقتراب منها
أنها من شدة اللهب تأكل كل ما يقترب ولم يستطيع أحد حمله ورميه فى النار

ولكن ما الحل ؟
فأحضروا المنجنيق وهو آله ترمى بالأشياء بدفعها كالسهم
وأخذوا يجربوه ويلقون به الاخشاب فى النار حتى تأكدوا أنإبراهيم سوف يسقط
داخل النار بعد قذفه بالمنجنيق

وقف إبراهيم يشاهد ما يحدث والقوم حوله تهتف بحياة الآلهة وموت إبراهيم
فى هذه اللحظات المرعبة جاء سيدنا جبريل وقائلا لسيدنا إبراهيم :

يا إبراهيم ألك حاجه ؟
ويرد إبراهيم المتوكل على الله قائلا :
(أما إليك فلا وأما إلى ربى فنعم
علمه بحالى يغنى عن سؤالى)

ويقذف إبراهيم وهو مقيد اليدين والقدمين فى النار المستعرة حتى أن المنجنيق قد أحترق
وتعلوا الاصوات مهللة لقد قضينا على من كفر بالهتنا و هذا جزاء كل من يفعل مثله
وأستمرت النيران مشتعله ثلاثة أيام بلياليها
وبعد أن خمدت النار وظن الناس أن إبراهيم قد تفحم كانت المفاجأة المذهلة

خرج عليهم إبراهيم من النار التى ما أحرقت ألا قيوده فقط !!!
ولكن كيف ؟ الجواب إنه الوكيل سبحانه الذى أمر النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم


قال تعالى:
( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ )
الأنبياء: 69

هل ترى عظمة الله وتقديره كل شئ بقدر لقد أمر النار لتكون بردا وسلاما على إبراهيم

ولو أمرها أن تكون بردا فقط لمات إبراهيم من شدة البرد ولكن كانت سلاما
فلم يحرق ولم يتجمد وعاش أجمل وأسعد ايام حياته وهو فى معية الله


وعندما سأله أهله عن الأيام التى قضاها فى النار قال :

كانت أسعد الأيام لأن ربى كان يطعمنى ويسقينى
ما أجمل هذه الضيافه عند الله
ولما شاهد الناس هذه المعجزه آمن له بعض الناس ومنهم لوط أبن أخيه من الأب

قال تعالى :

(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
العنكبوت:26

وعندما خرج إبراهيم من النار سالما قرر ترك بلد بابل لأنه شعر أنه لافائده من هؤلاء القوم الكافرين

وذهب اولا إلى أبيه وقال له :


قال تعالى:

(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا , يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا
,
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )

مريم
:45:43



يالهذا الأدب الذى يتحدث به نبى مع أبيه الكافروهو يدعوه للإيمان بأحسن القول
ويناديه ياأبتى
ويخاف عليه من عذاب الله

ولما يئس من هدايته ودعه قائلا :

قال تعالى :

( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا )
مريم
:47



و قرر سيدنا إبراهيم الهجرة من بابل بعد ما تعرض له من مواجهات
مع أبيه ثم مع الكهنة والتى أنتهت بقرار أحراقه ولكنه خرج سالما بحول الله وقوته

وعندما كان إبراهيم يستعد للرحيل علم بذلك ملك هذه البلاد وكان يسمى

(النمرود بن كنعان)
قد سمع قصة إبراهيم وما فعل بالأصنام وكيف خرج من النار سالما
كان النمرود يدعى الألوهية مثل فرعون مصر
فأمر الحراس باحضار إبراهيم مقيدا بالسلاسل فورا

أحضر الحراس إبراهيم و أجتمع الناس للمشاهدة
أخذ النمرود يجادل إبراهيم فى أن أله إبراهيم الذى يؤمن به لاوجود له
وأنه هو الآله ويجب عليه الطاعه له والإيمان به

ودار هذا الحوار

قال تعالى:
(
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
البقرة :258


هذا الموقف جعل النمرود يخاف من إبراهيم و تيقن فى داخله أن إبراهيم على حق
ولكن لم يصرح بذلك طبعا واستمر على كفره وظلمه

قال النمرود : أخرجوه من البلاد ولا يسمع له أحد



عاد إبراهيم الى قومه وكان أبوه خاطبا له أبنة عمه سارا الجميلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما خلق الله امرأه على الارض أجمل من ساره إلا حواء)

كانت ساره تحب إبراهيم كثيرا وعندما علمت أنه مهاجر لنشر دعوة الحق
طلبت من اتمام الزواج للرحيل معه تاركه الأهل والأقارب

وكانت مستعده لتحمل كل المشاق معه فى سبيل الله


وهكذا هاجر سيدنا إبراهيم من موطنه العراقمع زوجته سارة وابن أخيه لوط الذي لم يؤمن سواهما من المدينة
فذهب فلسطين إلى القرب من قرية أربع والتي نشأت فيها مدينة الخليل
والتي يوجد بهاالحرم الإبراهيمي الذي يعتقد أنه دفن فيها وقال :


قال تعالى :

(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
الصافات :99


وما من رسول إلا وقد هاجر سواء بعد فناء قومه مثل نوح و هود و صالح

أو قبل فناء قومه مثل إبراهيم ومحمد
خاتم الأنبياء والمرسلين
اللهم صلى وسلم وبارك على امام أنبيائك سيد رسلك سيدنا محمد
وعلى جميع انبياء الله ورسله

فضل سيدنا إبراهيم
* هو أبو الأنبياء جميعا فكل انبياء بنى إسرائيل من نسل إسحاق وسيدنا محمد من نسل إسماعيل *

* فى الإسراء والمعراج عندما تقابل سيدنا رسول الله مع سيدنا إبراهيم وجده شديد الشبه به *

*
ذكر سيدنا إبراهيم فى الصلاة عند التشهد )
*

* من أفضل الصلوات على النبى هى الصلاه الابراهيمية) *

(اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعل آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميدا مجيد)


سيدنا إبراهيم له دعوتان أستجاب الله لهما
الاولى :

قال تعالى :

( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
البقرة:129

وقد تحققت هذه الدعوة وبعث الله لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


الثانية:

قال تعالى:
( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)

إبراهيم:37

وقد تحققت هذه الدعوة ايضا وسيظل الناس تهوى الى المسجد الحرام للحج والعمرة إلى يوم القيامة

اخيرا

لقد شهد الله لإبراهيم بأنه كان أمة قانتاً لله حنيفاً

قال تعالى:
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
* وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ}

النحل: 120 - 122


الدروس المستفادة من القصة :
- التفكر فى مخلوقات الله عبادة
- الهداية من الله يهدى من يشاء
- الثقة فى الله تجعل قلب المؤمن مطمئنا
- الذكاء وسرعة البديهة عامل مهم لتوصيل الفكرة
- معاملة الوالدين معاملة حسنة حتى لو كانوا كافرين
- الصبر على الابتلاء وتسليم الامر لله
- الهجرة من المكان إذا تعذر العيش فيه فأرض الله واسعة
- أننا نعيش جميعا على ملة سيدنا إبراهيم حنفاء مسلمين وعلى سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم



 


رد مع اقتباس