الموضوع: إرهاصات الرحيل
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-03-2010

مطلع الشمس غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
قـائـمـة الأوسـمـة
الإبداع

وسام

الحضور الدائم

كاتب شامخ

لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5103 يوم
 أخر زيارة : منذ 6 يوم (09:31 AM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم : 63
 معدل التقييم : مطلع الشمس will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي إرهاصات الرحيل



إرهاصات الرحيل .
عندما شرعت في كتابة هذه الكلمات هرولت إلي عبارة مسرعة تريد أن أبدأ بها وهي :
عندما ( قررتُ أن أحب ) فانتهرتها ورفضتها بشدة ، وقلت لها لا تصلحي أن تكوني بداية ولست صالحة لهذا المعنى ولستِ لهذا المجال ، ولستِ صحيحة ، فقالت : لماذا ؟
فأجبتها بغضب وصوت جهوري بقولي :
الحب ليس قراراً نتخذه بإرادتنا ورغبتنا ، متى ما شئنا وارتأينا .
الحب مصير وحياة جدية تطرأ على حياة الإنسان وتحدث له فجأة دون علمه أو إرادته وليس بتقرير منه أو قرار يتخذه ، أو رغبة أو على علم به .
وليس كباقي أمور الحياة العادية نتعامل معه تعاملاً روتينياً فنأخذه متى ما أردنا ونتركه متى ما شئنا .

الحب حياة خاصة وخاصة جداً لا يعرفها إلا من يعيشها ، ولها إرهاصات لا يلحظها إلا من يكابدها ، ويعانيها ، فكيف تريدين أن أبدأ كلماتي بتقرير أو قرار غير صائب أو بعبارات لا تفي بالمعني وإنما تحوله إلى قرارات معرضة للنقض والمراء والجدل ؟ ولكن عودي بين الكلمات حتى أجد لك مكاناً وإن كنت أشك بأنني سأجد لكِ ذلك في عالم الحب والمحبين .
فعادت فأتتني كلمة أخرى في صلب الموضوع .

عندما ضربتي أوتاد خدركِ في بادية حياتي النقية الهواء ، عذبة الماء ، صافية السماء ، وفيرة العيش والرخاء ، يعمها ويسودها النقاء والصفاء ، فكنتِ قد دققتيها في غيداء حياتي ، وضربتي أطنابها في واحة عمري بين ورودي وأزهاري ، وجناتي واشجاري .
فعشتي في كياني وتغلغلتي في أعماقي ، حتى أصبحتي كل ورودها وأزهارها وينبوعاً من ينابيعها .
كم تمنيتُ أن أهفو إليكِ كلما شعرتُ بالعطش حتى أرتوي من معين حبكِ العذب ، وكم تمنيتُ أن آوي إلى أطنابكِ عندما يحل الليل بظلامه الرهيب لأشنف سمعي بعذوبة صوتكِ فأنام على نغماته بعد أن أشعر بالأمان .

عندما أسكنتكِ في أعماقي وأحللتكِ سويداء قلبي ، ووهبتكِ نفسي وكياني ، وترجمت ذلك الحب بمعانيَّ الصادقة وكلماتي الوارفة ، واندمجت روحي مع روحكِ في فضاء الحب السحيق ، والتقتا وتآلفتا وتعانقتا عناق المشتاقين ، حتى صرتي جزءاً من حياتي ، وتربعتي عرش فؤادي وبسطتي نفوذكِ بقوة على أرجائي وأنحائي ، تريدين أن تقتلعي أطناب خدركِ من قلبي ، وتطوي خيامكِ وترحلي ؟

يالكِ من فاتنة جريئة ، وقاسية شديدة ، وفتاة متمردة ..
حكمتي مملكتي العامرة وعمرتيها ثم قررتي الرحيل فجأة وتتركيني أنقاضاً متراكمة ، وعروشاً خاوية ، وآباراً معطلة .

لا تنكري ذلك ولا تراوغي فالعاشق لديه إحساس مرهف ، ووحي خفي يلهمه بنوايا الحبيب .
ولأنني أحببتكِ بدأت أجد إرهاصات الرحيل في الأفق تلوح ،
تظهر في كلماتك ، في معانيكِ .
في اهتزازات قلمكِ بين إصبعيكِ الجميلتين ، في النسمة التي تهب علي من قبلكِ .
في نبرة عباراتك ، في نظراتك .

فماذا جنيتُ يا ترى ..؟ وأنا ذلك العاشق الهائم ، كنت أنام على نغمات صوتكِ ، وأصحو على وقع أقدامكِ فأهب من فراشي لأستنشق عبيركِ ، وأتشرب حبكِ من جديد .
فلا ترحلي وتتركيني أعاني الصبابة ، وأكابد الشوق . فإنكِ إن رحلتي فلن ترحلي وحدكِ بل سترحلين وروحي معك وفي ركابكِ ، ولن يبقى مني هنا إلا جسداً كأنه قصر مشيد قد خوى .
وسيبقى حبكِ وروحكِ في داخلي يلهب جسدي بسياط الفراق والبعاد .

لا ترحلي فتجففي ينابيعاً بالحب كنت أملأوها . لا ترحلي فتجرفي حدائق بالعشق كنتُ أزرعها . لا ترحلي فتتركي تلك الحدائق والبساتين قفاراً ومفازات خاوية لا يعيش فيها إلا خفافيش الحب وهوام الغرام .
لا ترحلي فتقتلي أملاً كنا قد ربيناه صغيراً حتى أصبح شامخاً فتياً .

إنكِ إن رحلتي فسترحل روحي معكِ ولا يبقى إلا جسدي في تلكَ الفيافي والقفار بعدما أحلتيها إلى قيعان وخراب .
لا ترحلي فأنا أكاد أن أجن بكِ فأنضم إلى قافلة مجانين الغرام .
لا ترحلي .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




Yvihwhj hgvpdg





رد مع اقتباس