عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2011   #4



الصورة الرمزية مطلع الشمس
مطلع الشمس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (09:31 AM)
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم :  63
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي رد: المنصور .. محمد بن أبي عامر .



المشهد الصليبي في عهد المنصور ابن أبي عامر .




مملكة قشتالة


.شُغل المسلمون بعد وفاة الحكم المستنصر لبعض الوقت بشئونهم الداخلية، فظنَّ النصارى -كالعادة- أن الوقت قد حان لأن يضربوا بكل عهود السلم التي كانت بينهم وبين الحكم المستنصر عُرض الحائط، وأن يعودوا إلى الإغارة على أراضي المسلمين، فأغار القشتاليون على الأراضي الإسلامية، وتوغَّلوا فيها جنوبًا، وعاثوا فيها فسادًا، فهبَّ ابن أبي عامر لردِّهم ومعاقبتهم، فغزا أراضي قشتالة في أوائل سنة (366هـ = 977م)، ثم غزاها ثانية، واقتحم مدينة شلمنقة في العام التالي، وبدأت بذلك سلسلة الغزوات الشهيرة المتوالية على الممالك النصرانية في الشمال، والتي استغرقت طيلة حياة ابن أبي عامر.


مملكة ليون


أمَّا مملكة ليون، فقد أقدم الملك راميرو الثالث، على معاونة القائد غالب الناصري ببعض قواته في خروجه على المنصور، فعزم ابن أبي عامر على عقاب راميرو على هذا التحدِّي، وسار إليه في جيش لمحاربته، فتحالف راميرو الثالث مع أمير قشتالة غرسية فرناندز ومع ملك نافار سانشو غرسية، والتقى الجمعان؛ المنصور بن أبي عامر من جهة والجيوش النصرانية المتحدة من جهة أخرى، وهزمهم المسلمون في موقعة شنت منكش سنة (371هـ= 981م).

وبعد هزيمة راميرو الثالث في هذه المعركة؛ ادَّعى أشراف ليون أنه لم يعد صالحًا لتولِّي أمر المملكة، فقرَّروا خلعه، وتولية ابن عمه برمودو بدلاً منه، ولكن راميرو لم يُذعن لهذا القرار، فحشد أنصاره وخاض حربًا مع ابن عمه، فهُزِم وفرَّ إلى مدينة أسترقة، ثم حاول أن يلجأ بعد ذلك إلى المنصور بن أبي عامر، وأن يستعين به لاسترداد عرشه، ولكن القَدَرَ لم يُمهله؛ إذ توفي بعد ذلك بقليل، وخلا الجوُّ لبرمودو.



ولكن برمودو نفسه لم يستطع الاطمئنان على ملكه؛ وبخاصة أن عددًا من الأشراف عارضوا حكمه، فخشي أن يُفعل به مثلما فُعل بابن عمه، فلجأ إلى المنصور بن أبي عامر يستمدُّ منه العون والتأييد في مقابل أن يعترف بطاعته، وأن يُؤَدِّيَ إليه الجزية، فأجابه المنصور إلى طلبه، وأرسل إليه بقوَّة من الجند، نزلت مدينة ليون عاصمة المملكة؛ لتحمي برمودو، وبذلك أصبحت ليون تابعة للمسلمين.



ولكن هذا الوضع لم يَرُقْ لبرمودو؛ فبمجرَّد أن شعر باستقراره على العرش، وبازدياد نفوذه وقوته، قرَّر أن يغدر بالمسلمين ويتخلَّص من تبعيته لابن أبي عامر، فهاجم الحامية الإسلامية، واستخلص من يدها مدينة ليون، فهبَّ المنصور لحربه، وسار إلى مدينة ليون واقتحمها، ومزَّق قوى النصارى، ثم استمرَّ يغزو أراضي ليون تباعًا، ويُوقع الهزائم المتتالية ببرمودو، حتى اضطر برمودو إلى طلب الصلح، والعودة إلى طاعة ابن أبي عامر عام (995م).



ولم يُعَمَّر برمودو طويلاً بعد ذلك فمات عام (999م)، وخلفه ابنه ألفونسو الخامس، وكان طفلاً، فعُيِّن أحد أشراف ليون -وهو الكونت مننديث كونثالث- وصيًّا على الملك الصغير.


مملكة نافار


تولَّى سانشو غرسية الثاني عرش نافار بعد موت أبيه غرسية سانشيز، وكانت نافار قد اتسعت رقعتها عندئذٍ، فصارت تشمل عدَّة ولايات، غير ولاية نافار الأصلية؛ مثل: ولايات كانتبريا، وسوبرابي، وربا جورسيا، ونمت مواردها وقواها، حتى بدأ سانشو غرسية في مهاجمة الأراضي الإسلامية، فكان ردُّ المنصور بن أبي عامر على ذلك عنيفًا؛ فغزا مملكة نافار وتوغَّل فيها حتى دخل عاصمتها بنبلونة عام (987م).



وخلف سانشو في الحُكم ولده غرسية سانشيز الثالث، فلم يدم حكمه سوى خمسة أعوام، وقد غزا المنصور بن أبي عامر نافار في عهده مرَّة أخرى عام (999م)، وقد مات غرسية بعد هذه الغزوة بعام، وتولَّى بعده ابنه سانشو الثالث الملقب بالكبير[1].



لقد كان المشهد الصليبي في أيام المنصور وبأثر من جهاده في غاية الضعف والتمزُّق.

وفاة المنصور ابن أبي عامر

توفي المنصور بن أبي عامر وهو في أوج قوته، و الأندلس قد بلغت من القوة والعظمة ما لم تَصِلْ إليه من قبلُ في أي عصر من العصور، إلى جوار ما كان فيه أعداؤها من الضعف الشديد، وكذلك كان الحال داخل الأندلس نفسها؛ فالخليفة الأموي هشام المؤيد كان رجلاً ضعيفًا، في حين كانت قوة العامريين قد بلغت شأوًا بعيدًا، ومع ذلك فبمجرد أن مات المنصور بن أبي عامر سارع ابنه عبد الملك إلى قُرْطُبَة، قبل أن يطرأ أي أمر لم يكن قد استعدَّ له من قبل، ليستصدرَ مرسومًا من الخليفة بتوليته الحجابة بعد أبيه، وكان أبوه قد عَهِدَ له بالحجابة من بعده -كما ذكرنا- وتمت توليته الحجابة كما أراد يوم الاثنين لثلاث بقين من رمضان (392هـ)، وبقي في الحكم سبع سنين إلى أن مات سنة (399هـ) [1].






 

التعديل الأخير تم بواسطة مطلع الشمس ; 08-11-2011 الساعة 06:27 PM

رد مع اقتباس