عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-30-2012

مطلع الشمس غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
قـائـمـة الأوسـمـة
الإبداع

وسام

الحضور الدائم

كاتب شامخ

لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5070 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (02:25 PM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم : 63
 معدل التقييم : مطلع الشمس will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي باختصار أنتِ في كلشيء في حياتي



باختصار 4914e8f6951ad2c974e0

تحتويني ذكراكِ أم تحاصرني ، لتبعث الدفء في جسدي والحياة في أيامي ، أم لتقلبني في قوالب الحنين والشوق والذكريات أم لتقتلني ببطء حتى أموت حباً ثم تبعثني من جديد لتعيد قتلي وتعذيبي من جديد حتى تحين ساعتي .


في كل أطياف حياتي وطقوسها أنتِ ، وأشكالها وألوانها ، وعذبها وأجاجها ، وحلوها ومرها .
أنتِ في ألواني الناعمة الزاهية ، وفي ألواني الباهتة والقاتمة ، أنتِ في مشاعري الساكنة والهائجة .
أنتِ في كل أمر من حياتي ، وفي كل شأن من شؤوني ، تتوارين تارة حتى إذا هدأت زلازل في كياني فتظهرين من جديد .
وتطغين على ذاكرياتي وتقتحمي ذاكرتي ، حتى لقد بتِ جزءً من حياتي لا ينفصل عنها ، تتراءين لي حتى لولم أرد ذلك .


أنتِ في رذاذ الغيوم التي تلبد السماء وتحجب أشعة الشمس الحارقة عن الأزهار والأغصان لتبللها برذاذها حتى ترتوي
وتتراقص في نسائم هواها العليل .
أنتِ في ذرات المطر عندما تنساب من غيمة توقفت فوق أرض جدباء لترويها بمزنها بعد طول غياب فارتوت - واهتزت وربت
وأنبتت من زوج بهيج - لأن حبنا ارتبط بالمطر فأصبح باعثاً لذكراكِ كلما هطل .


أنتِ في صوت الرعد عندما يشق السماء ويدوي في الأصقاع ومتلئ بدويه جنبات الوادي لأن العهد الذي أطلقتيه لي بأنكِ ستكونين
لي دون غيري والذي خنتيه فيما بعد ارتبط به فصرت أتذكركِ وأطلق أقوى زفرة كلما سمعت قصف الرعد أو رأيت وميض البرق
يشق ظلمة الليل في الأفق البعيد في ليلة ممطرة ، ترنو إليها النفس وتهفو إليها المشاعر .
ولا زال حبكِ معي يتجدد كلما سمعت صوته أو رأيت وميضه حتى صار الرعد جزء من ذكراكِ .


أنتِ في رائحة التراب عندما تبلله السماء بغيث منهمر سخي بعدما اشتاقت له أرض قاحلة غاب عنها وابل الغيث العميم ،
لأن لحظة من لحظات اللقاء عشناها تحت زخات المطر ، ففاحت رائحة الأرض المتعطشة للمطر فاستنشقناها كأعطر
رائحة على الإطلاق ، فأتذكركِ كلما شممت رائحة التراب تعبق من خلال زخات المطر .


أنتِ في رائحة الأشجار الزكية عندما تستقبل وابلاً من السماء ترتوي من غدقه وتنشرها حبيبات البرد كأنها تثيرها
لتعطر المكان وتبعث البشرى في النفوس بحياة هانئة جميلة ، لأن للأغصان حضور لأجمل لحظة من لحظات حبنا
كتبناها سوياً تحت رفرفة أغصان الوادي الجميل .


أنتِ في هدوء الليل الساكن وحشة أو وقاراً ، قد تلألأ في قمر وهو يشق مشارق سماء مظلمة ليبدد ظلمتها بنوره الخافت
الوقور وهو يسري في سماء صافية وحيداً إلا من نجوم وكواكب يتيه بينها جمالاً كأنه سيدها أو كأنها حسناوات تزفه
لمملكته وعرشه . فأصبح القمر رابطاً بيني وبينكِ كلما أطل بخجل من مطلعه وتاه في عنان السماء .

أنتِ في خيوط الشمس الذهبية عندما تشرق في ساعات الصباح الأولى فتلقي على الأرض تحية إصباح جديد كأنها ترمي
عليها أوشحة من ذهب هدية يومها الجديد ، قبل أن تبث دفئها في أوصال المعمورة ، ولي في تلك الأوشحة الذهبية ذكرى
لكِ باقية إلى الآن لأن موعد اللقاء قد حان بعد انتظار طويل في ليل السهاد والكرى .

أنتِ في صوت العصافير المغردة فرحاً على أغصانها تصدح بأعذب الأنغام والألحان فيتنتشي ارجاء الوادي وتتناغم
مع تلك الألحان العذبة ، وتهتز الغصان وتتراقص الأعشاب طرباً وكأنها ترقص على إيقاعاتها في تناغم جميل

أنتِ في خضرة الزرع والعشب ، أنتِ في أنغام العود الشجية ، عندما تهتز أوتاره بين يدي فنان بارع ياسر السمع واللب
بتقاسيمه وترانيمه .

أنتِ في كل جزء من عمري وبين طيات حياتي ، أنتِ في ذاكرتي وكل ذكرياتي .
أنتِ في مداد قلمي وبين سطور أوراقي ، وبين طيات كتبي وفي أجمل قصص حياتي .
باختصار أنتِ في كل شيء من حياتي .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




fhojwhv HkjA td ;gadx pdhjd





رد مع اقتباس