عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2010   #3



الصورة الرمزية مطلع الشمس
مطلع الشمس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (09:31 AM)
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم :  63
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



الصرح ... بين الإنهيار والانتحار

صرح شامخ يعانق السماء يتوارى بين السحب ، يرشف من رذاذ الغيوم المحملة بالبَرَدِ والماء العذب الزلال ، كأنه الشهد في شمعه ، تجري تحته أنهار ، الحب العتيد ، قد نبتت على ضفافها أزهار من المشاعر الجياشة ، تعانقها الطيور المغردة في فرح وحبور ، وتداعبها النسمة العليلة .

شهد خالص مصفى لو حطت عليه النحلة لغادرته وهي محملة ، ولاجتنت منه شهداً تاماً ، جاهزاً لم تعد في حاجة إلى صناعته من جديد ، فقد صاغته طبيعة المكان الذي نبت فيه ، ولو أرادت صنعه لما بلغت مع أتقانها لصنع العسل مداه ومذاقه وحلاوته ونقاوته ، لذا فهي تتغذى عليه عسلاً مصفى سائغاً للشاربين . تفجر من غيمة كانها الثلج في برودتها ، توارى خلفها بَرَدٌ كأنه اللؤلؤ ، فأمطرت لؤلؤاً وحظي العناب بعضة البَرَدِ . فقد أجادت غيمته صنعه وتركيبه .


فلما اكتمل بنيان صرحنا أو كاد وبدأت أنظر إليه يعانق سماء أعماقي ويعلو في فضائي كما تعانق الشمس كبد السماء ، أو كما تعلو في السماء ناطحات السحاب فتعانق غيومها عناق المشتاق ، وسكنت الفرحة والغبطة قلبي ، وتمكنت منه ، وأخذت بمجاميعه ، وأخذت أتهيأ لسكناه ، إذا به يتهادى ويترنح أمامي كأنه زرع عصفت به الريح فهو يترنح بينها ترنح السكران ، فلم يقع على الأرض لينهار مرة واحدة ، وتنهار معه النفس ، وتزهق بانهياره الروح ، وتغادر الجسد فترتاح ، ولم يعد مستقراً في حاله لتنعم النفس براحة البال ويعود إليها استقرارها وتعيد بناء صرحها .
فهي لا زالت تعاني وتكابد مما ألم بصرحها وتسعى جاهدة لاستقراره وتثبيت أركانه من جديد ، وتتجنب ما يؤدي به إلى الانهيار أو يعرضه للخطر ويهدد كيانه .

بدأ الصرح ينهار : هذه هي العبارة التي رأيتها مكتوبة على النافذة بلون الدم مما زاد في انهياري وإحباطي وجعلني أدخل في غابة موحشة من الأوهام والكوابس ، والأحزان تتناوبني كما تتناوب المسحور أوهامه وشياطينه ، فمكثت في وجوم وهموم لا أملك حتى أدنى فرصة للتفكير ، المنطقي .


( خاطرة من الخيال )


 


رد مع اقتباس