سبحان الله وبحمده .
ما خلا جسد من حسد ، ومن لم يذكر اسم الله على ماترغب فيه نفسه فهو عائن دون أن يدري ، والبعض يتعمد ذلك ويتمنى زوال النعمة عن غيره ، وكأنه يعترض على الله تعالى فيما تفضل به على عباده ( ام يحسودن الناس على ما آتاهم الله من فضله ، فقد آتينا آل إبرهيم الحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً ... البقرة ) وقال تعالى : ( ود الذين الذين كفروا لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم ، ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لهم لو كانوا يعلمون ... البقرة ) .
العين والحسد أدوات قتل قوية وسلاح فتاك ذخيرته الحقد والغل والضغينة ، وتمنى زوال النعمة التي تفضل الله بها على الناس ، وكان العائن أو الحاسد يقول عندما يرى نعمة بأحد لماذا يا الله تعطيه ولم تعطني ، فيأكل الحسد نفسه وجسده وقلبه ويمتلئ صدره . فقبحهم الله وقبح تلك القلوب الفاسدة ، والنفوس الحاقدة .
نعم الحسد لا يذهب من الجسد إلا بموت الحاسد ، أو معرفته والأخذ من أثره أو يتوضأ طواعية ، والحسد أعم وأشمل من العين إذا يشترط للعين أن يرى العائن ضحيته ، أما الحاسد فلا يشترط ذلك فهو يستطيع أن يحسد على الوصف والسماع ..
إنها قلوب سوداء ونفوس رعناء تصيب في مقتل ، وعن الدين والحب تتنصل .
أخي : محمد موضوع جميل جداً ورائع يلقي الضوء على ما يعانيه الناس خصوصاً هذا الزمن من نفوس حاسدة تقبع خلف الأقفاص الصدرية والهياكل العظمية ، ترمق الناس وتقتلهم على فضل من الله تعالى ، وشياطين الجن خدم لشياطين الإنس لا يترددون عن الجري خلف الكلمة التي لم يذكر فيها الله فتعيث في الجسد المقصود وتقتله قال تعالى : ( يا معرشر الجن قد استكثرتم من الإنس ) . وقصور الأفراح مرتع خصب للشياطين والنفوس الخبيثة فلا يكاد ينتهي حفل زفاف إلا وفيه مصابون دون أن يعلموا خصوصاً بين النساء لأنهن يحضرن زينتهن ويتحاسدن فيما بينهن .
الحديث يطول في هذا المجال ولكن أكتفي بهذا .
شكراً جزيلاً لك هذه القصة المؤثرة ، فلعل تلك الأم أصابت ابنتها دون أن تعلم وربما أنها تعلم ذلك فالنفس الخبيثة لا تتورع عن الخبث والأذى .
شكراً لك مجدداً واشكرك على جهودك الطيبة في المنتدى وتواجدك الذي لا ينكره أحد ، وأتمنى لك التوفيق .
وفقك الله |