عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2011   #2
Pin : 2BC5F4E6



الصورة الرمزية خلدون
خلدون غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 01-29-2015 (01:02 PM)
 المشاركات : 2,212 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Canada
 الجنس ~
Male
 SMS ~
K
لوني المفضل : Lightcoral
افتراضي رد: اكتشاف ارض داخلية



.. الجزء الثاني : (( قصة نايسن أولاف بمخطوط يده )) ..





أني أنا "يانسن أولاف" عالم في علم البحار .. وأني بحار أرجع لأصول " نرويجية " على العلم من أنني ولدت في بلدة (Uleaborg) الروسية الصغيرة .. على الساحل الشرقي لخليج بوثنيا من الذراع الشمالي لبحر البلطيق ..





ووالدي يعمل بحارا على متن سفينة سياحية لصيد السمك في خليج بوثنيا وقد رسا بالسفينة في بلدة (Uleaborg) الروسية .. في الوقت الذي ولدت فيه : وهو في يوم 27 تشرين الأول / أكتوبر بعام 1811 ..





وولد والدي في بلدة رودوج (Rodwig) من السواحل الاسكندينافية بالقرب من جزر (Lofoden) وبعد أن تزوج والدي قرر أن يستقر بمنزلً في العاصمة السويدية " أستوكهولم ".. لأن جميع الذين يقيمون ببلدة رودوج " أميين " ..





وهذا ما جعل أبي يقرر أن ننتقل إلى " أستوكهولم " ومنذ أن بلغت سن السابعة كان أبي يأخذني في رحلات الصيد البحرية على طول السواحل الاسكندينافية ..





وحينما بلغت عمر التاسعة أدخلني أبي في مدرسة خاصة في " أستوكهولم " وأكملت دراستي بها حتى بلغت من العمر " 14 سنه " وبعد هذا ذهبت مع والدي برحلات منتظمة لصيد السمك ..





وقد كان والدي رجلا قويا قادرا على تحمل المشاق أكثر من أي رجلً أخر قد عرفته .. كان طوله ست أقدام .. وكان يتسم بالبخل قليلا.. ولديه همه جبارة لا توصف تجعله لا ينهزم أذا صمم على فعل شيً أرادة ..





وحينما بلغت سن 19 بدأت رحلتي أنا وأبي للسفر واكتشاف الأرض الجديدة ((أمريكا)) والذي أسفرت عن قصة غريبة عجيبة واقعية قد حدثت لي وعاصرت كامل أحداثها من اكتشاف حقيقة هذا الكون العجيب وسوف أبينها لكم وللعالم أجمع بهذا التقرير ..





ولاكن قبل أن أفعل ذالك سوف أخبركم عما حدثت لي من معاناة أليمة .. وأرجوا أن لا تنشر هذه الحقائق لكم في حياتي .. خوفا من المزيد من " الإذلال والمعاناة والتجريح " ..

فأن من أول معاناتي ومن دون أي ذنب وضعني قبطان السفينة الذي أنقذني وإنا على سواحل " القطب الجنوبي" بالسجن " وكبلني بالأصفاد " لا لأي شيء ألا لأنني " ذكرت الحقيقة عن عالم جوف الأرض الحقيقي الواقعي " وقد عُذبت وسُجنت واتُهمت بالجنون ..





وبعد غيابي وتغربي عن وطني " أربع سنوات وثمانية أشهر " وصلت " أستوكهولم " .. فوجدت أمي قد لقت حتفها "وماتت" في العام السابق .. والأملاك التي تركها والدي أصبحت بحوزة زوج أمي .. ولم يعطني شيئا واحدا لي منها ..





فربما كادت كل هذه المصائب والوقائع أن تمحي من ذاكرتي ما جراء لي من الأحداث التي لاقيتها بالعالم الداخلي .. وكانت أكبر مصيبة لي هيا موت " أبي " أمام عيني وغرقه في قاع البحر .. دون أن أستطيع إنقاذه أو انتشاله..





وبعد كل هذا قررت أخيرا أن أذكر كامل قصتي وما حدث لي مع أبي .. للعم : "غوستاف أوسترلند" .. (Gustaf Osterlind ) .. وهوا رجل كبير تاجر صاحب أملاك .. لأحثه ليمول لي لرحلة استكشافية أخرى لهذه الأرض الغريبة المجهولة ..





ففي البداية بدا العم : "غوستاف أوسترلند" مهتما لما أقوله ومنجذبا إلى اقتراحي وما تفضلت به علية .. وقد دعاني للذهاب والإقبال على بعض المسئولين لأشرح وأبين لهم ما حدث لي من ذالك .. كما شرحت له .. وبعد أنتهى سردي لهم "فتخيل خيبة أملي ومعاناتي" ..

فلقد تم التوقيع على أوراق معينه من قبل العم .. ودون سابق أنذار وجدت نفسي مرميا بالسجن .. بحبس كئيب ومخيف لمدة 28 سنة في هذا السجن من سنوات شاقة طويلة ومعاناة مؤلمه مريرة ..




وبعد التأكد من سلامة قواي العقلية .. وأحتجاجي على ظلمي وحبسي ونسياني .. أخرجوني من الحبس أخيرا : في " السابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر بعام 1862 " وأصبحت غريبا بعدما بلغت من سني أكثر من خمسين سنة .. وكان سجلي الذي يعرفه ورسخ في أذهان الناس عني .. أنني رجل مجنون ليس لدي أصدقاء ..





فحينما خرجت من الحبس مع المجرمين والمجانين .. بعد التأكد من أن قواي العقلية سليمة .. كنت في حيرة من أمري لمعرفة ما الذي ينبغي لي عملة من أجل كسب لقمة عيشي وقوتي .. فتوجهت غريزيا نحو الميناء حيث ترسوا قوارب الصيد في أعداد كبيرة لأبحث عن عملً لي .. وبعد أسبوع تعرفت على صياد أسمة "يان هانسن " الذي كان يعمل في رحلة صيد طويلة على جزر لوفودين (Lofoden ) ..





وقد أثبت جدارتي وخبرتي في الصيد واستفدت من خبراتي القديمة للصيد لأثبت جدارتي وأجعل نفسي رجلا مفيدا بالصيد أمامه .. وقد كان هذا .. فأقتصدت ما أجني وأربحه .. وفي غضون سنوات قليلة أصبحت عميد صيد .. بعدما عملت خمس سنوات للأخريين وشاركت 22 رجل ..





وخلال كل هذا السنوات كنت طالبا مجتهدا في قراءة الكتب وخلال هذه السنوات من المعاناة والآلام علمتني أن لا اذكر قصتي وما حدث معي ومع والدي لأحد .. حتى أنني أخشى أن يكتشف أحد ما أكتبه وأخفي وأحفظ سجلاتي وتقاريري وخرائطي هذه خشيتا من أن يعرف أي مرء ما حدث معي ..

فكل هذه المصائب والكروب والآلام والمعاناة لتبرر عدم كشفي لقصتي وما قلته لكم .. وأرجوا أن تكشف هذه الحقيقة بأخر يوم من أيامي على وجهه الأرض .. لعدم تعرضي من المزيد من المعاناة والآلام .. وسأترك السجلات والخرائط التقارير هذه " لتنير الطريق " وأمل أن " تستفيد منها البشرية " ..





فأن ذكرى حبسي الطويل مع المجرمين والمجانيين والأحداث الأخرى التي عانيت منها .. علمتني أن لا اذكر قصتي لأحد ..





ففي عام 1889 بعت الكثير من قوارب الصيد وقد تراكمت عندي ثروة كافية لا بأس بها تكفي لما تبقى لي من حياتي ثم هاجرت إلى أمريكا ..





وبقيت بها لأثنى عشر عاما .. وكان بيتي في ولاية إيلينوي (Illinois) الأمريكية .. بالقرب من باتافيا (Batavia) .. وقد كونت مكتبةً خاصة لي هناك وجمعت فيها معظم كتبي .. وبعد ذالك قررت أن أنتقل من ولاية إيلينوي (Illinois) إلى ولاية " لوس أنجلس " ..

حيث استقريت في "لوس أنجلس" بتاريخ " 4 مارس / 1901 " وأني أتذكر هذا التاريخ جيدا .. وهوا في نفس يوم تنصيب الرئيس ماكينلي لرئاسته الثانية .. وقد اشتريت هذا المنزل المتواضع لعزمي على الاستقرار في هذه البلد لأتفرغ لكتابه ما حدث لي وتبيين قصتي الواقعية بالتفصيل والدليل وكتابه قصتي كاملا ..منذ أن غادرنا أنا ووالدي من أستوكهولم إلى أن افترقت عنه بحدث غرق أبي المأساوي العظيم الذي حدث بالمحيط المتجمد الجنوبي :





(( قصة بداية الرحلة للدخول للعالم الداخلي ))










أني أتذكر جيدا كيف غادرنا "أستوكهولم" أنا وأبي بسفينتنا الشراعية , في اليوم الثالث من نيسان / ابريل بعام 1829 وأبحرنا الى الجنوب تاركين جزيرة جوتهلاند (Gothland) الى جزيرة اولاند (Oeland) وبعد أيام وجيزة أستطعنا قطع المضيق الذي يفصل الدنمرك عن السواحل الأسكندافية ..





وفي الوقت المناسب رسونا في بلدة (Christiansand) لنستريح بها يومين .. ومن ثم أكملنا مسيرنا مبحرين حول السواحل الأسكندافية متجهين غربا نحو جزائر " لوفودن " (Lofoden) ..






مناظر من جزر لوفودن الأسكندنافية :










فأكملنا أبحرنا وكان أبي في روح عالية .. وهذا بسبب عوائد بيع السمك الممتازة التي تثلج الصدر .. مما بعناه في " أستوكهولم " وبعض المدن الأسكندنافية الساحلية .. حيث أعرب عن سروره خصوصا أنه باع بعض " أنياب العاج " التي عثر عليها على الساحل الغربي من جزر" فرانز جوزيف " في العام السابق ..

وأعرب عن تفاؤله وأمله في العثور على بعض أنياب العاج مرةً أخرى وتحميل سفينتنا بها بدلا من أسماك القد والماكريل والرنجة والسلمون .





وصلنا لموقع هامرفست ((Hammerfest)) بخط عرض 71 درجة وأربعين دقيقة .. للراحة لعدة أيام والتزود بالإمدادات الإضافية وتعبئة براميلنا بمياه الشرب .. ومن ثم أبحرنا نحو " سبيتزبرغن " ((Spitzbergen)) ..








وبعد أن تجاوزنا العديد من القنوات والمضايق المائية وصلنا الى جزيرة "سبيتبيرجين" ( Spitsbergen) التابعة لجزر "سبيتزبرغن" (Spitzbergen) .. في " 23 حزيران / يونيو " حيث رسونا بخليج ويادي (Wijade) لفترة قصيرة للاستراحة والصيد .. حيث صدنا صيدا وفيرا .. ومن ثم رفعنا المرساة وأبحرنا عبر مضيق "هانلوبين" Hinlopen)) و مضيق "كواستيب" (coasted) على طول شمال شرق الشاطئ ..





وهبت رياح قوية من الجنوب الغربي وقال والدي يجب علينا الأستفادة من هذه الريح .. لنبلغ أرض " فرانز جوزيف " حيث أنه قبل عام عثر عن طريق الصدفة على " أنياب العاج " الذي باع الكثير منها بأستوكهولم بسعر جيد ..





وفي طريقنا رأيت الكثير الكثير من الطيور البحرية المختلفة التي أكتضت وغطت السواحل بحيث أخفت الصخور وأظلمت السماء بكثرتها ..













ومن ثم أبحرنا لعدة أيام وبعد هذا وصلنا أخيرا لساحل صخري من أرض " فرانز جوزيف " حيث أقرت بنا الريح على شاطئ الساحل الغربي .. فأبحرنا وبعد الإبحار لمدة 24 من أرض "فرانز جوزيف " وصلنا الى مدخل مضيق جميل جدا ..






ويمكن للمرء أن لا يصدق أنه في الاراضي الشمالية القطبية .. حيث المروج الخضراء بينما لم يبلغ مساحة هذه المنطقة أكثر من فدانين أو ثلاثة ويبدو الجو فيها حارا وتتسم بالهدوء انها ويظهر لي أنها تتأثر بتيار الخليج ..








ففي الأيام الأولى من رحلتنا عبرنا البحر المفتوح وهذا بفضل الرياح الطيبة .. ومن ثم واجهنا الكثير من الجبال الجليدية العظيمة الكثيرة .. حيث تبدوا سفيتنا الشراعية وسط متاهة من الجبال الجليدية الضخمة العائمة ..





فبالكاد تعبر سفينتنا الشراعية من عبر هذه القنوات والمضايق المائية المفتوحة بين هذه الكاتدرائيات الضخمة والسلاسل الجبلية العظيمة الجليدية الرائعة .. التي تقف كأنها حارس صامت كما " أبو الهول " مقاومتا موجات بحرً عبوسا لا يهدأ ..







وأضاف الكاتب " ويليس جورج أمرسن " هذه الأضافة حيث قال : قال السير " جون بارو بارت " في كتابه (( رحلات الأستكشاف والبحوث في مناطق القطب الشمالي )) حيث ذكر في الصفحة 51 من الكتاب :





((( أشار السيد بيتشي أنه لاحظ الكثير الكثير من الملاحضات من الساحل الغربي لـ"سبيتسبيرجن " (Spitsbergen) حيث أن درجة الحرارة مرتفعه ولا يحس بالشعور بالبرد مطلقا وكأنه في أيطاليا .. على الرغم من أن درجة حرارة " القطب الشمالي " قد تكون هي بضع درجات فوق الصفر فقط.. فكان شعور رائع بالدفئ والحرارة حينما تشرق الشمس على هذه الارض وتبدو السماء الزرقاء الصافية التي تباهي سماء جو أيطاليا ))) .



ويكمل ويقول :




وعلى الساحل الشرقي لجز جوزيف لاند رأينا العديد من الجبال الجليدية تعوم بالبحر المفتوح من غربنا ومع ذالك كنا نرا التلال والسلاسل الجبلية المنخفضة لأكيباكسicepacks ) ) مباشرتا الى الشمال من على البحر المفتوح ..





وكان والدي مؤمنا غيورا بالآلة " أودين وثور " وكان كثيرا ما قال لي أنهم كانوا ألهه قد قدموا من بلاد ما وراء الريح الشمالية .. وكان أبي يؤمن أيمان واضح .. أنه كلما ابتعدنا وتوغلنا شمالاً .. تصبح الأرض أكثر جمالاً .. من أي أرض عرفها بشري حيث أن سكانها من المختارين فقط ..!!




حيث ذكر في "دويستة ميوتهولوجي" ( Deutsche Mythologie ) في الصفــــ778ـــة : (( أن أبناء "بور بنيت " هم في وسط المدينة .. ودعا الكون "أسكارد".. حيث يسكنون الآلهة والذين يشبهونهم .. ومن يقيم هنالك يعملون المعجزات والعجائب .. وهنالك في تلك المدينة مكانً يسمى بــ(Hlidskjalf) حيث أودين يجلس هنالك على عرشه ويرى العالم كله .. ويلمح جميع أعمال العباد ))





فتحمست أشد التحمس .. وأطلق صبى الشباب خيالي لهذه الأرض الجميلة .. وتحمست حماسا دينيا عظيما .. وقلت لأبي صارخا : ((( لماذا لا نبحر إلى هذه الأرض الطيبة .. والسماء العالية .. والرياح المواتية .. والبحار المفتوحة ))) ..؟؟





فتفاجئ والتفت نحوي .. وحتى الآن أستطيع أن أتذكر " مفاجئة تعبير وجهه البادية على محياة " وقال سائلا : (( أبني هل أن على أستعداد للذهاب معي .. لاستكشاف أبعد مكان .. من حيث لم غامر رجل قط )) .. فأجبت بالإيجاب وقلت " جيد جدا " .. فأجاب : (( في " أيار / مايو " أودين الله يحمينا )) ..





وعدلنا بسرعة الأشرعة .. ونظر أبي بالبوصلة ليتجه شمالا .. واتجهنا نحو الشمال عابرين قناة مفتوحة ومن هنا بدأت رحلتنا ..





(( المسير للدخول العالم الداخلي وعبورنا لفتحة القطب الشمالي ))





كانت الشمس منخفضة على مد الأفق البعيد بالقطب الشمالي ومن ثم ارتفعت في وسط السماء كما لو كنا لا نزال في بداية فصل الصيف ..؟؟ وفي الواقع كان أمامنا أربعة أشهر لنشهد ليلة قارصة من برد الشتاء .. وهذا شيئا غريب حدث معنا لم نعهدة ..





صدنا القليل من السمك بسفينتنا الشراعية لنتحرز بالطعام لنواصل رحلتنا الاستكشافية ..ففي غضون 36 ساعة فارقنا جزر " فرانز جوزيف " وقد غابت عن أنظارنا .. متجهين عنها إلى الشمال .. ويبدو لي اننا ركبنا تيارا مائيا قويا متجها نحو " شمال شرق " ..





وكانت أمامنا جبال جليدية تحدنا من اليمين واليسار .. ومضايق مائية ضيقه جدا .. فبعضها نستطيع أن نعبرها والبعض الأخر يصعب على مركبنا الشراعي ذالك .. فكنا ندخل من خلال المضائق والممرات الجليدية تارة ً ونخرج على البحر المفتوح تارة ً أخرى .. فبعض الممرات لا يمكن لمركبنا العبور من خلالها ..







وفي اليوم الثالث وصلنا إلى "جزيرة مجهولة "غسلت شواطئها أمواج البحار .. فعزم أبي على أن نرسي على ساحلها واستكشافها ليوم واحد .. فوجدنا في هذه الجزيرة الكثير الكثير من أكوام الأشجار والأخشاب المكدسة على الشاطئ والكثير من أغصان الشجر .. !! وكان بعض هذه الأشجار طولها أربعين قدم وقطرها قدمان ..




((صور لأشجار عملاقة .. " مجهولة المصدر" .. مكدسة على الشواطئ الشمالية )) :






















وبعد يوم من استكشافنا لشواطئ هذه الجزيرة رفعنا مرساة السفينة متجهين نحو الشمال عبر البحر الممتد.. ولا أذكر أيا مني أو أبي قد أكلنا لقمة واحدة من الغذاء لما يقارب لـ 30 ساعة .. وربما هذا سببه التوتر بتأثرنا برحلتنا التي لا نعرف ما هوا نهاية مصيرنا فيها .. وكانت عقولنا ملبدة لنطالب بالاحتياجات المادية ..





ولقد لاحظت أن الجو كان دافئ جدا وممتعا من حولنا حقا .. فبدلا من البرد القارص الذي كانا نشهده "بالنرويج" بالساحل الشمالي من "هامرفست" والذي قد تركناها قبل "ست أسابيع" كان الجو دافئا .. حيث كنت أتوقع أن تكون الأجواء هيا نفسها ..





وأني من ناحيتي فأني أعترف بصراحة أنني كنت جائعا جدا .. وعلى الفور أخذت بأعداد وجبة كبيرة من مخزن حفظ اللحوم .. وأكلت بشراهة .. وقلت لوالدي بعد ذالك : أعتقد أنني سوف أخلد إلى النوم .. حيث كنت بدأت أشعر بالنعاس الشديد .. فقال والدي : حسننا أخلد للنوم " وسوف أضل منتبها للسفينة "





فاستيقظت فجأة .. على خضم ضوضاء وضجة بالسفينة من شؤم عاصفة هوجا عاتية .. ولا أدري كم من الوقت قد استغرقت بالنوم .. لاكني أيقنت أنني أفقت على خضم ضجة رهيبة ضخمة لاهتزاز سفينتنا الشراعية .. فاستيقظت لأرى أبي : فاندهشت منه حينما وجدته "نائما بعمق" .. فصرخت لأوقظه من سبات نومه .. فأفاق فكانت العاصفة رهيبة جدا وقوية .. وكانت أشرعة سفينتنا مفتوحة والريح تلعب بها .. ولم يستطع أبي التحكم بسفينتنا التي ألقيت في وسط أمواج تموج وتغلي بها ..









فكانت العاصفة الثلجية شرسة .. و الرياح تهب على مؤخرة سفينتنا مباشرتا .. وكانت سفينتنا تسير بسرعة هائلة من جراء الرياح .. حيث تهدد الريح في كل لحظة أن تقلب السفينة علينا ..




ومن سوء الحظ أشرعة سفينتنا مفتوحة .. وليس هنالك وقت نضيعه فقاربنا أصبح يتلوى من جراء ذالك .. وبدا لنا أنه يوجد قبالنا جبالا جليدية أمامنا .. ولأكن رأينا قناة مائية مفتوحة من الشمال .. فعبرناها وهذا من حسن حضنا .. وبدائنا نرى الأفق من اليسار واليمين وكان الجو ضبابي .. وانقشعت عنا الجبال الجليدية ..




ولا أدري كيف أفلتت سفينتنا وخرجت من هذه العاصفة بمعجزة .. حيث أننا كنا على وشك التدمير التام .. وأني أتذكر قاربنا والماء يلعب فيه كما لو كان مفاصلة قد تكسرت .. حيث اهتز قاربنا بهزات قوية قدوما وإيابا كما لو أنه فوق دوامة تلوى دوامة ..












ولحسن الحظ لم تسقط بوصلتنا بالمياه التي ثبتناها بأحكام بالمسامير الطويلة .. ومع ذالك قد قلعتها مياه البحر وألقتها على سطح سفينتنا .. ولم نتخذ الاحتياطات لترميم صواري السفينة حيث اجتاحت جلد الصواري مياه البحر ..





وفوق هذه الاضطرابات التي تصم الأذان سمعت صوت أبي يقول لي : (( بني كن شجاعا )) وصرخ قائلا : (( أودين أله المياه .. ومرافق الشجعان .. أنه معنا .. لا تخف ))





وبدا لي أنه ليس هنالك أي أمكانيه بنجاتنا فالسفينة ثقيلة ومشحونة ببراميل المياه .. وكان تساقط الثلج سريع مما يسبب بالعمى وعدم الرؤية جيدا .. كانت الريح تهب بهبوب شديد جدا .. وكانت الأمواج كالجبال .. كانت تغرق سفينتنا بأستمرار في اعماق قاع حوض المحيط حيث كنا على وشك الهلاك ..










كانت هذه المحنة الرهيبة مرهقة للأعصاب .. وأهوالها أهوالً عظيمة .. من الترقب والخوف والجزع والعذاب المتواصل الذي لا يوصف لمدة " ثلاث ساعات متتابعة شاقة " .. ففي نهاية العاصفة أنها كانت تسير بنا وتسوقنا بسرعة شديدة الى الأمام .. ثم فجأة .. هدئت العاصفة قليلا قليلا .. وبدأت الرياح تخفف من غضبها بدرجات متفاوتة .. إلى أن أصبح الجو طبيعيا وهادئا .. واختفى الضباب عنا ..





وأبحرنا نحو الشمال وبعد مسيرنا عبرنا قناة مائية يبلغ سعتها من 10 أميال إلى 15 ميلا تقريبا .. من خلال أحزمة الجبال الجليدية .. ومن ثم نظرت الى والدي فشاهدت والدي وهوا صامتا ورابطا الحبل حول وسطه .. ودون أن ينبس بأيه كلمة .. قام وأخذ يعمل بالمضخات والتي لحسن الحظ لم تتضرر من العاصفة .. وهذا ليخفف ثقل الماء المتدفق من العاصفة بجوف سفينتنا الشراعية .. وقد أخرجناها بخلال المضخات ..





وبعد أن طرحنا الماء عن سفينتنا أخذت تبحر بهدوء .. وقد لاحظنا أن رياح العاصفة كانت تجري لصالحنا نحو الشمال ففرحنا لذالك .. فكانت شجاعة رائعة منا أن نغامر إلى هذه المناطق التي لم يتجرءا أحد على المضي فيها ..





وحينما تفقدنا قاربنا وجدنا أن مخزون الطعام على ما يرام ولا بأس فيه .. ولأكن براميل المياه المخزنة قد اجتاحتها مياه البحر المالحة .. وأصبحت غير صالحه للشرب .. وليس لدينا من مياه الشرب شيء وكان هذا " أمرا سيئا حقا " وقد شعرت بالعطش الشديد ولاحظ والدي هذا وقال : (( نحن في استئمان " أودين الله " وفي أمانه .. يا بني .. فلا تخف ولا تتخلى عن الأمل )) ..





وكانت الشمس تضرب بشكل مائل على خط الأفق ومن ثم ارتفعت مع مرور الأيام فوقنا .. كما لو كنا في جنوب خط العرض بعيدين عن " الأراضي الشمالية " .. حيث كان مدار الشمس مائل على مد الأفق وقد أصبحت مرتفعة فأني ألاحظها أنها ترتفع أعلى فأعلى كل يوم .. مع الضباب الملبد لها .. فتطل علينا من خلال السحب .. وأشعتها تنعكس على الجبال الجليدية مكونتا بذالك منظرا بديعا خلابا بالغ الجمال .. فكانت ذرآت الثلج الجبال الجليدية المنعكسة عليها أشعة الشمس كأنها ذرات من العقيق والماس والياقوت بمختلف الألوان المتعددة المنعكسة عليها .. والسماء كان لونها أرجواني .. فكان منظرا طبيعيا جميلا لا يوصف ..









الجزء الثالث : (( أكتشاف بلاد ما وراء الرياح الشمالية ))

لقد حاولت أن أنساء عطشي بانشغالي بتحضير بعض المواد الغذائية .. فأخذت وعاء فارغ لغرض أن أغسل يدي ووجهي لأخفف من عطشي .. فأخذت من ماء البحر وغسلت وجهي فحينما بدا الماء يتدفق على شفتي .. اندهشت أشد الاندهاش .. حينما أيقنت أن الماء حلو ولا يمكنني أن أدرك طعم الملح فيه .. صرخت لأبي وأنا مندهش من هذا .. وقلت له وأنا ألهث : " أن الماء حلو عذب أن المياه نقيه " فقال : (( أبي ماذا ..؟؟ بالتأكيد أنت مخطئ لقد جن جنونك وأخذت تهذي بالهذيان وليسن هنالك أرض )) فنهض والدي ليتصفح الماء على عجل .. وقال بعد أن تذوقه : (( أن الماء عذب ..!! أن الماء حلو ..؟؟ )) كيف يكون ذالك ..؟؟ أن أودين لا ينسانا .. فأخذت أنا بالبكاء لهذا الاكتشاف ..




فقد كان الماء عذب وليس فيه أية ملوحة على الإطلاق وحتى أنه ليس فيه أية نكهة من الملوحة .. وهكذا فأنا بعدما اكتشفنا الماء أخذنا بتعبئة براميلنا بالماء العذب .. لنخزنها بالقارب .. وقد أعرب أبي عن هذا " أن أودين رحمنا ووهب لنا هذا الماء "




وأضاف المؤرخ " ويليس جورج أمرسن " ليثبت هذه الظاهرة الربانية ما جاء من كتاب " نانسن " من المجلد الأول في صفحــــ196ـة ما يلي

حيث ذكر : (( أنها ظاهرة غريبة على سطح هذه المياه القاتلة .. ومن المطلوب أن يجب علينا دراستها وبحث أمرها .. مما يحدث على أسطح المحيطات والبحار من وجود المياه العذبة الحلوة حيث تكون طبقة المياه الحلوة فوق طبقة المياه المالحة وتكون هذه المياه العذبة فوق البحر وتحت السفينة بأسس وأنظمة ظاهرة وثابتة والفرق بين هذه الطبقات في هذه الحالة هوا من ناحية حجمها وسمكها .. فأنه في حين كانت المياة العذبة على سطح البحر فان المياه التي أسفلها مالحة )) ..




(( وهذه الظاهرة موجودة فعلا في البحور والمحيطات وهيا أية من آيات الله .. القدير سبحانه .. وقد ذكرها الله سبحانه في محكم كتابه )) حيث قال عز قائل :








ويمكل المؤرخ " ويليس جورج أمرسن " ما جاء مما قاله المستكشف " يانسن أولاف " حيث قال :




كنا فرحين أشد الفرح ومتعجبين من اكتشفنا لهذه المياه العذبة الحلوة الراسية فوق سطح المحيط بما قد لاقيناه من هذه الظاهرة الغريبة .. وأخذ أبي يحمد ويمجد أودين .. وكنت أشعر بالجوع الشديد فمع وجود الماء الحلو بالبحر الممتد يمكننا الآن أعداد الطعام ..




فبعدما أن استرضينا طلب جوع بطوننا أخذ نسيم الريح بالخفوت وأخذ جريان سفينتنا الخمول .. فأخذت نظره عابرة للبوصلة المغناطيسية .. فوجدت أن أبره البوصلة تضغط لفوق بشدة ضد زجاج البوصلة .. ؟؟




فاندهشت من ذالك وقلت لوالدي .. فقال والدي : (( أني قد سمعت بهذه الظاهرة من قبل .. وهوا ما يسمونه وخز غمس الإبرة )) ..




فحركت البوصلة وأدرتها لناحية سطح البحر .. من أجل أن تدور أبره البوصلة نحو الشمال وتتحرر الإبرة من التصاقها بالزجاجة .. ووفقا للجاذبية تحركت الإبرة .. وتعجبت حينما أصبحت إبرة البوصلة وأخذت تدور دورانا جنونيا .. كأنها رجلً مخمور ))..









فأصبحنا لا نعرف أين الشمال من الجنوب أو إلى أين نتجه .. وتذكرنا أن الريح فيما قبل كانت تسير نحو الشمال .. والشمال الغربي .. وبعد أن جن جنون الإبرة .. اعتمدنا على الريح التي كانت متجهه شمالا بطبيعة حالها ..




وأضاف المؤرخ "ويليس جورج أمرسن" ليُعرف بهذه " الظاهرة " قائلا : لقد ذكر الكاتب " نانسن " بكتابه عن ميل الإبرة وتأرجحها ودورنها .. في المجلد الثاني من الصفحـ 18 ــ و ــ 19 ــة ما يلي : (( أن البحار جونسون قال أن في يوم " 24 / نوفمبر " أتاني أحد مساعدي في وقت العشاء .. في الساعة 6,00 .. وهوا قلقً جدا .. وقال لي : أن إبرة البوصلة تميل وتتأرجح عند نقطة " 20 و4 درجات " وكانت بدلا من أن تشير إلى الشمال .. كانت تشير إلى الشرق )) ..




وجاء بما ذكر بـ"رحلة بيري" من الصفحـ67ـة حيث قال : (( لقد لاحظت هذه الظاهرة الغريبة اللافتة للانتباه من " تأرجح وتحرك ودوران أبره البوصلة " وانحرافها نحو الغرب .. حينما وصلت " لخط عرض درجــ37ــــة " حيث شاهدت لأول مرة ظاهرة لافتة للسلطة التوجيهية لإبرة البوصلة المغناطيسية .. حيث تصبح جاذبية الإبرة ضعيفة جدا بحيث يمكن أن تتغلب عليها جاذبية السفينة .. ولا تشير إلى الشمال )) ..




(( فهذه الظاهرة من تأرجح الإبرة ودورانها قد شهدها الكثير من الناس بالقرب من : فتحة مثلث برمودا .. وفتحة مثلث التنين التي باليابان .. وبالقطب الجنوبي وقد وثقت أمتاهات الكتب ذالك )) ..




ويمكل المؤرخ " ويليس جورج أمرسن " ما جاء مما أكتشفه المكتشف " يانسن أولاف " حيث يقول :




أخذنا نبحر على نحو سلس بهدوء .. فوق الأمواج المتقطعة .. والرياح السريعة المبهجة .. ودفئ أشعة الشمس الهادئة .. وهكذا كان الوقت يمضي يوما بعد يوم .. وقد سجلنا في ملاحظاتنا أننا نبحر منذ يـ11ــوم من انتهاء عاصفة المحيط ..




وقد كنا نقتصد طعامنا بصرامة .. ونأكل جيدا إلى حدً ما .. ففي غضون هذه الأيام استنفدنا برميل كامل من مخزون الماء .. وقال والدي : أننا سوف نملئه من مياه البحر مرة أخرى .. ولأكن لسوء حظنا وخيبة أملنا .. " وجدنا مياه البحر رجعت على ملوحتها مرة ً أخرى " كما كان حالها ..؟؟ فاستلزم ذالك حذرنا للغاية لعدم استنفاد المياه التي بمخزون السفينة ..




وفي هذا الوقت وجدت نفسي راغبا في النوم كثيرا .. على أثر هذه التجربة المثيرة من الإبحار في مياه مجهولةً عنا .. أو الاسترخاء قليلا في غرفة السفينة من هذا العناء ..




(( الدخول إلى العالم الداخلي ورؤية شمس جوف الأرض ))




فاسترخيت في مخبئ السفينة ونمت نوما عميقا .. ومن ثم أفقت وأنا أنظر إلى قبة السماء الزرقاء .. وقد لاحظت " شيئا غريبا غير معتاد" .. حيث أنه حينما كانت الشمس مشرقة بعيدا على مد الأفق شرقا .. كنت دائما أرى وألحظ فوقنا في الأفق وجود " نجم كبير" .. ونجوم في الأفق كثيرة .. وهذا على مرور عدة أيام .. حيث كان هذا النجم دائما فوقنا مباشرتا .. ؟؟ فحينما بحثت عن هذه النجوم لم أجدها ..!!




وقد كنا الآن وفقا لحسابي بتاريخ " أول آب / أغسطس " ومن الغريب أن نشعر أن الشمس مرتفعة في وسط أفق السماء .. حيث كانت تبدو لنا أنها مشرقة .. لدرجة أنه لم يعد بإمكاني أن أرى النجوم .. ولا حتى النجمة التي كانت فوقنا وجذبت انتباهي لعدة أيام ..؟؟ فشمس القطب الشمالي كانت مشرقة على مد الأفق من ناحية الشرق .. وهذه الشمس تبدو لنا أنها مشرقة في وسط السماء .. ؟؟ ولم أعد أرى أية من النجوم التي كنت أراها أطلاقا ..




ومر يومً واحد على هذا الحال .. وكانت دهشتي ودهشة والدي من رؤية هذه الشمس الغريبة .. حينما أشار علي أن أنظر أمامنا في الأفق .. حيث رأيت " شمس غريبة تبدو لنا في بادئ الأمر أنها وهمية " فقال والدي هاتفا : (( لقد قرأت عن هذا .. أنه سراب وأنعكاس للشمس .. سوف ينتهي عما قريب ))..




لاكن السراب لم ينقطع ولم ينتهي .. وضوء هذه الشمس لا يزال ينير ونراه لعده ساعات .. ولم يبدو لنا أننا نرى شمس وهمية أو سراب .. بينما كنا لا نشعر بأي انبعاث لأشعة ضوء الشمس القوية من هذه الشمس ..؟؟ ومكثنا 12 ساعة من يوم كامل لنحدد مصدر هذه الشمس الغريبة التي ظنناها وهمية ..




وكانت ملبدة بالغيوم والضباب في بعض الأحيان .. وكانت لا تشابه أي كوكب أو كويكب قدر رأيناه في حياتنا ألا في شكلها الدائري .. وعندما ينقشع السحاب والضباب عن الأفق وتنكشف لنا .. كنا نراها شمسا حمراء غامضة ذات منظر برنزي" نحاسي" يحيطها وهج منير أبيض كأنه سحابة مضيئة وينبعث منها ضوءا منير .. ينير الأرض مثل شمسنا ..










وأتفقنا أنا وأبي في مناقشتنا لتفسير هذه الظاهرة لرؤيتنا لهذه الكوكب المنير الضبابي .. أنه أيا كان سبب هذه الظاهرة فلابد من أنها ليست انعكاسا لشمسنا .. فأن هذه الشمس التي نراها لابد أن تكون (( كويكب لا نعرفه من نوعً ما )) ..




وحينما رأيت هذه الشمس .. وهي متوسطة كبد السماء .. كان شعوري جيدا بدل أن أشعر بخيبة الأمل والألم .. حيث أن الشمس أذا كانت في وسط السماء هذه يعني أننا رجعنا عن المناطق الشمالية نحو أقصى الجنوب .. لأكن شعوري كان عكس ذالك مطلقا .. فمن رؤيتي لهذه الظاهرة الغريبة أيقنت أن الشمس غير الشمس .. وسررت حينما اكتشفت ذالك .. فلا يمكن أبدا أن تكون هذا الكويكب وشمسنا هما شيئا واحد ..




وحينما أطلقت بصيري على مد الأفق لأرى هذه الشمس المتوسطة كبد السماء .. كنت أرى اثنان من الخطوط التي كانت تحيط بها مثل الشرائط .. فكل شريطة فوق الأخرى .. وبين كل منها مسافة فاصلة .. وكنت أرى فيما بينها الظلام .. ؟؟ وفي أعلى ذالك كنت أرى أربع أو خمس خطوط أفقية مثل ذالك .. حيث كانت مباشرتا فوق بعضها البعض .. بخط متساوية الطول .. كما لو كان للمرء أن يتصور هذه " الشمس البرنزية " المحاطة بهذه الشرائط التي يقبع فيما بينها الظلام ..










(( ومن تحليلي الخاص لما وصفة " يانسن أولاف " من أنه رئأة .. فأنة بلاد من أنه كان تحت فتحات منافذ "عيون الأراضين الطينية " وهذه الشمس التي رائها هي " شمس عيون الأراضين " الغاربة فيها حيث قال الله سبحانه وتعالى عنها : { حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ } وتفسير وهذه الشرائط التي رائها فيما حول الشمس .. هي طباق الأراضين .. حيث قال أنه راء فيما بينها الظلام .. وشمس جوف الأرض لابد أنها تغرب من خلال فتحات منافذ الأراضين السبع كما قال الله سبحانه وذكر في محكم كتابه .. وكما ذكرت لكم وبينت هذا بالأدلة والبراهين في موضوع " الموسوعة العلمية عن شموس جوف الأرض الداخلية الخ "










فالنكمل ما قاله المستكشف " يانسن أولاف " من الحق .. يقول "يانسن أولاف " :




وبعد مرور يومً كاملا على ذالك من مشاهدتي لهذه الظاهرة العظيمة .. لم أعد أتحمل أكثر من ذالك من الصمود .. حيث شعرت بالنعاس الشديد .. وسقطت في نومً عميق .. وبعد ذالك : أفقت من نومي وأبي يوقظني وهوا فرِح .. ويقول لي : (( يانسن قم أفق .. هنالك أرضً على مد الأفق )) ..




فأفقت لأنظر وقد شعرت بفرحة لا توصف .. فكنت أرى هنالك على المدى البعيد .. الأراضي بدأت تبرز لأنظارنا من على مد الأفق .. وكنت أرى على يميننا السواحل الرملية البعيدة التي يمكن أن أراها بعيني بوضوح .. وقد كان على طول السواحل الرملية زبد ورغوة تلاطم أمواج البحر المترددة على الساحل .. ثم أبحرنا نحو الشواطئ إلى الأمام وقد اكتست وغطت الشواطئ بالأشجار والنباتات الكثيفة .. ولا أستطيع التعبير عن شعوري من غبطة هذا الاكتشاف .. وقفنا أنا ووالدي بلا حراك من هول هذا المنظر .. حيث صلى أبي " لأودين " صلاة الشكر والثناء ..




وحين ذالك أصدنا القليل من الأسماك المتنوعة لنوازن المخزون الغذائي خشية النفاد .. وأخذت بتثبيت البوصلة بالقارب خيشة من قدوم عاصفة أخرى .. ولفت أنتباهي أن البوصلة لم تعد تدور وتتأرجح .. وأن إبرتها تشير إلى محور واحد .. كما كان في "أستوكهولم " فتساءلت ماذا يعني هذا ..؟؟ وأحذ محور الابرة يشير الى الشمال ..؟؟ لقد كنت في حيرة ماسة من هذا .. لاكني ألان متأكدا أننا الآن متجهين جنوبا ..




فأبحرنا على خط الساحل لمدة ثلاثة أيام .. ثم وصلنا على ما يبدو لنا إلى مجرى نهر عملاق أو مضيق بحري عظيم يلج إلى اليابسة .. فأبحرنا فيه وكانت الريح تجري لصالحنا نحو الجنوب .. وقد أصدتنا بسفينتنا بعض الأسماك من هذا المجرى المائي .. وأخذنا بالتوغل والولوج فيه .. وثبت لنا بعد ذالك أنه نهر عملاق عظيم وأن مياهه عذبة .. والذي عرفنا فيما بعد أن أسمة : دجلة " Hiddekel" ..




وواصلنا المسير لمدة عشرة أيام حيث لاحظنا بعد ذالك .. أن مد وجزر مياه المحيط لم تعد تأثر على مياه النهر .. حيث أصبحت راكدة .. وأكتشفنا أن براميل مخزون المياه أوشكت على النفاد .. ولم يكن لدين وقت لتجديد مياهه الشرب حيث كانت الريح مواتيه لسفينتنا وقررنا المسير والاستمرار بالإبحار ..




ويمكن أن نشاهد وننظر الغابات التي تمتد لأميال الأميال على ضفاف هذا النهر العظيم .. حيث كانت الأشجار عملاقة ذات حجم كبير جدا جدا .. ورسونا بسفينتنا على شاطئ النهر الرملي .. حيث وجدنا بعض الفاكهة السكرية المستساغة المرضية لمشكلة الجوع .. حيث خزنا الكثير منها بقاربنا ..









وكنا في " الأول من أيلول / سبتمبر " منذ خمسة شهور من تركنا لـ"أستوكهولم" حيث فجأة : أخذنا الخوف والفزغ والترقب .. من استماعنا لصوت "عزيف وصخب" وبشر يغنون على بعد مسافة بعيدة منا ..؟؟ حيث بداء يتراءى لنا بعد ذالك " بوقت قصير جدا " : سفينة عملاقة ضخمة بالغة الحجم .. قادمة من أسفل النهر متجهه مباشرتا نحونا .. وكان هذا " الصخب والعزيف والغناء " منبعثا منها .. بدت الأصوات لنا كأنها ألف صوت .. حيث ملئت الفضاء كله مع هزة النغم .. وكنت أسمع آلات وتريه لا تختلف كثيرا عن صوت القيثارة ..




فكان الأمر عجيب وكانت السفية كبيرة جدا وشيدت بطريقة مختلفة عن تشييدنا لسفننا .. وفي ذالك الوقت كان مركبنا ساكنا وليس بعيدا عن الشاطئ حيث كان بالقرب من ضفة النهر وتغطية بعض الأشجار العملاقة .. التي امتدت على ضفتي النهر لمئات مئات الأميال ..




وأخذت سفينتهم العملاقة تقترب منا حتى توقفت على ضفة النهر .. على الفور نزلوا قارب صغير على متنه ستة رجال عمالقة جدا .. حيث كان طول الواحد منهم أكثر من 14 قدم وبعضهم أطول من ذالك بكثير .. وأخذوا يجذفون نحونا حتى رسوا على شواطئ النهر الرملية ..





((صورة حقيقية .. لبعض أثار أرجل أناس عمالقة مطبوعة من العصور والدهور القديمة .. طبعها الزمان بحجر طيني )) .. سبحان الله العظيم :





جثة رجل عملاق :






أثار هياكل وجماجم وجثث عظمية لعمالقة البشر القدامى :












فنزلوا وأخذوا يكلموننا بلغة غريبة .. فكنا نعرف من طريقة كلامهم ومحادثتهم لنا : أن كلامهم سلمي ولم ينووننا بِشر .. وأخذوا يتحدثون كثيرا فيما بينهم .. وهم مائلين بظهورهم وينظرون نحونا .. وواحد منهم أعتدل ضاحكا " كأنه أحرز اكتشافا مدهشا " .. وتجسس أحدهم بوصلتنا وبدا مهتما بها أكثر من أي جزء من أجزاء سفينتنا ..






وأومأ زعيمهم علينا نحو سفينتهم .. كما لو أنه يشير علينا أن نذهب معهم .. ونستعد لترك سفينتنا لنرافقهم .. فأخذت أتساءل ..؟؟ .. فقال أبي : " ماذا عسانا أن نفعل يا بني " .. فقلت لوالدي : " لا يمكنهم فعل أي شيء أكثر من قتلنا " ..





فقال أبي : " أنهم على ما يبدو لي .. يريدون ان يضيفوننا " .. فأجبته : " أنهم عمالقة عظام .. فأنه لابد من أنهم اختاروا ستة من فوجهم كله ليأخذونا .. ويصدعوا بخبرنا في بلادهم كلها .. ويقولون : أنظروا إلى حجمها الصغير " ..




فقال أبي : (( أننا قد نكون على ما يرام أذا سرنا على طيب خاطر وهوا أفضل من أخذنا بالقوة )) .. فقال والدي وهوا يبتسم : (( لأنهم بالتأكيد قادرين على التقاطنا وحلمنا بسهوله )) .. حينئذ تحدثت أنا وأبي معهم بلغة الإشارة أننا موافقين على الذهاب معهم ..









وركبنا معهم بالقارب وفي غضون بضع دقائق كنا على متن السفينة .. وبعد الانتظار لنصف ساعة .. تم رفع سفينة صيدنا من سطح الماء بتقنية غريبة .. ووضعت على متن طائرة غريبة .. وأُخِذت لمكان مجهول عنا ..




وأبحرنا على متن سفينتهم بعرض النهر .. حيث كان السفينة تقل على متنها مئات البشر العمالقة .. وكان أسم هذه السفينة بلغتهم : " ناز" (Naz) .. حيث تعني مما علمناه بعد ذالك من لغتهم : (( بسفينة المتعة أو سفينة متعة النزهة )) ..




إذ بدونا أنا ووالدي محط انبهار وتعجب هاؤلا العمالقة .. كما أننا انبهرنا وتعجبنا منهم مثلما تعجبوا منا .. فلم يكن هنالك رجل واحد على متن هذه السفينة طوله أقل من 14 قدم .. ؟؟ وكانوا جميعهم ملتحين ذوي لحى طويلة .. وكانوا على يبدوا يقصرون منها .. وكانت ملامح وجوههم خفيفة وجميلة متناسقة للغاية .. وكان بعضهم لون شعرهم أسود وبعضهم رملي وبعضهم أشقر ..




فوجدت بشر عمالقة جدا على متن السفينة وقد كان القطبان أطول من رفاقه بكثير .. وبلغ متوسط طول النساء على متن السفينة من 11 الى 13 قدم .. وكانت ملامحهن عادية بينما كانت بشرتهن من نوع البشرة الحساسة باديا عليها وهج صحي ..





وكان طول والدي عملاق بالنسبة لي حيث كان طوله " ستة أقدام " ولم يصل ويتجاوز رأسه بالنسبة لهم إلى أسفل خط خصرهم ..











وبدا لنا أن الرجال والنساء من أخلاقهم وطريقة تعاملهم معنا .. متربون تريبهً جيدة .. وبدا لنا أن كل واحدً منهم يتنافس ويتسابق ليلاطفنا ويجاملنا .. وأتذكر كيف كانوا يضحكون بحرارة لقصر حجمنا.. حينما كان عليهم جلب كرسي لي ولوالدي للجلوس على طاولة المقابلات ..




وقد كانت أزيائهم أزيائاً جميلة غريبة جدا .. وجذابة للغاية .. حيث كان الرجال يرتدون ثيابا مطرزة .. ذات ستر من الحرير والكتان مربوطة على الخصر .. وكانوا يرتدون جوارب ذات نسيج ناعم .. تصل إلى أسفل الركبة .. بينما يلبسون بأقدامهم صنادل أبازيم مزينة بالذهب .. وأكتشفنا أن الذهب من المعادن الأكثر شيوعا وأنتشارا عندهم حيث يستخدم على نطاق واسع في التزيين وديكور البيوت ..




فقلت لوالدي : أن تعاملهم معنا هكذا والتعاطف الذي صدر منهم على "سلامتنا كأننا رجعنا الى أصلنا ووصلنا الى بلدنا " .. فقال والدي : "هذا وفاء للتقاليد .. التي ورثناها من أبائنا وأجدادنا .. ولا تزال هذه التقاليد راسخة لأجيال عديدة من جنسنا .. والذي قد قدم من بلاد ما وراء الرياح الشمالية " ..




وبعد ذالك أوكلوا بنا رجل من رجالهم .. ليتكفل بنا ويرشدنا لتعلم وفهم لغتهم .. وهو "جول جيلديا " ((Jules Galdea)) وزوجته .. لنستطيع التخاطب معهم وفهمهم وليستطيعون التخاطب معنا وفهمنا ..




وقاد القطبان هذه السفينة الضخمة بسرعة فائقة .. حيث بدأت تقطع السفينة مسارها حول النهر .. وكانت يصدر من السفينة صوت ضوضاء قوي جدا .. وكانت تبدو لنا الأشجار والنباتات أنها تسرع .. وهذا من سرعة السفينة .. فكانت تسرع بسرعة سريعة دون أية اختلال .. ففي بعض الأحيان كانت سرعة السفينة أكبر من أي سرعة من السفن التي قد شاهدتها .. وحتى في أمريكا .. فكان شيئا رائعا ..




وفي هذا الأثناء قد فقدنا البصر مما بدى لنا أنه أشعة شمس ً أخرى قد جذبت بالفعل اهتمامنا وأنفالنا .. حيث قد بدا لنا اشراقتها من الداخل .. حيث لاحظنا انبثاق أشعة الضوء من " شمسً حمراء تضيء بشعاع أبيض ويحيطها ضباب كأنه سحابه مضيئة من حولها " .. فأنه ينبغي أن أقول أنهن قمران يكشفان ظلمة دجى ليل الظلام في هذا الكيان العظيم من العالم الداخلي ..











فقد كانت هذه الشمس تشرق لمدة " 12 ساعة ".. ومن ثم تمر وتغرب .. كما لو أنها سحابة بيضاء تمر بعيدا عن الأنظار حتى تغيب وتخسف .. وبعد" 12 ساعة " تظهر مجددا لنا مرة أخرى من مشرقها وهكذا .. وقد علمنا في وقت مبكر أن هاؤلا الناس يعبدون الشمس في وقت مغيبها من الليل .. ويقولون أنه " آله الضباب الباعث للحياة للعالم الداخلي" ..




وقد تم تجهيز كامل السفينة بكل أنواع الإضاءة التي أظن أنها كهربائية .. ولاكني لا أنا ولا والدي .. نستطيع فهم كيفيه ميك****يا السفينة .. ولا حتى كيف يتم تشغيلها أو كيفية الحفاظ على هذه الأضواء الناعمة الجميلة التي تنير كامل السفينة .. التي بلغنا في حاضرنا ننير بها مدننا وشوارعنا وبيوتنا وأماكن عملنا .. حيث أني أتذكر أن في "عام 1829 " لم يكن هنالك أذا جاز التعبير من هذه الكهرباء على سطح الأرض شيئا يذكر ..




ولاستأنف سردي للأحدث التي سبقت : أن السفينة أبحرت ليومين ومن ثم توقفنا وركبنا على متن طائرة .. قال والدي بسرعة : نحن تقريبا تحت " لندن " أو تحت " أستوكهولم " .. وبعد ذالك وصلنا الى مدينة أسمها " ياهو "وكانت تدل على أنها مدينة مينائيه .. فقد كانت البيوت كبيرة وضخمة جدا وجميلة في بالغ الجمال .. فكانت مرتبه موحدة المظهر .. من دون التماثل والتشابه .. ولم أرى في حياتي أبدا مثل هذه المناظر من الذهب .. فقد كان في كل مكان .. حيث طعمت وزينت أبواب القصور والبيوت به .. وكذالك الجداول كانت مكسوة بطبقات من الذهب ..وكانت قباب المباني والصروح الضخمة العامة من الذهب .. كذالك كان يستخدم هذا المعدن في تزيين وتطعيم المعابد الهائلة ..








وبدا أن الاهتمام الرئيسي لشعب هذه المدينة هوا " الزراعة " فقد كانت سفوح الجبال مغطاة بالكروم والخضار والفواكه .. في حين تم تخصيص الوديان لزراعة الحبوب .. وقد نمت النباتات في العالم الداخلي نموا عظيما .. فكانت الأشجار والثمار أكبر بكثير مما هي علية من سطح الأرض ..





فالفاكهة بجميع أنواعها كان مذاقها أفضل ومركز ومشبع بالماء والسكر .. حيث أن عنقود العنب الواحد يبلغ طوله ( من أربع إلى خمس أقدام ) .. وبينما يتراوح حجم حبة العنبة الواحدة ( من حجم البرتقال والتفاح إلى حجم رأس الإنسان ).. فيبدوا أن نموا كل الأشياء أكبر بعالم جوف الأرض الداخلي ..




وكانت الأشجار الكبيرة للغابة التي خطت مائات الأميال والأميال على مد البصر في كل الاتجاهات .. حيث أن الشجرة الواحدة أذا قارناها بحجم شجرنا فهي .. بحجم شجرة " الخشب الأحمر" العملاقة التي توجد "بكاليفورنيا " .. وبعض الأشجار التي بالعالم الداخلي أكبر منها بكثير .. وشاهدت أيضا في اليوم الأخير من سفرنا عبر النهر على سفوح الجبال قطعان كبيرة من الماشية تمتد على مد سفوح الجبال .. فكان منظرا واسعا رائعا ..





(( صور لشجرة كاليفورنيا العملاقة ))










فمكثنا في مدينة "ياهو" لمدة سنة كاملة .. لنتعلم أحكام وقواعد لغتهم .. وبحلول انتهاء العام استطعنا إتقان لغتهم جيدا .. وهذا بصبر وفضل جهود مدرسانا "جول جيلديا " ((Jules Galdea)) وزوجته .. اللذان يستحقان فعلا الثناء على هذا الصبر والجهد .. لتعلم لغتهم وفهمها .. وقد أكتشفت أن لغة "العالم الداخلي المعتمدة " تشبهه كثيرا كثيرا في مفرداتها .. باللغة "السنسكريتية " (Sanskrit) ..

وهذه مقاطع للأستماع الى اللغة السنسنريكتية وهي لغة قريبة من اللغة العربية وتعد من أقدم اللغات المكتوبة على وجهه الأرض حيث يوجد بها أصوات ونبرات لا توجد ألا باللغة العربية أو اللغات السامية ويقول يانسن أولاف أن لغتهم تشابه للغة السنسكريتية القديمة






وأخبرناهم بما شاهدناه من الشمس حينما دخلنا لعالم جوف الأرض حيث رأينا جرم سماوي ناري متوسط السماء .. محاطا بضباب منير كأنه سحابة بيضاء .. محيطه بالشمس الأخرى المعلقة في وسط فراغ سماء الأرض .. بموجب قانون غير قابل للجاذبية الطاردة للقوة الجوية .. حيث أن القاعدة لهذا الجرم السماوي : (( أنه يتمتع بقوة مغناطيسية مضادة للجاذبية وطاردة لها من جميع الاتجاهات حيث يتمركز السماء )) ..




ومع دوران الأرض حول محور نفسها : ((تنخفض هذه الشمس حتى تغرب غربا .. و تأتي مرهً أخرى مشرقتا من ناحية الشرق )) كمثل كيفية "شروق وغروب شمسنا " على سطح الأرض الخارجي ..





وحينما يحل الليل في بلادهم نرى في السماء "أضواء وفتحات كثيرة متعددة " كمثل أضواء "النجوم" التي نراها تسطع في سماء وطننا "أستوكهولم ".. باستثناء أن هذه "الأضواء" تبدو أكبر من النجوم ومصدرها ليس نجوم بل فتحات حيث تصدر الأضواء من الأرض التي مقابلتنا ..




بمنظر من أضواء ذات وميض ساطع من خلال هذه الفتحات المتعددة ليلا حيث تبدو "أروع من كل شيء" مع الشفق القطبي الذي ينتشر في سمائهم بمنظر خلاب طبيعي لم أرى مثله في حياتي ..









(( تفسيري وتحليلي لما راه المستكشف "يانسن أولاف" من أمر هذه النجوم .. فأن الذي رأه يانسن أولاف ما هي الا فتحات في حائط الأرض المقابلة له من فوقه في أفق السماء .. حيث يكون في جوف تلك الأرض شمسا مشرقة فيما بين طباق الأراضين .. فيه فتكون طبقه بها ليل وطبقة أخرى مقابلتها بها نهار وتكون هذه الفتحات الصغيرة المنبعثة منها الضوء قادمة من شمس السماء التي بجوف الأرض الثانية كما هذه الصورة مما يدل على وجود شمس ثالثة رأها يانسن أولاف بجوف الأرض .. فالأولى هيا شمس العيون التي قال أنه يحيطها ثلاث دوائر فيما بينها ظلال وظلام .. والثانية هي شمس عدن التي ظهرت لهم فجأة ووصف شروقها وغروبها أنهن كمثل شروق شمسنا وغروبها .. والثالثة هي التي رأى ضوئها من خلال فتحات في سقف السماء ))









وبعدما أن أعطينا للمبعوثين سردا عما يستفسرون عنه .. و أجبناهم عن كل أسئلتهم .. وأخبرناهم أننا من عالم سطح الأرض .. طلبوا من والدي أن يقدم لهم جميع : ((الخرائط والوثائق لكيفية شكل سطح العالم الخارجي)) من كيفية شكل تقسم القارات والبحار والمحيطات .. وتوثيق كل أسماء القارات والبحار والمحيطات والجزر الكبيرة ..




وبعد أن فعلنا ذالك ذهبوا بنا واقتادونا "برا " إلى مقر مركز الحكومة "بالقارة الداخلية " متجهين إلى مدينتهم الكبرى "أدن" (Eden) في وسيلة نقل "متطورة تقنيا" تختلف عن أي وسليه نقل موجودة على سطح الأرض سواءا بـ" أوربا " أو " أمريكا "حيث كانت هذه السيارة بلا شكل مخترعه كهربائيا ..




وكانت تسير بسرعة سريعة جدا دون أن يصدر منها أية صوت .. بتقنية عظيمة غريبة .. حيث تقطع الطريق بتوازن مثالي دون أي اهتزاز أو ضجة .. وعبرنا التلال و الأودية وعلى جانبي السلاسل الجبلية الشديدة الانحدار .. دون أن تتعكر بتضاريس الأرض أو يصدر منها أية ضوضاء ..





وكانت مقاعدها مريحة وضخمة وعالية جدا عن أرضيتها .. وكان على رأس كل مركبة من هذه المركبات عجلات طائرة في الهواء وكذالك في مؤخرتها ومهيه كيفية عملها .. أنها تعمل على توجيه وتوازن المركبة وتخفيف وزيادة سرعتها .. بتقنية هندسية بديعة ..




حيث أعرب معلمنا " جول جليديا " (Jules Galdea) موضحا : أن هذه العجلات الطائرة تطير هندسيا بالجو .. حيث تدور بجاذبية مضادة " لجاذبية الضغط الجوي" أو ما هوا مفهوم عموما "بالجاذبية الأرضية " .. حيث أن قوة جاذبية الأرض ليس لها أية تأثير أو قيمة على "جاذبية وتحرك المركبة".. فتؤمن العجلات الطائرة المركبة من السقوط أو الانحراف عن الطريق كما لو كانت في الفضاء ..




وهذه العجلات الطائرة التي من "خلف المركبة" تدور حول محور نفسها بسرعة مهوله عظيمة "لتكسر حاجز قوة الجاذبية الأرضية" أو قوة جاذبية " الضغط الجوي " التي تثبت ((الكتل ذات الثقل على الأرض)) حيث أن هذه العجلات الطائرة تجعل المركبة غير قالبة بالتأثر بأي نفوذ قوي من جاذبية سطح الأرض أو السقوط أو الانخفاض نحو سطح الأرض .. وتعمل على تخفيف أو زيادة سرعة المركبة ..








وفي نهاية المطاف وصلنا الى مدينة ((عدن)) بغيا لمقابله "حاكمهم وهوا الحاكم على كل أرض" فأن وصف مدينة آدن هي : أنها سره الأرض وجنتها .. ومكمن وسطها .. و مهد الجنس البشري .. وجنة الله في أرضة .. مرتفعه عن الأرض .. عملاقة جناء .. مبنية فوق هضبة جبل شاهق ..




تنبع منها أربع انهار.. وكل نهر يتجه لجهة .. حيث تتقسم هذه الأنهار الاربعة بجميع زوايا داخل سطح الكوكب .. فأثنان منها متجهان شمالا .. وأثنان متجهان جنوبا .. وتسمى هذه الأنهار بالفرات (Euphrates) و جيحون gihon)) و بيسون (pison) ودجلة (Heddekel) ..




فتنبع هذه الأنهار من أقليمً واحد فيما حول هضبة ((أدن)) .. وأسماء الأنهار التي بجوف الأرض هيا نفس الأسماء للأنهار التي بسطح الأرض وحتى مصدرها واحد .. حيث تجري الأنهار منبعثة من أقليم هضبة ((أدن)) نحو زوايا الأرض الأربعة بسطح العالم الداخلي ومن ثم تخرج لسطح العالم الخارجي عن طريق المياه الجوفية ..




فلقد راءيت أنهارا عملاقة جدا لا أستطيع أن أرى مدى منتهى عرضها .. فبعض هذه الأنهار يبلغ عرضها " ثلاثين ميلا "من دون طولها .. وبعضها أكبر من " ولاية مسي سيسبي " وجميع أنهار "الأمازون " وهي مجتمعه .. وهي تجري في العالم الداخلي ..





((خريطة "يانسن أولاف" لقارات العالم الداخلي والأنهار العملاقة الأربعة ))








ويقول المستكشف " يانسن أولاف " ويقول واصفا لتضاريس سطح الأرض :




فأن تضاريس سطح جوف الأرض الداخلي "ثلاثة أرباعه يابسة" وربع واحد فقط "ماء " وان هذه الجنة هي في ((وسط الأرض)) وهي سرة وجنة جوف الأرض كله .. فقد كانت في بالغ الجمال والروعة ليست تضاهيها مدينة من مدن الأرض كلها ..




وكانت المفاجئة التي لا توصف التي أدهشتنا أنا ووالدي .. هي حينما كنا في وسط قاعة ملكية فسيحة .. حيث تبدو القاعة الملكية مرصعة بصفائح الذهب المطعمة بالمجوهرات والزخارف والتصاميم المزينة للقاعة التي تدل على غزارة ذكاء صانعها المدهش ..





فلقد قدِموا بنا أخيرا أمام "الحاكم " وأعيانه .. وأمام "الشيوخ العظام" ليرونا ويستفسروا منا ويسألونا من أين جئنا .. فقالبنا حاكم القارة .. فكان عملاقا جدا جدا .. حيث كان "أطول بكثير"من العمالقة الذين قابلناهم من قبل .. حيث يبلغ طوله ما بين " 16 إلى 17 " قدما في الارتفاع .. أو أكثر من ذالك بكثير .. فوقفنها أنا وأبي أمامه ..









(( صورة لعمالقة بابل : أن البابليون كان منهم العمالقة والأقزام ))







وهوا الحاكم على مدينة ((عدن)) وعلى كل الشعوب والبلاد التي بالقارة الداخلية .. فمدينه "عدن" تستقر بطبيعة الحال .. فوق هضبة كبيرة عظيمة شاهقة فارتفاع هذه الهضبة أسمى من أي ارتفاع لسطح "قارة "جوف الأرض الداخلية ..




حيث أن ((عدن)) مبنية في وسط وادي بديع الجمال يقبع فوق هذه الهضبة .. حيث أن هذا الوادي من أجمل الأماكن التي شاهدتها في حياتي كلها .. حيث تستقر علية جنة الأرض كلها .. ففي هذه الجنة جميع أنواع الفاكهة والخضار والزهور والأشجار .. حيث تنموا على سفوح الجبال الجميلة ..









وكنا ننظر الى مناظر بديعة الجمال والكمال غير متوقعة في هذا القصر لم أرى مثلها .. حيث وجدت سفينتنا مركونة في زاوية من زوايا القاعة بشكل مثالي .. حيث أنني عرفت أن الشعب الذي أكتشفنا حينما كنا على نهر "دجلة" (Heddekel) أخذوا سفينتنا وحملوها إلى حاكم "عدن " منذ أكثر من (( سنة كاملة )) .. وجلبوها إلى هنا ..




وقد مكثنا أنا ووالدي أكثر من ساعتين في قصر الملك .. أمام جموع وجماهير أعيان الملك .. حيث بدائنا نتحدث في جميع القضايا المختلفة .. وكان الحاكم مهتما أهتماما بالغا بنا .. ويتحرى منا الجواب على كل سؤال من الأسئلة التي يسئلناها بشغف .. وكان دائما يهتم بمعرفة جواب الأسئلة التي سألونا بها المبعوثين من قبل .. وكنا نجيب على جميع أسئلته ..




وفي ختام مقابلتنا للحاكم .. أستفسر الحاكم عن دواعي سرورنا في البقاء والمكوث بالعالم الداخلي أو الرجوع إلى عالم سطح الأرض الخارجي .. حيث قال أنه : سوف يوفر لنا رحلة العودة الآمنة من خلال حواجز الأحزمة الجليدية التي تطوق فتحتي (( منفذ القطب الشمالي ومنفذ القطب الجنوبي )) .. فأدركت حين ذاك ان للأرض فتحتين فتحة بالقطب الشمالي وفتحة بالقطب الجنوبي .. وأننا نحن ودخلنا من فتحة القطب الشمالي ..




فأعرب والدي عن شكره للحاكم وقال : ((( سيكون لك الفضل وكامل الثناء .. لو تفضلت علينا بالبقاء أنا وأبني لاستكشاف بلادكم ومعرفه شعوبكم والإطلاع على علومكم ومعابدكم وفنونكم واكتشاف غاباتكم ونبتاتكم .. وبعد هذا كله من فضلكم سوف نحاول أن نعود إلى وطننا .. الذي على سطح الأرض الخارجي .. وهذا الابن هوا طفلي الوحيد .. وزوجتي طيبة وأخاف أن تمل من الضجر من انتظارنا ))) ..




فقال الحاكم : أخشى من أنكم لن تتمكنوا من العودة إلى بلادكم أبدا .. فصمتنا عن الكلام .. فقال : وهذا لأن الطريق الى سطح الأرض الخارجي من أخطر الطرق على الإطلاق .. ولأكن يجب عليكم أولا .. زيارة مختلف بلدان جوف الأرض مع " جول جليديا " ومرافقكم الخاص الذي أوكلته بكم .. حيث تحضون بكل شيء تريدونه .. ومتى تقررون وتستعدون لرحلة العودة أؤكد لكم أن قاربكم سوف يطرح في مياه نهر "دجلة" لتعودون لأوطانكم وسوف ندعو الله لكم ..




.. وبهذا أنتهت مقابلتنا وحوارنا مع حاكم جوف الأرض ..


 


رد مع اقتباس