كل إنسان يعيش حياته كما يشاء .. بألوانها .. حلوها ومرها ، تتجاذبه ظروفها وتغيراتها ، حتى يعيش معها كأنه كرة القدم في وسط الملعب ، عندما تتلقفها الأقدام ، فتتدحرج من مكان إلى مكان ، في جميع أرجاء الملعب ، وتارة إلى خارجه ، ومرة بعيدة تهبط بين المتفرجين .
وهذا مثل الإنسان في الحياة ، تتجاذبه ظروفها فيعيش بفرح يترقبه الحزن ، ويهدد استقراره ، ويزيل بشاشته ونضارته ، وسعادة تنتظر وقت زوالها وتغيرها ، حتى تستلقي بين أحضان الشقاء والتعاسة ، وأمل عريض ، واسع الأفق كثير التطلعات ، مجهولاً مستقبله ، ونهايته ، وعلى كف القدر تسير قافلته ، وفي سجل الكتاب . وهو يعيشه رغم ذلك ونتيجته مرهونة بقوة إيمانه وتفاؤله .
ومستقبل غامض تتجاذبه توجسات الصراع بين النجاح والفشل ، والمركزية بين القمة والوسطية ، والحضيض .
كل هذه التغيرات والظروف هي ألوان الحياة التي يصبغ بها الإنسان حياته ، وبيده الفرشاة وأمامه علب الألوان ولون حياته مرهون بفرشاته ، وعلبة الألوان التي أمامه ، فالأبيض ، والأسود ، والأخضر ، والأحمر ، والأصفر ، والوردي ، والزهري ، والبني ، والبنفسجي ، واللون الرمادي .
والرمادي هو اللون الوسط بين الألوان ، وفيه جميع الألوان الحياتيه ، عوان بين الأسود والأبيض ، فليس بالأسود المحض ، ولا بالأبيض النقي ، وليس شفافاً لترى من خلاله آفاق الحياة أو خيوط الصباح ، لا إلى هذا ولا إلى ذاك ، فيه الأمل واليأس ، والتفاؤل والتشاؤم ، والظل والضياء ، والبارد والحرور . الصورة فيه غير واضحة المعالم ، ولا موثوقة المصدر ، اهتزازات تتأرجح بين الغموض والوضوح .
وورق الزيزفون هو اللون الرمادي قد يشابه عوداً آخر له اللون نفسه ، أوقريب منه ، من يراه يتأرجح بين الشك واليقين ، إذا لم يكن عالم وذو معلومة أكيدة من ذلك ، ومن لا يعرف الزيزفون جيداً ، ولهذا اخترت أوراق الزيزفون لتكون مثلاً على فرشاتي وعلبة ألواني الرمادية .. التي كانت أمامي في جملة علب الألوان حتى أتت التي أحببتها وألقيت إليها بآمالي وتوجهت إليها بتطلعاتي ووجهت إليها أحلامي أخذت الفرشاة من يدي ، ووضعتها في علبة اللون الرمادي ثم رسمت حياتي ولونتها بيديها الطاهرتين .
ولهذا صارت حياتي بلون الزيزفون ، ومن أجل ذلك اخترت أوراق الزيزفون .
مدونتي
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
,rhgj : glh`h hg.d.t,k ?!