رد: حَدَثٌ في آيةٍ . حدث في آيه يفيد بالبحث عما يحتمي به من البرد الجوااب
يقول تعالى في محكم تنزيله:
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَ سَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)
قال الزحيلي: لم يذكر البرد،لأن بيان خاصية أحد الضّدين يدلّ ضمنا على خاصية القسم الآخر، فمتى استبانت طريقة المجرمين فقد استبانت طريقة أهل الحقّ والإيمان أيضا لا محالة.
قلت: وهذه خاصية عجيبة في القرآن العظيم لا تذكر الضدان اختصاراً بلاغياً تعجز عنه الألسن الفصيحة والتعابير القاصرة ومثل ذلك قوله تعالى:
(بِيَدِكَ الْخَيْرُ) [آل عمران 3/ 26] أي والشر.
ومن المعروف أيضاً عند العرب أن الذي يقي الحر يقي البرد .
ولكن لماذا خصص ذكر الحر في الآية ولم يُذكر البرد؟
الحر هو الشائع في جزيرة العرب ومكة ذات مناخ حراري طيلة العام تقريباً. فذكر الحر أقرب لوقع النفس عند العربي ابن الصحراء من ذكر البرد الذي لا يأتي إلا في أيام معدودة معروفة.
إضافة الى ذلك فقد أُشير الى الدفء والذي هو علاج البرد في مطلع السورة نفسها (النحل) في آية (5) في قوله تعالى:
{ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } .فيكون المعنى قد اكتمل في العقول ليناسب جميع الفصول عند أهل الحر وعند أهل الثلج أيضاً والحمد لله رب العالمين.
|