الموضوع: مشاهد غامضة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-11-2013

مطلع الشمس غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
قـائـمـة الأوسـمـة
الإبداع

وسام

الحضور الدائم

كاتب شامخ

لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5126 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 يوم (07:05 PM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم : 63
 معدل التقييم : مطلع الشمس will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مشاهد غامضة




صاحبة الدلو ..
في قارعة الطريق .. تدفعني الطفولة ببراءتها لأسير لغير وجهة
لا أدري إلى أين .. تواريني شجيرات ذلك الزقاق الصغير تارة .
وتارة تنحصر عني وتتخلا ..

لقيتني .. وأنا أسير وحدي .. لا أحد يخشى علي من حوادث الطريق .
وعواقب الإهمال .. ولا يلتفت إلى تلك الطفولة الجامحة الغضة .

على ظهرها قربة مملوءة بالماء بيدها دلو به فضلة من ماء ..
استوقفتني وأنا لا أعرفها .. لم أرسم صورتها
في ذاكرتي .. لأنه ليس لي ما أفكر فيه سوى أن أجتاز ذلك الطريق
إلى أين ؟ لا أدري ..

خلعت عني ملابسي .. الرثة .. الخلقة .. ثم أقعدتني في قارعة الطريق
وأنا لا أعرفها .. ولم يسبق لي أن رأيتها من قبل .. وكيف لي أن أنظرها
وأنا مفعم ببراءة الطفولة ..

ثم سكبت علي من ذلك الدلو ماء بارداً .. في صبيحة باردة ، والنسمة
الرقراقة الآتية من الشرق .. وأنا لا أعرفها ولم أنظر إلى وجهها ..
فغسلتني من دلوها .. ثم أعادت علي ثيابي الرثة ..
وحملت دلوها فارغاً .. ثم ذهبت .. إلى أين ؟ لا أدري ..
ولم أعرفها .. ولا أعرفها من قبل .. ولكنها حتماً تعرفني ..

---------------------

القماش والدم ..
امرأة ممدة على سرير من الحجر . . ( نسميها الدكة )
حولها فتيات بملابس بيض .. ترعيانها .. وتهتمان بها ..
مدثرة بغطاء من القماش الأبيض على ما أعتقد أو ربما
أنني قد نسيت واختزل الزمن وضوح الصورة ولم يبق
منها سوى خطوط باهتة كوشم على نواشر معصم ..

وبقع من الدم لم يستطع ذلك القماش أن يمنعها من الظهور
في أنحاء متفرقة من جسدها .. لم أهتم بالأمر ولم أدر ما هو ذلك
ولم ألتفت له .. لا يهمني سوى أن ألعب بتلك البكرات الفارغة
التي ترميها تلك الفتاتان إلى جوارها بعد أن تلفا بمحتواها من شريط لاصق
على تلك الجراح التي تثعب دماً .. لأنني أرفل في براءة طفولة نقية لم أعر الأمر اهتماما ..
لا أدري ما هو الوقت ذلك الحين .. ولكن يبدو أنه عصر أحد الأيام ..

ثم بقيت مستلقية والفتاتان البيضاوان تحرصان على أن تكون بصحة تامة .
ثم توارت عني في ظروف غامضة .. لا أدري كيف ومتى ولماذا .. وإلى أين وجهتها
ولكنني لم أعرفها .. ولا أدر من هي تلك المرأة التي قد أنهكتها الجراح
ولا أدري من فعل بها ذلك .. كان ذلك في غابر الزمن .. فرحلت
وربما أنها رحلت من حياتي أيضاً .. ورحلت من حياتها .. لأنني لا أدري
من تكون ..

----------------
أخرى تمنعني الماء ..
أنا وأختي الصغيرة .. كنت أكبرها بقليل ..
لا زالت صور الطفولة تطفو على محيانا .. وتتولى ببراءتها
وسذاجتها على عقلينا الصغيرين كصغر سننا ذلك الوقت ..
عدت أنا وهي في الهجير .. وسطوت الظهيرة
والتهاب الظهيرة .. من المرعى أتينا .. عائدين أو سائرين إلى
أين .. لا أدري ..
مررنا بتلك العجوز الشمطاء .. قد حنت ظهرها السنين لا تكاد تستوي
واقفة .. تدب دبيباً كصياد ينحني بين الشجيرات ليتوارى عن فريسته ..

أخذ منا العطش كل مأخذ .. حتى كدنا أن نهلك .. وقعت عيوننا على
الماء فشهقنا شهقة الهالك من الضمأ .. وهرولنا نحوه لنبل صدانا ..
ونطفئ عطشنا .. فابتدرتنا تلك العجوز ومنعتنا الماء .. فتوسلنا إليها
أن تسقينا من فضل الله .. فأبت .. فتلاشت مراسم الفرح التي كانت قد بدت
علينا .. وانكسرت النفس العطشة .. ثم ذهبنا نبحث عن الماء لنرتوي ..
لم تمنعنا الماء من قلة به .. بل ظناً به ..

فلا سامحها الله ولا جزاها عنا خيراً .. ولا سقاها من حوض نبيه .

إلى اللقاء في مشاهد أخرى .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




lahi] yhlqm






آخر تعديل مطلع الشمس يوم 02-11-2013 في 02:05 AM.
رد مع اقتباس