فِيْ هَذَا الْوَقْتْ : هِيَ عَامٌ وَبَعْضُ شُهُورٍ مِنْ رَحِيْلِهْ
صَحَوْتُ هَذَا الْصَّبَاحْ اتَّجَهْتُ إِلَىَ ذَاكَ الصُّنْدُوقْ
وَمَزَّقَتْ كُلُ مَافِيْهِ مِنْ رَسَائِلَ وَ صّوَرْ
اتَّجَهَتْ إِلَىَ خِزَانَةِ مَلَابِسِيْ وَرَمَيْتُ مَابِهَا مِنْ ثِيَابْ
وقَصِصّتُ شَعْرِيّ
وَهَاجَرْتُ الْمَكَانْ
ظَنّاً مِنِّيْ أَنَّنِيْ سَ أَنْسَاهْ
لَازَالَتْ تِلْكَ الْكَلِمَاتْ تَتَرَنَّحُ ذِكْرَاهَا فِيْ مَسَامِعِيْ
وَ لَازَالَ هُنَاكَ بِ دَاخِلِيَّ شَيْئاً يَنْبِضُ وَ يُرَدّدُ بِ اسْمِهْ
وَلَازَالَتْ تِلْكَ الْشَرَايْيِنْ بِ عُرُوْقِيْ تَنْبُضُ بِ ذِكْرَاهْ
رَغْمَ تَبْدِيلُ كُلِّ شَيْءْ
إِلَا إِنَّهُ لَازَالَ مَعِيّ فِيْ أَفْكَارِيّ وَأَحْلَامِيَّ وَ يَقَظَاتِيّ وَ فِيْ كُلِّيَّ
وَ لَازَالَ طَيْفُهُ يُلَاحِقُنِيْ
أَنَا مَعَ صَوْتِ بُكائِيّ
وَكُوْبَ قَهْوَتِيِّ
أُفَكِّرُ مَاذَا جَرَىَ
وَ إِلَىَ أَيْنَ رَحَلْ
رَحَلَ بِ هُدُوُءْ
كَ يَوْمِيَ الْهَادِئْ
رَحَلَ بِ بُرُوْدْ
كُ أَطْرَافِ أَصَابِعِيْ الْبَارِدَةْ
وَ يَوْمِيّ الْبَارِدْ
أَنَا مَعَ حُزْنِيْ وَدُمُوْعِيْ الْحَارِقَةْ
أَيْقَنْتُ بِ رَحِيْلِهِ
أَيْقَنْتُ وَ أَيْقَنْتُ ...
وَلَمْ أَعُدْ أَيْقَنُ أَيُّ شَيْءْ
رَحَلَ كَ الْحُلْمْ
رَحَلَ وَ كَ أَنَّهُ شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ
رَحَلَ وَتَرْكَ قَلْبِاً يَصْحُوَ عَلَىَ أَهَازِيْجَهُ كُلِّ صَبَاحْ
رَحَلَ وَتَرْكَ قَلْبِاً يَتَفَطَّرُ لِ لُقْيَاهْ
رَحَلَ وَتَرْكَ قَلْبِاً يَتَرَقَّبُ حُضُوْرِهُ فِيْ كُلِّ حِيْنْ
رَحَلَ وَلَمْ يَتَبَقْىَ لَيّ شَيْئاً سِوَىْ دَمَعَاتِ الْحَنِيْنْ
رَحَلَ وَلَمْ يَتَبَقْىَ لَيّ شَيْئاً سِوَىْ الْأَوْجَاعِ وَ الْأَنِيْنْ
رَحَلَ وَلَمْ يَتَبَقْىَ لَيّ شَيْئاً سِوَىْ قَلْبِاً هَشَيْمْ
نِهَايَةْ؛،؛
يَالَيَاليّ الْشِتَا
لاتَذَّكْرِيْنِيّ بِاللّيْ رَاحَ وَلَفِىَ
لاتَذَّكُرِيْنِيّ بِاللّيْ رَاحَ وْمَاوْفِىَ
يَاليَاليّ الْشِتَا
ارْحَلِيْ بَعِيْدْ ...
وَخَلِّيْ أَيَّامِيْ كِلَّهَا عِيْدْ .
يَاليَاليّ الشِتَا
ارْحَلِيْ بَعِيْدْ بَعِيدْ ...