و أحد هذه المفاتيح و أهمها :: القــراءة
فلنُمسك بالمفتاح ، و لنبدأ أولى خطوات الرقى .
‘*
القـراءة
أول أمـرٍ وُجِّه لنبينا و حبيبنا محمدٍ صلى الله عليه و سلم :
((اقرأ باسمِ رَبِّكَ الَّذى خَلَق )) [العلق:1]
.
و هـذا دليلٌ على أهمية القـراءة و عظيم شأنها .
القـراءة
:
علـمٌ ،، و معـرفـةٌ ،، و ثقافـةٌ ،، و حضـارة .
القـراءة
:
رُقىٌّ ،، و تقـدم ،، و تنميـةٌ ،، و تطـور .
القـراءة
:
طـريـقٌ إلى الجنـة
.
فهَيَّا نقـرأ ،، فبالقـراءة نصل إلى أعلى الدرجات فى الدنيا و الآخرة .
القـراءة
:
نـورٌ يُضئُ لنا الطريق ،، و يُخرجنا من ظُلمة الجهل .
القـراءة
:
منها ما هو ‹‹ واجب ›› ،، و منها ما هو ‹‹ مُستحب ›› .
فالقـراءة الواجبـة : هى التى يتعرف بها المرءُ على أساسيات
دينه ، و التى لا غِنى له عنها فى حياته ،، و التى قد يُعاقَبُ على
جهله بها أو عدم سعيه لمعرفتها ... كعلم التوحيد ، و العبادات
.
أما القـراءة المُستحبَّـة : فهى ما زاد على ذلك ، يعنى ما تعدَّى
الأساسيات كقـراءة الشخص فى البيوع مع عدم عمله بالتجارة ،
أو القـراءة فى المواريث ، و كذلك القـراءة فى المجالات الأخرى
الاجتماعية و البيئية و الصحية و غيرها .
بالقـراءة
وصل الشيخ الألبانى رحمه الله إلى ما وصل إليه من العلم ،
و ذاع صِيتُه ، و استطاع أن ينصر سُنَّةَ نبينا محمدٍ صلى الله عليه
و سلم بإظهار الصحيح من الضعيف من الأحاديث التى رُوِيَت عنه صلى الله
عليه و سلم .
بالقـراءة
أصبح الشيخ ابن عُثيمين علّامة ، و وصل إلى ما وصل إليه
من الشهرة و العلم .. و كذلك الشيخ ابن باز ... و قبلهم : ابن حَجَر ،
و ابن تيمية ، و ابن القَيِّم ، و ابن قُدامة المَقدسىّ ، و ابن الجوزى ،
و أحمد بن حنبل ، و أبو حنيفة ، و غيرهم من كبار أئمتنا و علماءنا
رحمهم الله جميعًا ..
و كذلك ما وصل مشايخُنا المعاصرون إلى ما وصلوا إليه
إلا بالقـراءة و العلـم .
و لقد حَثَّنا نبيُنا صلى الله عليه و سلم على القـراءة ، و خاصـةً
قـراءة
كتاب الله تعالى ، فقال : (( اقـرءوا القـرآن ، فإنه يأتى يومَ القيامة شفيعًا لأصحابه )) [رواه مسلم]
، و قال صلى الله عليه و سلم :: (( يُقال لصاحب القـرآن : اقـرأ و ارتقِ
" و رَتِّل كما كنت تُرتِّلُ فى الدنيا ، فإنَّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها "
[رواه أبوداود و الترمذى و قال : حديثٌ حَسَنٌ صحيح] .
كما حَثَّ نبينا صلى الله عليه و سلم على تعلـم القـراءة و دعا
إليها ،، و جعل فِداء أسـرى بعض المشركين فى غزوة بدر أن يُعَلِّموا
أبناءَ الأنصار الكتابة .
‘*
ما الذى يجعلنى أبدأ فى قـراءة كتابٍ معين ، ثم أترك قراءته و لا أكمله ؟
و الجـواب
: هو أنه :-
1- قد يُعجبنى غلاف الكتاب أو عنوانه أو نوع الخط به و ألوانه.
2- نوع الخط بالكتاب قد يكون مُتعبًا للعين ، و قد يكون
صغيرًا جدًا ، فلا يُشجعنى على قـراءته .
3- سهولة تمزق الكتاب و انفصال أوراقه ..
4- كِبَر حجم الكتاب كأن يتعدَّى الألف صفحة .
5- وجود الأخطاء المطبعية الكثيرة التى قد تُغَيِّر المعنى ،
خاصةً فى الآيات القـرآنية و الأحاديث النبوية و أسماء الصحابة
و الأماكن و غيرها .. أو وضع علامات إعرابية غير صحيحة على الكلمات
كنصب المرفوع و جر المضموم .
1- عنوان الكتاب : بأن يكون عنوانُه جَذَّابًا ، مُوَضِّحًا محتواه ..
2- محتوى الكتاب : بأن يكون محتوىً مناسبًا ، ليس بالطويل
المُمِل ، و لا بالقصير المُخِل ، مشتملاً على الأدلة الصحيحة من
الكتاب و السُّنَّة و كلام السلف الصالح ، و كذلك القصص الواقعية .
3- أن يكون الموضوع فيما يهم الناس من قضايا و غيرها
‘*
و مما يجعل الشخص يستفيد مما يقـرأ و يخرج منه بما ينفعه :-
1- الاختيار الجيد للموضوع أو الكتاب الذى سيقرؤه .
2- أن يقـرأ فى مكانٍ هادئ جيد الإضاءة و التهوية .
3- كتابة بعض الفوائد التى يخرج بها من الكتاب أو الموضوع .
‘*
و ليست القـراءة مُقتصرة على نـوعٍ معين من الكتب أو المجالات ،
لكنْ لا بد أن تكون القـراءة فى مجالات مختلفة .. فى الدين و الطب
و غيرهما من المجالات ... و على الشخص ألا يقتصر على القـراءة
فى مجال تخصصه ، لأنه بذلك تصبح عنده أُمِيَّة فى باقى المجالات ..
فالأمية لا تقتصر فقط على الأمية الأبجدية ،، بل هناك الأمية السياسية ،
و الأمية البيئية ، و الأمية المعيشية ، و غيرها .
اجعل الكتابَ أنيسك ... فهو الذى يُعطيكِ دون أن يأخذ منكِ ،
و خـيرُ جليسٍ فى الـزمانِ كتابُ
و هو الذى يأخذكِ فى رحلاتٍ مُمتعة دون أن يطلب منكِ أُجرة ،
و هو الذى يُعَلِّمُكِ و يُكَرِّرُ عليكِ المعلومات دون ملل ، و هو الذى
يُجيبكِ عن أسئلتكِ و لا يبخل عليكِ ، و هو الذى يُحَدِّثُكِ دون تعب ،
و هو الذى يُطيعُكِ و لا يُعصيكِ ، و يُصَدِّقكِ و لا يُكَذِّبُكِ ،
و يُغنيكِ و لا يُفقرك ..
و أعظم الكتب و أجَلُّها - كما سبق و أنْ أوضحت - القـرآن الكـريـم
((كِتَابٌ أنزَلنَاهُ إِلَيكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَروا ءَاياتِهِ وَ ليَتَذّكَّرَ أولُوا الألبَاب )) [ص:29]
‘*
يقـول الشيخ : عائض القـرنى فى كتابه " لا تحـزن " :-
.
.
‹‹ قال أبو عُبيدة : قال المُهَلَّب لبنيه فى وصيته : يا بَنِىَّ ، لا تقوموا
فى الأسواق إلا على زَرَّاد أو وَرَّاق .
و حَدَّثنى صديقٌ لى قال : قـرأتُ على شيخٍ شامىٍّ كتابًا فيه من مآثر
غطفان ، فقال : ذهبت المكارم إلا من الكتب .... و سمعتُ الحَسَن اللؤلؤى
يقول : غبرتُ أربعين عامًا ما قِلتُ ولا بِتُّ و لا اتكأتُ إلا و الكتابُ
موضوعٌ على صدرى ››
‘*
و هنا يأتى سـؤالٌ مهـم ، و هـو :
هل قَلَّت القـراءةُ فى زماننا هـذا مع وجود الوسائل التقنية الحديثة من
انترنت و دشوش و غيرها ؟ أم ما زالتت القـراءةُ موجودةً و ما زال
للكتاب مكانتُه و قيمتُه ؟
و الجـواب
فى نظـرى ، أنَّالقـراءة
فى حياة الكثير من الأفراد ، و ما زال الكتاب هو المصدر الأول للعلم
و المعرفة و الثقافة عند الكثيرين ..
و بجانب الكتاب و القـراءة منه ، فإنَّ الوسائل الحديثة كالحاسوب
و الانترنت و غيرهما ساعدت على تسهيل عماية البحث و القـراءة ..
فهى وسائل تساعد فى الوصول السريع للمعلومات و الكتب