رد: استخراج قطعة "شاش" من بطن مواطنة في "حراء مكة"
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
كلما هدأت النفوس من خبر أو واقعة خطأ طبي ، أو أي شيء تتضجر منه
النفس وتأسى له ، تستيقظ من جديد على واقعة أكبر منها ، وأشنع ، وأدهى
والذي يزيد الأمر غرابة والنفس حنقاً وغيظاً أن الجهات المسؤولة لا تعير
اهتماماً لهذه التجاوزات ، التي وصفوها بخطأ طبي أو خطأ غير مقصود ، مع
أن الخطأ غير المقصود لا يقع عادة إلا نادراً إذا لم يكن مستحيلاً خصوصاً في مثل
هذه الأمور ، وإذا كانت تتعلق بأرواح الناس ، وتمس شرف المهنة ، وتجرد الفاعل
من الضمير .
والله إننا نأسف ونأسى لسماع هذه التجاوزات التي خرجت عن كونها أخطاء طبية ، وباتت
أقرب بالعمد مع سبق الإصرار والترصد بارتكاب جرائم على الملأ ، وصاحبها يعرف أن ارتكبها
وهو قاصد لها ، ثم يجد بدلاً من أن يحاسب ويضرب على يده ، يداف عنه وتبرر فعلته ويباح جرمه .
وليس هذا فحسب بل إن صاحب الحق إذا التمس حقه وطالب فيه يبقى يصول ويجول في الدوائر الحكومية
يطالب بحقه وفي النهاية يذهب عمله هباء ومطالبته سدى ، ويمكن يخرج مذنباً أيضاً .
والله إننا صرنا نتخوف ونتحاشى الخدمات الطبية ، والمستشفيات ، خوفاً من التعرض لمثل هذه
الانتهاكات الصارخة ، والإحباط بذهاب الحق يسبق الخطأ ، لأن الواحد يتوقع أن يحدث له ما يحدث
لغيره فلا يفكر في الخطأ بل يفكر كيف سيحصل على حقه وأين يجد الإنصاف .
مهازل وانتهاكات صارخة ، وقصص تصم لها الآذان ، ويندى لها الجبين ، كلما أتت واحدة لعنت أختها
لبشاعتها .
نسأل الله ألا يرينا وإياكم مكروهاً ، ولا يضعنا في مثل هذه المواقف .
حزن يخيم وأسى يأكل النفوس ، وأمل يتسرب من بين ثنايا الفشل .
بارك الله فيك ، وشكراً لك على جهودك .
|