03-25-2012
|
| | | لوني المفضل Darkgreen | رقم العضوية : 7 | تاريخ التسجيل : May 2010 | فترة الأقامة : 5469 يوم | أخر زيارة : 01-27-2025 (10:01 AM) | الإقامة : جدة | المشاركات :
6,043 [
+
] | التقييم :
63 | معدل التقييم :  | بيانات اضافيه [
+
] | | | |
أخبروني عن حضنها

يامن عشتم في تلك الأحضان ، وترعرعتم بين تلك الجنان ، أخبروني عن تلك
الأحضان ، أخبروني عن تلك الجنان ، حدثوني عن ذلك الأمان ، حدثوني عن دفئها
وحرارة صدرها في أجسادكم كيف هي حرارة حجرها ، حدثوني عن همسها وصوروا لي تقاطر دمعها ، حدثوني عن حليبها ، وعن ثديها كيف تلك الجنان ، كيف ذلك الحنان ، كيف ذاك الوئام ؟!
حدثوني عن يديها هل هما ناعمتين ، هل هما رقيقتين ، هل هما دافئتين ، خبروني عن حديثها وصوتها وهمسها وريحها ، وعبيرها ، عن بسمتها وضحكها ، عن بكائها وعن سرورها وحزنها ؟!
حدثوني عن أحضان الأم كيف هي بربكم ، تكلموا بكل شفافية حتى تبعثوا في روح الأم وتشعروني بدفئها وحنانها .
طفل فقد أمه واختطفها الموت من أمامه وأسكنها رمسها وغيب عنه صورتها وصوتها وحرمه حنانها ، فحزن ثم رسمها حتى ينام على وقع صوتها وصورتها ، ليشعر بالأمان الذي افتقده بموتها ورحيلها الأبدي ، وحق له أن يحزن وتتقطع أحشاؤه ألماً ويموت قلبه كمداً . وهذا حكم الله وقدره .
ولكن كيف بمن فقد تلك الجنان ، وحرم ذلك الحنان ، ولم يعرف تلك الأحضان وهي حية ، كيف هو بربكم ؟! يراها ولكنه لا يشعر بخلجات الحب والحنان والأمان رغم وجودها .
أخبروني بربكم كيف أنتم وأنتم تلعبون بين يديها ، وهي ترقبكم بعينيها لا تغيبون عن ناظريها ، وإن غفلت عنكم بنظرها تنقلب تلك الغفلة إلى خوف وشجون يكتظ بها قلبها ويتراكم في أعماقها حتى تعيد إليكم نظرها لتستعيد برؤيتكم الشعور بالاطمئنان عليكم .
أخبروني كيف عينيها عندما تنظرون إليها وهي مسرورة بكم وبرؤيتكم بخير أمامها كيف هما تلكم العينان ؟! ماذا ترون فيهما ، هل ترون حباً جامحاً ، وسروراً كاشحاً ، وسعادة غامرة ، هل ترون الجنان ، هل ترون أنهاراً من الحب تنهمر من عينيها .. نعم ستكون إجباتكم ( بنعم ) إذن أخبروني بربكم عن ذلك كله .
أخبروني عن عينيها عندما تتوعكون وتمرضون كيف هما وماذا ترون فيهما ؟! هل ترون طوفاناً من الهم ، هل ترون كثباناً من الغم ، هل ترون ودياناً من الأحزان ، كيف تسموعن أزيز صوتها ، وتسارع نبض قلبها ، وهل تشعرون بحرارة نهدتها ؟! ستكون إجابتكم ( بنعم ) إذن أخبروني بربكم عن كل ذلك ! أخبروني بربكم .. هل هناك حضن ينوب عن حضنها ؟! هل ينوب عنه حضن القرينة ؟ هل ينوب عنه حضن الأخت ؟ هل ينوب عنه حضن العمة أو الخالة ، أو الجدة ؟! كم أنا في لهفة وشوق إلى إجابتكم . آه وألف آه يا للوعة من يفقد الأمان بأحضان الأم . ويا لمن يفقد الحنان في حضنها . لاشك إنه بائس وأي بؤس وهي التي حرمته ذلك بإرادتها
يا له من فقد .. ويا له من كمد .
ويا لها من أعاصير تعلو في النفس وتقطع الأحشاء ، ويالها من كربة عندما نفقدهم وهم أحياء .. يالها من غربة نفقدهم برحيلهم وما أشدها من غربة بفقدهم وهم أحياء .
بارك الله لكم تلك الجنان ، ومتعكم بذلك الحنان ، ابذلوا جهدكم
في سبيل برها قبل أن تفقدونها وبعد رحيلها فلا ينقص حقها حتى
وإن ألقت ما عليها وتخلت .
ستعرفون من أنا من هذه المقالة ( فليغفر الله لي بوحي ) ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
Hofv,kd uk pqkih آخر تعديل مطلع الشمس يوم
03-26-2012 في 01:26 AM. |