كان يا مكان ، وفي كل زمان ، كان هناك ثمة مطر ! وتبدأ الحكاية !  في كل مكان في العالم ، ظهور سحاب في السماء ، يعني يوماً ممطراً رائعاً ولطيفاً ! في جدة ، ظهور سحاب في السماء ، يعني يوماً ممطراً مخيفاً وقاتلاً ! في كل مكان في العالم ، سقوط قطرات مطر ، يعني أن يخرج أحدهم مصطحباً مظلته ، ليمشي في المطر ! في جدة ، سقوط قطرات مطر ، يعني أن يخير أحدهم ، بين أن " يحبس " أو أن " يسبح " ! في كل مكان في العالم ، أول قطرة مطر ، استبشار وإعلان لفرح وسرور ! في جدة ، أول قطرة مطر ، خوف وهلع ورعب ، هروب للمنازل واختباء في الملاجيء ! في كل مكان في العالم ، هطول المطر ، تجديد للشوارع والمنازل ، وتلطيف للجو ! في جدة ، هطول المطر ، تدمير للشوارع والمنازل ، وقتل للحياة ! في كل مكان في العالم ، هطول المطر ، وقت عاطفي ليخرج كل حبيب مع حبيبته ، ممسك بيدها ، مستمتع وإياها بالمطر ! في جدة ، هطول المطر ، حبس في الرحال ، وقلق الرجال ! في كل مكان في العالم ، هطول المطر ، يعني استعداد كل عائلة للخروج ، لشم نسيم " المطر " ! في جدة ، هطول المطر ، يعني تحذيرات متكررة ، وأوامر مشددة ، بحظر " التجوال " وتقييد الحركة ! في كل مكان في العالم، ينتشل الأطفال من تحت " فرحة " المطر ، لحمايتهم من الزكام ! في جدة ، ينتشل الأطفال من تحت " خطر " المطر ، لحمايتهم من الموت ! في كل مكان في العالم، هطول المطر ، تهنئة ومباركة وفرحة ! في جدة ، هطول المطر ، تعازي وتصبير وحزن ! في كل مكان في العالم ، هطول المطر ، رفع للأيادي إلى السماء ، ولهج الألسنة بالحمد والدعاء بالزيادة ! في جدة ، هطول المطر ، رفع للأيادي إلى السماء ، بالحمد والدعاء بالتخفيف واللطف و " حوالينا لا علينا " ، ودعاء بالرحمة لمن كان ضحية للمطر ! في كل مكان في العالم ، دموع فرح ترافق المطر ! في جدة ، دموع حزن تسبق المطر ! في كل مكان في العالم ، هطول المطر ، أنهار تجري من تحت البشر ! في جدة ، هطول المطر ، أنهار تجري من فوق البشر ! في كل مكان في العالم ، هطول المطر ، ازدهار للحياة ، إشراق للنفس ، انتعاش ! في جدة ، هطول المطر ، تعطل للحياة ، زحام ، إصابة بالضغط والسكر ، ووفيات ، إنعاش ! في كل مكان في العالم ، للجسور والأنفاق هدف واحد ! في جدة ، للجسور والأنفاق ، تصبح سداً لحفظ المطر ! في كل مكان في العالم ، بعد انتهاء المطر ، يطل الجميع ، للاستمتاع بـ " قوس قزح " ! في جدة ، بعد هطول المطر ، يطل الجميع ، للتأسي على ما حصل في الأرض من ضرر ! سكت " الحكواتي " فجأة ، ليسأل وبكل براءة : ترى ، من اغتال فرحة المطر ؟! ثم سكت الحكواتي للأبد ، لأن سيلاً من جدة ابتلعه ! بينما تردد صدى سؤاله : ترى ، من اغتال فرحة المطر ؟! ترى ، من اغتال فرحة المطر ؟! ترى ، من اغتال فرحة المطر ؟!  |
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
ζJJڪhdm [J♥J]m Z