بسم الله الرحمن الرحيم
صمود ، وشموخ ، وعزة تزداد كل لحظة وكل يوم ، وتضطرد عاماً بعد عام ، في كيان ووطن يسير بشموخ ، وعزة وكرامة ، في دروبه دون وجل ولا خوف ولا تردد ، يمخر العباب ، ويرنو نحو السحاب وتشرئب رأسه نحو القمة وتتطلع نحو آفاق المستقبل الزاهر ، والأمل بالعطاء الزاخر .
كل عام تمر علينا هذه اللحظة لتستوقفنا وتوقفنا لنتأمل ونعود بذاكرتنا إلى زمن غابر ، وأزمنة ضاربة في عمق التاريخ ، لهذه الأرض المباركة ، التي عاشت الحياة كاملة ، وعاصرت شتى صنوفها ثم خاضت أحداثها وسطرت تاريخها ودونت مآثرها ومآثر أهلها بكل فخر واعتزاز ، تستوقفنا لتقول لنا عودوا يا أبنائي وحشاشة جوفي إلى تلك الأيام التي كنت أعيشها قبل التوحيد ، وجمع الكلمة ، تلك الحقبة المظلمة التي كان يعدو فيها الذئب على غنم الراعي ويأكل دانيها وقاصيها ، دون خوف من الراعي أو في غفلة منه ، وكنتم قلوباً شتى ، القوي يأكل الضعيف ، والضعيف مقتول لا محالة ، والفقير هالك بجوع مدقع ، والمسافر يسير بخطى تتأرجح وجلاً من مخاوف الطريق وهيبة من قطاع الطرق ، وخشية من الهلاك قبل الوصول بصروف الطرق ونوائب الدهر ، والنائم في بيته يترقب الليل متى تعدو عليه خفافيش الظلام ، فيهرقون دمه ويستبيحون ماله ويهتكون عرضه ، وصاحب المال قد تجمعت عليه كل فنون وأشكال الخوف والوجل ، الخوف على المال والخوف على النفس ولو يفتدي نفسه بماله كله لفعل إلا أن فيه جشع النفس وحب المال والرغبة في البقاء بهما كلهما إلا أنه ليس مخير ، والنفس أغلى من كل شيء ، فإما أن يتخلى عن ماله وينجو بنفسه ، وإما أن يقحم نفسه في الدفاع فيهلك ويذهب ماله .
تأملوا تلك الحقبة من الزمن حتى أن سخر الله لهذه البلد قائدها ومؤسسها وفتح على يديه ، حتى وحدها ، وجعلها بعون الله تعالى جسداً واحداً ، وقلباً واحداً وروحاً واحدة ، في وطن واحد ، ترفل في ثوب السعادة والعافية ، وتغدق على نفسها من ينابيع الأمن ، وتتيه في ثوب الأمان ، وتفخر بالصمود في الاستقرار الذي تعيشه ، وتأبى إلا أن يستتب ، وتضرب بيد من حديد على يد كل من يحاول أن يزعزعه أو يعبث فيه مهما كان جنسه وانتماؤه ووطنه ، ومكانته .
وتأملوا اليوم وانظروا بعين ونظرة ثاقبة وقارنوا ثم احكموا واحمدوا ربكم ، الذي أمنكم في وطنكم ، وعلى أنفسكم وأموالكم ، ثم احمدوه حمداً كثيراً على ما وهبكم من نعمة الأمن والأمان والاستقرار ، في حين العالم يتزعزع من حولكم ، وتكاد الأحداث والفتن تعصف به ، عندما أفلتوا حبال الأمن وانخرطوا في مسالك الفتن والفوضى ، فقتل بعضهم بعضاً وعادت تلك الأمم في جاهلية جهلاء ، وضلالة عمياء ، وفتن دهماء .
ثم احمدوا واحمدوا واحمدوا واشكروا الله كثيراً ولا تخربوا بيوتكم بأيديكم ، وتعيدوا وطنكم وأهليكم إلى مزالق الشر والفتن ، وظلام الخوف والوجل ، والسلب والنهب والسفك ، والجور والظلم .
دام عزك يا وطني ، ودمت بخير على مر العصور ، ودمت في أمن وأمان وسلامة وإسلام إلى يوم الدين .
هنا نكتب ونعبر عن فرحتنا بيومنا الوطني وقصة مسيرة حافلة بالنماء والعطاء .
فاكتبوا ماشئتم وعبروا عن أفراحكم وهنئوا وطنكم ومواطنيكم .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
al,o ;dhk ,tvpm ,'k ( ikh juhfdvkh uk Htvhpkh )