عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-03-2010

مطلع الشمس غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
قـائـمـة الأوسـمـة
الإبداع

وسام

الحضور الدائم

كاتب شامخ

لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5126 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 يوم (07:05 PM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم : 63
 معدل التقييم : مطلع الشمس will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي في حروفك قرأت الحزن



فاتنتي .. أين ذهبت نضارتكِ ، ولمَ كل هذا الشحوب الذي يعلو وجهكِ ، ولم هذا الضمور الذي ينخر في جسدكِ ؟!
أفي الدنيا أمر يستحق أن تضحي من أجله بحسنكِ وجمالكِ ونضارتكِ ؟
لماذا أرى الحزن والغموض يلف حياتكِ ، ولماذا لا ارى ولا أسمع إلا عبارات التشاؤم واللوم ؟

لا تتركي هذا الوجه الجميل فريسة لآثار أحزانك ، ولا تحفري علي خديك الأسيلين أخدوداً تجري فيها دموعك الحارة ، ولا تجعليها سبباً في فيضان دموعكِ الغالية ، ولا تغرقي عينيكِ في بحور دموع الحزن والأسى ، لأن كل هذا يسلبكِ نضارتكِ وبهاءكِ . دمعتكِ من يجففها إذا انهمرت ؟
لا تستسلمي للحزن والكمد فذلك يقربكِ من الهرمِ والكبر ويطويكِ في أتون الهموم والمعاناة والمكابدة .

نحن نظلم الحبَّ عندما نغطيه بدثار الحزن والأسى ، ونحرق شمعته البهية المتقدة عندما نتوجه بتاج المعاناة والهموم ، الحب ليس مساحة للحزن ، وليس مسرحاً لعمليات الشد والجذب ، والعقبة الكؤود .
الحب ساحة كبيرة تتسع لجميع المحبين ، الحب واحات خضراء وجنات غناء تحفها الأغصان الطرية ، وتملؤها الأزهار الندية ، تغرد فيها الأطيار بكل وأعذب ألحان السعادة والسرور فينتشي بها المحبون وتعيد الحياة إلى أرواحهم والنضارة إلى وجوههم ، والأمل إلى نفوسهم .
الحب نهر عذب يجري إلى غير منتهى ، يجري تحت أقدام المحبين ، معين لا ينضب ، كلما شعر المحبون بحاجتهم للتزود بالحب مدوا أيديهم إلى ذلك النهر وهم جلوس على جانبيه فاغترفوا منه غُـــرَفَ الغرام ، لتعود حياة الحب من جديد إلى حياتهم ، الحب حدائق وبساتين غناء حافلة بورود الحب ، وأنهاره وأزهاره وينعه .

الحب حياة جديدة تدخل على الإنسان فجأة فيجد نفسه في عالم آخر وكأنما الحياة قسمت إلى جزئين عالم ظاهر يعيش فيه كل الناس بصفاتهم وأخلاقهم وتصرفاتهم الخاصة ، وطرقهم المختلفة في الحياة ، الكره ، والحسد ، والبغضاء ، والتناجش ، والتنابز بالألقاب ، والغش ، والغل ، والضغينة ، والموت ، والدمار ، والعداء ، والذل ، والهوان ، والفسق ، والفجور ، والكذب ، والنفاق ، والغيبة ، والنميمة ، والغدر ، والحيلة وكل همج الحياة ، وغثائها إلى جانب الأخلاق الأخرى النقيضة .

أما العالم الآخر أو الجزء الثاني من تلك الحياة ، فهي جزء واحد فقط ، طريق واحد فقط ، الحب ، الصدق ، الإخلاص الوفاء ، التضحية ، البذل ، العطاء ، البراءة ، الود ، الرحمة ، وكل الصافت الحميدة لا تشوبها تلك الصافات في العالم الآخر وكأنما هو طريق واحد بين جدارين مفروش بالأزهار والورود يمشي فيه المحبون إلى عالم فسيح لا حدود له ولا انتهاء يتنفسون في الحب هو مطعمهم ومشربهم وحياتهم وسعادتهم وحياتهم الجديدة التي ليس لهم عنها بديل .

انفضي عنكِ يا فاتـــنـــتي ثوب الحزن وحرري كلماتكِ من قيود الأحزان وسلاسلها ، واغسلي عباراتكِ بماء الأمل والفرح والسرور ونقيها من خبث الهموم والغموم واغمريها في نهر الحب حتى تعود إليها حياة الحب وجماله ونضارته .
كلما رايتكِ حزينة تتبلد سماء حياتي بغيوم الكمد والحزن ، تعصف بي رياح أحزانكِ ، وتلفني غمار حيرتكِ ، لأنني أشعر بكِ ، وكأنما نفسكِ بين جنبيَّ تعيش ، تتحد روحي وروحكِ في الأحزان والأفراح والأشجان ، والحب ، وفي الإحساس والمشاعر وفي كل شيء حتى لكأنكِ أنا ، حتى عندما أخاطب نفسي أشعر أنني أخاطبكِ أنتِ .
ولهذا قرأتُ في حروفكِ الحزنَ .

ظˆط§ظ„%D

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




td pv,t; rvHj hgp.k





رد مع اقتباس