عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-01-2011

مطلع الشمس غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
قـائـمـة الأوسـمـة
الإبداع

وسام

الحضور الدائم

كاتب شامخ

لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5129 يوم
 أخر زيارة : منذ 6 يوم (07:05 PM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم : 63
 معدل التقييم : مطلع الشمس will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي إيه يا أنثى السماء



إيه يا أنثى السماء ..

أحاول إحيائها ، ونفخ فيها من روحي لتحيا بين جوانحي ، وتتربى في أعماقي من جديد ، وترفل بثوب حب سندسي مخضر بماء الحب ، وتراب الغرام ، ولكن الروح التي أنفثها باتت هزيلة ، والجسد لم يعد يقوى على التحامل على الهوى ، ليس ضعفاً في حب ، أو وعثاء ركض للهروب ، بل من الجفاء والهجر ، الذي أشعل النار بداخلي ، ومن ذلك الإصرار الغريب الذي ينهجه الطرف الآخر ويتمسك به ، دون مبرر أراه مقنعاً ، أو سبب يحل له ذلك .

ما أشد الوحشة التي تنتاب الإنسان وتنحشر بين أضلاعه ، وتستولي على ثباته وتبدد أمنه واستقراره عندما يجد نفسه جليس جثة هامدة ، لا روح فيها ولا حياة ، ولا جليس له إلا هي ، ينظر إليها وهي ممدة أمامه بين نسيج الكفن الأبيض ، كأنها تتحدث إليه وتنبئه عن الموت وعن حياة أخرى سيتوجه إليها في يوم ما ، فتزداد الوحشة وتستحكم عليه حتى يتخيل مصرعه وينزل إلى قبره بنفسه وهو غارق في تفكيره وتصوير المستقبل الغامض .

ولكن جثة الحب عندما تكون محمولة بين الشراسيف ، ميتة حية ، أتخيلها نصفين نصف ميت والنصف الآخر حي يتعذب بالنصف الآخر ، لا تبدو عليها علامة الموت كما هي الحال على ثجة حقيقية لجسد حقيقي ، بل لها نسمة وذبذبات تؤثر على الروح والجسد وتبعث في الداخل حنيناً يعتصر القلب والنفس تعززه صيحات الألم والأنين .
تبقى ساكنة بشموخ في الأعماق تعيش وهي ميتة ، وتعذب وهي ميتة ، وتنبعث كل حين في عرصات الروح وتحشر الذكريات المؤلمة ، والحزينة ، والسعيدة وكل طقوس النفس التي تتعاقب عليها في كيانها ، فتصبح تلك التغيرات والطقوس مطارق أشد وأثقل من زبر الحديد ، وصلابة القطر ، وحرارة الرصاص الذائب .
وحق للنفس أن تنبعث منها أبخرة الحريق المتصاعدة المخلفة روحاً من الرماد ، وجسداً متهالكاً وقوى خائرة ، وعظاماً نخرة .
الموت البطيء ما هو سوى زيادة في العذاب إن نهاية فناء وعدم ، ثم تراب يعود إلى باطن الأرض وفيه راحة هناك ، ولكنه أشد وطئاً عندما يكون موتاً بطيئاً حتى تحجرش النفس وتبلغ الحلقوم ثم يستصيغها الإنسان مرة أخرى فتعود إلى أطراف أصابعه من جديد ثم تعود مصعدة في الجسد حتى تصل إلى الحلقوم مرة أخرى ، فلا تجد منفذاً فتبقى متأرجحة بين أصابع القدم والغرغرة في الحنجرة بربكِ أليس ذلك أشد عذاباً وأشد وطأة ؟!
والأشد من ذلك عندما تكون تلك اليد الحانية ، والروح التي سكنت في الجسد والتحمت مع الروح يوماً ، والأدهي من ذلك عندما يكون المسبب لذلك موجود وينظر إلى تخبط الآخر ومصارعته للموت كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، يعالج روحه متمنياً موتاً حقيقياً مريحاً .
---------------

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




Ydi dh Hken hgslhx






آخر تعديل مطلع الشمس يوم 03-01-2011 في 07:06 PM.
رد مع اقتباس