|   رد: هل الفضفضه..علاج..ام .. ثرثره ؟؟ 
 
         فضفضة . سأتناول هذه الكلمة من حيث المعنى قبل أن أدلي برأيي في الموضوع وماذا يمكنني أن أسميه .
 
 الفضفضة : سعدة الدرع والثوب والعيش .  فدرع فضفاضة يعني واسعة ، وثوب فضفاض .
 قال عمر بن معد يكرب :
 وأعددت للحرب فضفاضة كأن مطاويها مبرد . أي أعددت للحرب درع واسعة فضفاضة .
 وقميص فضفاض أي واسع .
 وفي حديث سطيح : أبيض فضفاض الرداء والبدن ، أراد واسع الصدر والذراع ، فكنى عنه بالرداء والبدن ، وقيل أراد كثرة العطاء .
 
 قال ابن سيرين : كنت مع أنس في يوم مطر والأرض فضفاض أي قد علاها الماء من كثرة المطر  .
 وفضفض الثوب والدرع أي وسعهما .
 قال كثير : فنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيَّةً، فأَعادَها غَمْرُ الرِّداءِ مفضفض السربال .
 والفَضْفاضُ: الكثيرُ الواسعُ؛ قال رؤبة: يَسْعُطْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ وعَيْشٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ.
 وسَحابةٌ فَضْفاضةٌ: كثيرة الماء.
 
 جارِيةٌ فَضْفاضة: كثيرة اللحم مع  الطُّولِ والجسم؛ قال رؤبة: رَقْراقةٌ في بُدْنِها الفَضْفاضِ الليث: فلان  فُضاضةُ ولد أَبيه أَي آخرهم؛ قال أَبو منصور: والمعروف فلان نُضاضةُ ولدِ  أَبيه، بالنون، بهذا المعنى. الفراء: الفاضّةُ الدّاهِيةُ وهنّ الفواضُّ.
 ولم أجد في قاموس اللغة بأن كثرة الكلام أو البوح والتحدث عن ما يكمن في النفس من المتاعب من الفضفضة ، ومعلوم بأن كثرة الكلام يعتبر من ( ثرثرة ) .
 
 الثرثرة :
 الثرثرة  في الكلام: الكَثْرةُ والترديد، وفي الأَكل: الإِكثار في تخليط. تقول: رجل  ثَرْثارٌ وامرأَة ثَرثارَةٌ وقوم ثَرْثارُونَ؛ وروي عن النبي،صلى الله  عليه وسلم، أَنه قال: أَبْغَضُكُمْ إِليَّ الثَّرْثارُون  المُتَفَيْهِقُونَ؛ هم الذين يكثرون الكلام تَكَلُّفاً وخروجاً عن الحق.
 وبناحية الجزيرة عَيْنٌ غزيرة الماء يقال لها: الثَّرْثارُ.
 والثَّرّثَرةْ: كثرة الأَكل والكلام في تخليط وترديد، وقد ثَرْثَر الرجُل، فهو ثَرْثارٌ مهْذارٌ.
 
 البوح :
 البوح : ظهر الشيء .. وباح بالشيء أظهره
 وباحَ ما كَتَمْتُ، وباحَ به صاحبُه، وباحَ بِسِرِّه: أَظهره.
 ورجل بَؤُوحٌ بما في صدره وبَيْحانُ وبَيِّحانُ بما في صدره، معاقبة وأَصلها الواو.
 وفي الحديث: إِلاَّ أَن يكون كُفْراً بَواحاً أَي جِهاراً .
 
 وأنا أعتقد بأن ذلك المعنى الذي نطلق عليه ( فضفضة ) مجازاً ما هو إلا ثقة في الشخص المقابل أو الذي نتكلم معه فنبدي له ونفشي ما في داخلنا لعل ذلك يسهم في التخفيف عنا مما نجد من هموم ومتاعب نفسية ، أو وسيلة للهروب من همومنا لعلنا نجد في كلام من نتحدث إليه ونبوح له بأسرارنا ما يخفف عنا ويسهل علينا ما نجد من معاناة ، كالتحدث مع الطبيب ( شكوى المرض ) في شرح لمعاناتنا عسى أن نجد الترياق لها .
 
 إذن : من وجهة نظري الشخصية وحسب ما تبين لي بعد البحث عن مفردة ( فضفض ) في القاموس لم أجد أنها تشير إلى كثرة الكلام أو إظهار كوامن نفوسنا أمام الآخرين ولم تدل عليه .
 فهي بوح ناتج عن ثقة متبادلة بين شخصين يخفف أحدهما عن الآخر عندما يتبادلان الحديث عن مشكلة معينة ويزيح الستار عن شيء من أسراره لمن يثق به .
 
 موضوع شيق ورائع أخي عابر سبيل ، والنقاش فيه قد يظهر ويكشف لنا آراء متعددة وتصور كل شخص له بحسب مفهومه له .. وهذه وجهة نظري الشخصية وليس بالضرورة أن يوافقني بها آخر .
 شكراً جزيلاً لك وتقبل تحياتي .
  ![]()  |