غياب الحافز أثر على عطاء المنتخب السعودي
جدة: يُمن لقمان 2011-01-24 2:24 AM شدد أخصائيون نفسيون على أهمية الحافز والدافعية في بناء أي منتخب يدفع للمنافسة بقوة على البطولات الكبيرة، وذلك في معرض تحليلاتهم لسيكولوجية لاعبي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عقب الظهور الباهت لهم في نهائيات كأس أمم آسيا، محاولين الكشف عن الخلل الذي أفقدهم اللعب بمستوى مشرف، وحجب بروزهم نجوماً بين نظرائهم في مثل هذا المحفل القاري الكبير.
وعقد هؤلاء الأخصائيون مقارنات لبيان أسباب تألق نجوم المنتخب في الماضي، وتراجعهم في المشاركة الأخيرة، معيدين الأمر لاختلاف الدافعية بين الأجيال التي تعاقبت على المنتخب.
ورأى الأخصائي النفسي، عضو شرف نادي الاتحاد سابقاً الدكتور حاتم سعيد الغامدي أن "كل لاعب يمتلك دافعية داخلية تتمثل في حب الكرة وإثبات الذات، وأخرى خارجية كالحوافز والمكافآت".
وأضاف "في الماضي كانت عقود اللاعبين متواضعة مقارنة بالأرقام الفلكية للاعبين الحاليين، ما يعني أن الدافعية الداخلية كانت أقوى، لهذا كان اللاعب يظهر قدراته ويبرز مهاراته بالشكل الأمثل، أما الآن فقد اختلف الوضع لأن صناعة اللاعب أصبحت لا تقدمه كمبدع بل كمجرد لاعب عادي".
وأوضح أن السبب يكمن في معايير الاحتراف التي باتت ورقية هذه الأيام، فيقول "ما لدينا ليس الاحتراف الحقيقي لأن اللاعب المحترف فعلياً هو الذي يقدم جل وقته وجهده لصالح فريقه بينما لاعبنا في المملكة لا يتمرن سوى ساعات قليلة بل ويتذمر من التمارين الصباحية ولا يتواجد في النادي كما كان اللاعبون السابقون، حيث يظهر اللاعب حالياً أثناء التدريبات فقط، كما أنه يعاني أيضاً من عدم مراعاة التغدية السليمة وتجنب السهر والتدخين، وهذه مشكلة مسؤوليتها مشتركة بين اللاعب والنادي والمجتمع والإعلام وأنظمة الاتحاد السعودي.. نحن نحتاج إلى الاحتراف الفكري الذي يغير عقلية اللاعب نحو كرة القدم وهذا لا بد أن يبدأ منذ مرحلة البراعم والناشئين والشباب ليتعلم اللاعب كيف يبذل قصارى جهده".
وتابع "لاعبونا لم يحترفوا خارجياً لأنهم لا يتحملون الضوابط الاجتماعية في الغرب والبنية الجسمانية ونمطية التفكير وهذا ما أثر على جاهزيتهم ولياقتهم".
واستطرد "هناك خلل آخر تفرضه الأنظمة فاللاعب السعودي يتقاضى مكافأة فوز مع المنتخب قدرها 800 دولار ومكافأة تعادل 300 دولار، فيما السوري والأردني يتقاضيان للفوز 1500 دولار، وفي المقابل تقدم الأندية للاعب السعودي ملايين كمقدم عقد ورواتب ومكافآت فيصبح ولاؤه لها أهم لمستقبله، على عكس الأردني والسوري الذي لا يتجاوز مقدم عقده الـ100 ألف دولار ويجد في المنتخب دلالاً واهتماماً ومكافآت لا توفرها الأندية لذلك يكون ولاؤه للمنتخب أكثر".
ويكمل "علينا أن نفهم أن التباين بين ما تقدمه الأندية والمنتخب يخلق حالة من القلق لدى اللاعب على مستقبله، فيخاف من ضياع كل الامتيازات التي يوفرها له النادي مثل المال والشهرة، فيما أنظمة الاتحاد السعودي لا تجزل له العطاء المادي وحتى المعنوي".
ويربط الغامدي قوة المنتخب بقوة الدوري، فيقول "الدوري القوي هو الذي يؤدي إلى منتخب قوي، الآن الدوري الأردني والدوري السوري أقوى من دورينا. لهذا لا أشكك في ولاء اللاعب بل في أنظمة الرئاسة العامة لأن الأمن الوظيفي مهم، ويجب تأمين حقوق اللاعب إذا تعرض إلى إصابة باستمرارية مزاياه لضمان ولائه، لهذا يجب أن نعمل على تغيير النظام بما يتكيف مع أوضاعنا، أيضاً أنديتنا متدهورة وأراضيها تبرعات من وزارة الشؤون البلدية والقروية، نادي الوصل الإماراتي لديه وحده تسعة ملاعب، الناس تتقدم ونحن لا نفعل، تخيلوا أن لاعبي المنتخب الياباني بدؤوا يتدربون فور انتهاء مباراتهم أمام قطر في المساء، هؤلاء لديهم رؤية ورسالة وهدف بينما نحن لدينا مال كم تعطيني لأعطيك".
ويصف الغامدي هرم الحاجات بأنه يبدأ بالغذاء والماء ثم الحاجة للإحساس بالأمان ثم تحقيق الذات، فيقول "إذا كان اللاعب السعودي يفتقد إلى الأمان الوظيفي من خلال عقده فهذا لن يساعد في النجاح، أضرب مثالاً بنجم الاتحاد نايف هزازي الذي أصيب في مباراة ودية مع المنتخب السعودي فابتعد عن الملاعب ثمانية أشهر أثرت على حياته وهو صغير السن يحتاجه ناديه ومنتخبه فيشعر الآن أن (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)".
ويأمل الغامدي بألا يحصل اللاعب على قيمة عقد كبيرة إلا وهو يستحق هذه المكانة، ولكي نحصل على لاعب مختلف، لا بد أن نغير حساباتنا في أنظمة الاحتراف لأنها لا تمثل الاحتراف إلا على الورق، وحبذا لو تم إرسال لاعبين إلى أندية خارج المملكة ليكتسبوا فكراً احترافياً حقيقياً.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
hglghddk ,hghpjvht ,hgq,hf' rh]j gj,hqu hgHoqv