الموضوع: رسائل مجهولة .
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-16-2011

مطلع الشمس غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
قـائـمـة الأوسـمـة
الإبداع

وسام

الحضور الدائم

كاتب شامخ

لوني المفضل Darkgreen
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5126 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 يوم (07:05 PM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم : 63
 معدل التقييم : مطلع الشمس will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رسائل مجهولة .



ليس تلك الرسائل المجهولة أو الغامضة غموضاً بحتاً ، أو تصدر إلى مجهول مظلم ، لا وجود له إطلاقاً ولا رسم ولا خيال ولا طيف ..
بل هي الحروف والكلمات التي تنبع من العمق ، تستنفر العقل والفكر ، وتستوعب الوقت والزمن ، ثم تخرج منطلقة من عمق دافئ بالمشاعر ، والأحاسيس المرهفة ، لا لتذهب إلى الفضاءات وتتوه في نواحيه وأطرافه الشاسعة ثم تذهب سدى ، بل تخرج بحثاً عن روح ذات جسد ، لها كيانها وحياتها ورسمها وصورتها ، وصوتها ، ومشاعرها ، هي في جسد إنسان حاضر غائب ، موجود في مكان ما من هذا الكون ..

ولكن كيف تكونت علاقة حب معه ؟! وكيف اندمجت الروحان معاً وتأسس حب قوي ، له ذكريات ، وأطلال ، ولقاء ، وعتاب ، وتبادل لمشاعره بين الطرفين ؟!

لم يكن عبر النظرة الأولى الساحرة .. ولا من خلال صوت رخيم يسلب اللب ويسحر السمع ، ولا من خلال وصف دقيق عابر من طرف آخر فتبعته النفس وانقادت له وتجاوبت مع روعته ووضوحه وتميزه في الوصف وبراعته ..

كان من خلال الحرف .. والكلمة .. الوسيلة في ذلك الأثير هو الواسطة التي وصلت بين روحين في جسدين متباعدين ، تفصلهما الحدود الزمنية والجغرافية ، فكان سحر الكلمات هو رابطة الحب .

ومن هنا كانت الرسائل إلى المجهول ، المجهول في الرسم ، والصورة ، والملامح الحقيقية التي الملموسة ، فكان دور الخيال هنا والتصوير من خلال إغماضة في نوبة من التأمل التصويري ، للطرف الآخر ، فما إن تنتهي تلك الإغفاءة المقصودة ويعود الفكر ويذهب الخيال ، إلا بعدما تكونت صورة جميلة زاهية لم يسبق لها مثيل ، فتستقر في الخيال وتترسخ وعليها ترسو قواعد الحب وتتكئ ، وتثبت أركانه .

ولذا فهي رسائل إلى مجهول المعالم والصورة الحقيقية دون التصور والتصوير الفكري الذي يتكون من خلال تحليل سطحي افتراضي للشخصية الغامضة المقابلة ، أو التصوير المؤقت إن صح التعبير وقد تأتي الصورة الحقيقية كما رسمناها في الخيال أو قريبة منها لحد بعيد .
ولكنها شخصية موجودة في الواقع ، وفي مكان ما كما أسلفت ..

أنا أكتب تلك الرسائل ولدي إيمان بأنها تقرأها ، وتتحرك بحروفها شفاهها ، وتتسلل عبر سطورها وتتردد بين معانيها وتستشف من خلالها مدى الارتباط الروحي الذي يربطنا ، أو يربطني بها على الأقل ، وتؤمن بأنها تنبع من أعماقي العميقة ، وأماكني السحيقة ، لأنني لا أكتبها وحدي ، مجرد إمساك بالقلم وتهيئة للورقة ، كتابة مجردة ، بل أنا أكتبها وكل حاضر فيها ، موجود في الحدث كياناً ، وروحاً ، وقلباً ، وقالباً ، ومشاعراً وأحاسيس وانفعالات ، حتى أندمج وأغيب في تأثيرها ، وأحداثها ، وانفعالاتها ، فتكتب معي الجوارح ، وكل شيء في روحي وجسدي ونفسي .

أستحضر كل معاني العاطفة ، وكل شروط الحب ، ومقوماته ، فأكتب فتتدافع الكلمات على بابي وتحتشد الأفكار في ركابي ، وتسير معي وتفي لي برغباتي ومطالبي فتخرج كلمات صادقة ، ورسائل معبرة عن مدى الإيمان والصدق .

أنا مؤمن بأنها موجودة وحاضرة في كل حروفي ومدونتي ورسائلي ، ولكنها تتوارى عني وتبتعد عني متعمدة ذلك ، ولكن لا أدري عن السبب ..

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




vshzg l[i,gm >





رد مع اقتباس