الموضوع: لاتحــــب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2011   #8



الصورة الرمزية مطلع الشمس
مطلع الشمس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (07:05 PM)
 المشاركات : 6,040 [ + ]
 التقييم :  63
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي رد: لاتحــــب



لا تحب ..
أولاً دعيني أهنئ أنفسنا وهذا المنتدى بقدومك وبقلمكِ المبدع ، فهنيئاً لنا
ثم اسمحي لي أن أدلو بدلوي في هذا الموضوع ولو أنني لا أستطيع أن
أجاري روعته والقيمة الإبداعية فيه فأرجو أن تلتمسي لي العذر في ذلك

فلسفتي في الحب
لدي فلسفة شخصية ونظرية افتراضية للقلب وعوامل النفس بالنسبة إليه
فأنا أتصور أو أشبه القلب بالأرض تماماً في تضاريسها وطقوسها ومناخاتها
كأنه يتكون من مساحات فارغة وشاسعة لها أشكال مختلفة لا أستطيع أن أصفها
هل هي مربعة أو دائرية أو مضلعات ولكنها تختلف بطبيعة الحال باختلاف تخصيصها ، ولكنني
أستطيع أن أقول بأن تلك الأشكال هي المتغيرات التي يمر بها الإنسان والمشاعر التي
في داخله أو تتولد لديه ويكتسبها ، كالحب ، والكراهية ، والبغض ، والتسامح ، والمزاجية
والعواطف ، وأساليب تعايشه مع الحياة والناس . .. إلخ .

و هو الذي يملأ تلك المساحات بنفسه مستدلاً أو منقاداً بظروف الحياة وأسلوبها
وقد يتجاوز هو وينهج أسلوباً خاصاً به مخالفاً أسلوب الحياة المعتاد وفي هذه الحال قد يعزو
ذلك إلى القدر والمكتوب عندما لا يعجبه ذلك النهج الذي نهجه ومن المكتوب على الجبين
ولكنه غير واثق من رؤيته واعتقاده بل يخالط تفكيره نوبات من اللوم والندم وعبارات ( ليت .. ولو )
التي لا تزيده بطبيعة الحال إلا ندماً وحسرة - هكذا هي الطبيعة البشرية تسرع ثم حكم ثم ندم - ومن
تلك المساحات الكبير والضيق وما هو في المنبسط من ساحة القلب أو المرتفع من تضاريسه ، فما كان من مشاعرنا
ومتغيرات حياتنا سهلاً فهو سيكون في المساحة المنبسطة من أرضية القلب ، وما كان صعباً فهو من المؤكد
سيكون في أعالي وقمم أرض القلب ، ووصولنا له سيكون بمشقة وتعب مما يدعونا لزيادة نشاطنا واستنفار
كل طاقاتنا وتسخير مشاعرنا وأحاسيسنا إليه كي نصل إليه في القمة - والصعود صعب بطبيعة الحال ..

وأعتقد أن الحب ليس ضمن المساحات المنبسطة أو في سهول القلب ولكنه في القمم ، وهو بالضرورة
مقسم وأنواع عدة فمنه ما هو فطري مولود مع الإنسان وهذا ليس حديثنا أو اهتمامنا ، لأننا نعيشه دون
أن نفكر فيه ولكن الجانب المقابل هو المعني بميزانه ومكانته من نفوسنا .

أما الحب الآخر العاطفي وأعتقد أن هذا النوع من الحب موجود في كل قلب ولكنه في مكان ناء منه
كالعلامة المائية غير واضح المعالم للشخص نفسه وقد يمر على خاطره ويسمع عنه ويسمع الناس يتحدثون
عن المحبين والحب بأساليب مختلفة ولكنه لا يجد أنه يتحرك في داخله لأن المحرك له أو المؤثر الذي
سيوقظه لم يأت بعد لذا فهو يسمع عنه وربما لا يلقي له بالاً وربما يستهجن تصرفات المحبين وتعذيبهم
لأنفسهم بنيران الحب ..

وبهذا أصل إلى نظرية شخصية قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة وهي وجهة نظر فقط وهي أن الحب الذي نهرب منه عندما لا نعرفه ، ثم نبحث عنه
ونسعى إليه عندما نجده رغم عذابه وقسوته ، وويلاته يحتاج إلى المؤثر وهو الشخص المحفوظ له فيمسح بيده على تلك
العلامة المائية ويبينها ويحدد معالمها حتى تبدو واضحة زاهية أمام الطرف الثاني فينظر من ألسهل إلى القمة
فيرى أن تلك المساحة قد تحددت وبانت له في أعلى القمة فيشخص ببصره إليه ويتجه قلبه وكل مشاعره فلا يجد بداً من الصعود ، وكأنه مسحور بلا وعي منهجي ومن هنا تنشطر حياته إلى شطرين ، عهد قديم قد مضى ، وعهد جديد مع الحب ، فيسعى جاهداً للوصول إلى القمة ليسكن في تلك المساحة باحثاً عن الرسام الذي وضح له حدود تلك المساحة التي كانت منزوية عن حياته ..

أعتقد أنه لا مجال للهروب من الحب بعدما ينغرس في القلب وتتضح معالمه وترسم على جدار القلب ، فلم يعد علامة مائية يمكن تلافيها أو عدم تبينها فقد أصبحنا نبحث عنه بعدما كنا نهرب منه دون شعور لأنه قد طغى على كل تلك المساحات وحيت مساحة الحب على حساب مساحاتنا الأخرى فكأننا نهمش أجزاء من حياتنا لصالح الحب ونوليه الجزء الأكبر من حياتنا واهتمامنا ..

سيدتي أعتذر لك على الإطالة في هذه الفلسفة الشخصية ، ولكن كان موضوعك أدبي رائع
وقلمكِ فذ بارع ، لا أستطيع مجاراته لكن هي مشاركة عسى أن تنال استحسانك وترقى إلى
جزء يسير من موضوعك .

شكراً لك على طرحك الرائع ويراعكِ الفذ ، وموضوعك غزير المعاني


 

التعديل الأخير تم بواسطة أبو خلدون ; 01-14-2011 الساعة 11:32 AM

رد مع اقتباس