تسحرنا الغيوم وترهبنا عندما تتكثف في جو السماء الواسعة محملة بالغيث ، غيث القلوب
وغيث الأرواح وغيث الحياة بأسرها ، تشرأب إليهاعنقي ، واستشرفها كلما رأيتها قادمة من
مكان ما في الكون ، أتبعها ببصري ويهفو إليها قلبي وتسكن بجوارها روحي ، وربما سيكون
في صعقها قدري ومن برقها انقضاء أجلي .
ليست هذه مُــــدَوَّنـــةٌ خاصة ، ولكنها خواطر جاشت ، واستنطقها القلم ، وجرى بها وأغرق صفحاتها وابل من العبرات وعلا النحيب وأجهشتُ به حتى كادت أضلعي تتكسر من تمددها في الأديم ، وكاد الأديم أن يتشقق من تمدد الضلوع عليه من هول النحيب .
فيا ترى أمقدر علي أن أعيش هكذا منذُ خلقتُ ، إلى أن أوارى تحت الجنادل والثرى ؟
نعم إنه قدري هكذا رفعت الأقلام وجفت الصحف ، وكتب علي في الأزل هذا وقد رضيت بقدري |