عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-27-2010
صمت الطريق غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 92
 تاريخ التسجيل : Oct 2010
 فترة الأقامة : 4971 يوم
 أخر زيارة : 08-07-2013 (01:30 AM)
 الإقامة : مكة
 المشاركات : 548 [ + ]
 التقييم : 80
 معدل التقييم : صمت الطريق will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عشق خيوط "العنكبوتيه




ما هو الإدمان؟
هو أن تدمن عادة ولا تستطيع الفكاك عنها ، فتستحوذ علي تفكيرك وحواسك وتسيطر عليك فلا ترى غيرها ولا تعلم سواها.
وتنسى ما عداها ، فتفرط في مسئوليتك وتقصير في عملك دون أن تأبه لذلك أو تحس به، بل لا تجادل في أنها مقدمة علي كل شيء.
إن هذا هو حال زوجي مع هذا القادم الجديد
"الأنترنت"
إذن زوجي مدم؟ ولكن هل يحتاج إدمانه إلى علاج؟ وأين؟
إنني لا أكاد أجده طول اليوم إلا متسمراً أمام شاشة الجهاز يداه تعبثان بالفأرة يضغط ويضغط، يتصفح المواقع ويخترق الحواجز ويغوص حتى قمة رأسه وكأنه يعيش عالماً آخر، فهو معنا بجسمه ولكن روحه وعقله ليسا معنا، حديثه عن الإنترنت وتفكيره فيه ، يجلس علي الغذاء ويفتتح حديثه عنه، عن المواقع التي زارها ، عن الروابط الكثيرة التي تعرف عليها ، عن أشياء اكتشفها فيه.. وحين أهم بالحديث عن أمر مهم أو حاجه ملحة يقول وهو يومئ بيده "أجليه إلى حين"
في السابق كان يذهب إلى المقاهي ليكتشف الإنترنت يمكث الساعات تلو الساعات ولا يعود إلا وقد ثقل رأسه من التصفح والمطالعة والمحادثة فيرمي هذا الثقل علي الوسادة ليخف ويرتاح فلا يريد إزعاجاً ولا لعباً ولا همساً !!
كان الوضع مملاً والحال لا يطاق ، يخرج من البيت بعد العصر مباشرة ويغلق الجوال إيذاناً بعدم الإزعاج أو التحري ، شؤوننا معطلة حتى إشعار آخر ، تواصلنا مع الآخرين منقطع ، حديثنا معه وجلوسنا ملغي ، فهو أب وزوج وقف التنفيذ !!
قلبت النظر في هذا الوضع ، وظننت أنه لو كان هذا الجهاز في بيتنا لما خرج زوجي منه ، ولا ستطعت التحكم في بعض الأمور كالوقت والمدة ، ولربما كسبت بعض الأشياء فأشرت عليه براء حاسب آلي في البيت يكون لنا جميعاً نستفيد منه .
فكنا في هم واحد وصرنا في همين !!
فهو عندنا في البيت لكنه بعيد كالنجوم لا نستطيع محادثته والجلوس معه فضلاً عن التقصير في مهامه ومسؤولياته ، إذ لم يعد له هم إلا الإنترنت ، يعود من العمل ليأخذ قسطاً من الراحة ، ثم يخلو مع الإنترنت يجاذبه الحديث ويبثه الهم يضحك لضحكه ويتألم لألمه ، فهو يعيش معه بكل أحاسيسه بل إنه يحتسي الشاي معه أعني عنده يفضل تناول عشائه بصحبته ، لقد تخلي عني عشائه المعتاد وصار يكتفي بشرائح الخبز المحشو، فهي اسرع في التناول عند الإنترنت ، وحتى حين أتعمد صنع عشاء من الأصناف التي يحبها ليجلس معنا ولو لدقائق فإنه يرفض المجيء ويطلب عشاء خفيفاً وإن ألححنا عليه اكتفى بلقيمات قليله وهو واقف ثم عاد إلى جهازه ، لقد صار أمره عنده كبيراً !!
لقد أدمن زوجي الجلوس أمام هذه الشبكة العنكبوتية حتة طوته بين خيوطها وتمكنت من ابتلاعه ، ففرط في صلاته ، فتارة يؤخرها وأخرى لا يدرك منها إلا الركعة الأخيرة وكثيراً ما يحتج بأنه لم يسمع الآذان أصلاً ! وكيف يسمعه وكله آذان صاغية وعيون مفتوحة في غرف المحادثة والحوار؟ !
أي شيء أنت يا هذا الجهاز؟ وأي سحر فيك ؟ حتى صار زوجي لا يفارقك وإن فارقك لطارئ ظل يفكر ويتحدث عنك ؟ من أنت ما شكلك ؟ وما هي هيئتك ؟ لو أستطيع الوصول إليك لدمرتك ؟ لقد دمرت حياتي وخربت بيتي وسرقت زوجي ، أعمالي معطلة ، ولا أحد من يغضي لي حاجاتي ، وزياراتي كلها مؤجله إلى أجل غير مسمى ؟
أجلس معه في الغرفة أحادثه في أمر ما وكأنه يسمعني ثم لا ألبث أن اكتشف أنه في واد وأنا في واد آخر ، فأخرج غاضبة ناقمة وكأنني لم أدخل ولم أخرج فهو فعلا مسحور، مشدود لا يدري بما يجري حوله.
ترى هل سيظل الوضع هكذا ، متى يدرك زجي أن لكل شيء قدراً موزوناً ، فالإنترنت وسيلة نقدمه للوصول إلى غاية ، ليست هواء نتنفسه ، ولا ماء نحيا به ، لا يمكن الاستغناء عنه أو تقين استعمالها ، أتمنى أن نتعامل دائماً مع كل شيء بقدر ووسطية ، فديننا دين الوسط ، ولكن هيهات لا يسمعني أحد وأولهم زوجي القابع أمام الشاشة المفتون فيها .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




uar od,' "hguk;f,jdi





رد مع اقتباس