
لا تنشري شعركِ لتقع عليه نظرات العيون الملوثة ، ولا تنثريه
لتهفهفه النسمة فيسري معها عرفه العطر فتستنشقه الأنوف
الزائفة ، ولا تسفري عن وجهك الباهي لتراه العيون الزائغة
الوقحة ، ولملمي جسدكِ الطاهر في ثيابكِ الفضفاضة حتى
لا تنكشف أعطافكِ فتتبعكِ النفوس الضعيفة ، وتهفو إليكِ
القلوب المريضة ، ولا ترفعي صوتكِ كي لا تسمعه الآذان
الغوية المرتبكة ، فتتبع نغماته الشجية .
استقري في خدركِ كالبيضة المكنونة ، والدرة المصونة ، لأنكِ
كنزي المدفون في أغوار نفسي ، والجوهرة النقية والوردة
الندية ، وأنت شمس صباحي وأصيل مسائي ، وقمري الساري
الذي يبدد حلَكَ ليلي ، ويؤنسني في وحشة وحدتي ، ورهبةَ
صمتي ، وعزلتي وانطوائي .
أنتِ المتربعةُ على عرش فؤادي في علوٍ كعلوِ السديم فوق
المجرات وأعماق الأكوان ، والمتثنية على خيوط الغنج ، المتحلية
بالعفاف والجمال والمثالية في الصفة والتصرفات .
لأنكِ لي ولستُ ممن يبيحون أملاكهم ، فإما أن تكوني لي محضة
أو أذهب خلف السراب لأمسك بالأفق .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
gh jkavd auv; >