
لن أتحدث عنك ، ولن أتذكرك لأنك لست جديرة بحرف واحد من قلمي
، ولا أهلا لأن تكوني حبيبة ولا حتى صديقة مجردة ، ولا جديرة بالاحترام .
لن أُخضع قلمي لك مرة أخرى مطلقا ولن أهينه بالكتابة عنك ، وعن حبك
الكاذب ، وغطرستك المتعجرفة .
إنها صفحة سوداء تلك التي أقحمتُها في صفحات قصة حياتي ، وحكاية
حبي ، وكلما تصفحتُ تلك القصة أجد أوراقها ناصعة البياض ، نقية
الحرف أبية المعنى ، حتى إذا مررت بصفحتك كانت نشازا بين الصفحات
، وألواناً شاذة بين الألوان الزاهية ، باهتة اللون حالكة الظلام ، حروفها
كأنها رؤوس الشياطين ، وظلها ذي ثلاث شعب ، لا معنى للحب فيه ولا أثر
للصدق عليها . الحروف عليها كأثر نملة تدب في كبد الصحراء ، لا يستطاع
تتبعها ومعرفة في مسار ذهبت ، لا أي وجهة سلكت .
إنني أستعرض تلك الأيام التي خلت واللحظات التي قضيتها في حبك ،
وكلما مررت بمرحلة من مراحلها يزاح عن عقلي شبحا من أشباح تلك
القصة السوداء ، والحب الرمادي ، وأجدني كلما مزقت ورقة من
أوراقها أتحرر من قيد من قيود ذلك الحب الأعرج والأكمه والأبرص
، التي وضعتها في يدي في لحظة متسرعة فأنشط كما ينشط المسحور
بالرقية من طلسم الساحر ، ويتحرر من خادم السحر .
سأمحو كل ما كتبته لك ومن أجلك وأحطم تلك الأقلام التي كتبت بها
من أجلك ، وأمزق تلك الأوراق التي كتبت عليها ثم أحرقها وأذروها
للرياح وأرمي رمادها في البحر كما يفعل الهندوس بجثث موتاهم .
لم تكوني سوى ندبة في جببن الحب ، وجرحاً غائرا في صميم القلب
، وقصة حزينة في سجلات حياتي ، وسحابة صيف جثمت على فؤادي
فأهلكت ربيعه ، وأحرقت شتاءه ، وتساقطت أوراقه في الخريف .
أعتذر لقلبي عن كل زفرة زفرتها من أجلك كادت تودي به ، ولعقلي
عن كل لحظة قضيتها في التفكير فيك ، ولقلمي عن كل نقطة مداد
وضعتها على السطور من أجل الكتابة لك وعنك ، ولتلك الصفحات
الناصعة البياض التي دنست صفاءها بكلمات الحب الهزيل والعشق
الأعرج ، وأعتذر لجسدي عن كل لحظة سهر حرمته فيها من النوم
والراحة من أجلك ، وأعتذر لكل شيء عن كل شيء كان من أجلك .
بقلمي يا كرام .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
,jshr'j H,vhrih td hgovdt >