من عالم المصارف والمال وخدمات القطارات الى عالم أكثر تعقيدا وهو قيادة ميترو دبي آليا بعد عام شاق من التدريبات... هي مريم الصفار، أول امرأة تقود "آليا" قطارات مترو دبي ليس في لا في الإمارات فحسب، بل في مجموع بلدان الشرق الأوسط. تحدّيها لنظرات الإستغراب والدهشة
تحدّت مريم الصفار تقاليد المجتمع المحافظة التي تعتبر قيادة المترو عملاً شاقاً ومتعب وحكر على الرجال، ولم تكن معارضة أهلها لتثني من عزيمتها في مواصلة قيادة المترو .
نظرات الإستغراب والدهشة ظلت تلاحقها في كل مكان، لكنها أصرت على تخطي هذا الحاجز بجدارة واقتدار، وإتباث حنكتها في قيادة مترو دبي آليا.
" القيادة كانت هدفي الأكبر، فانتقلت للعمل في خدمات القطارات وحصلت على وظيفة مساعد مدير خدمة القطارات. وعندها وجدت أن الفرصة قريبة جدا ولكن لم يتم ذلك إلا بعد الدخول في برنامج تدريبي مدته عام، وقضيت ثلاثة أشهر في الدراسة النظرية.."
رحلة مريم الصفار الشاقة
رحلة مريم الصفار في عالم قيادة الميترو لم تكن أبدا محفوفا بالورود كما قد يعتقد الكثيرون، إذ ظلت تتنقل في أكثر من قسم إداري، فمن قسم الموارد البشرية الى قسم التسويق، قبل أن تفتح لها أبواب الحظ لتحقيق الحلم الذي ظل يراودها في قيادة الميترو بحصولها على وظيفة مساعد خدمة القطارات، حينها أدركت أن المسافة التي تفصلها عن تحقيق طموحها باتت جد قصيرة.
تبدأ مريم نشاطها اليومي مع بزوغ الفجر لتأمين تنقل ركاب الميترو، الذين يتوافدون صباحا بالآلاف متوجهين الى مقرات عملهم أو قضاء مآرب خاصة، وهي في قمة النشاط والحيوية، تقول الصفار: "في الوقت الذي يكون الجميع في سبات وراحة واستقرار تجدني أنا في قمة نشاطي وحيويتي، لأضمن سلامة ركاب المترو .."
تحرص الصفار قبل مباشرة خطة عملها اليومي، على تجريب المترو على طول الخط بقيادته يدويا لمعرفة وفحص المسار والتأكد من سلامة الأجهزة والمكابح، قبل الشروع في استقبال ركاب المترو.
سرعة البديهة في التعامل مع الحالات الطارئة
قيادة المترو بالنسبة لمريم الصفار تتطلب سرعة البديهة في التعامل مع الحالات الطارئة ومعرفة سبل تداركها، فالأعطال البسيطة مثلا تتطلب متابعة متواصلة، مثل تعطل مكبرات الصوت والذي يفرض التنسيق مع مركز التحكم.
تقود مريم الصفار المترو باحترافية عالية، فهي تجيد التخطيط لمساراته وتتعامل بمهارة عالية مع إشارات الإنذار وعلامات مخارج الطوارئ، كما تحرص على ضبط الترتيب الزمني الدقيق لرحلات المترو.
خبرتها في قيادة المترو آليا ويدوياً
راكمت مريم الصفار خبرات هائلة في قيادة المترو آليا في الخط الرئيس، ويدوياً في حالة الطوارئ أو أغراض التنظيف والمسح الدقيق للمسارات، قبل البدء بتشغيل قطارات نقل الركاب آلياً وتوجيهها نحو المحطات. حريصة على التدقيق على جميع المخارج ومراقبة إشارات الإنذار الخاصة بالطوارئ، وعدم وجود أية عراقيل في الطريق، قبل وضع قطارات المتروعلى مسارها الصحيح.
إلمامها الواسع بالجوانب الميكانيكية والفنية
تتمتع مريم الصفار بإلمام واسع فيما يخص الجوانب الميكانيكية والفنية. "قيادة القطار تتطلب أيضا الخضوع لمجموعة من الدورات التدريبية التي تغطي النواحي الميكانيكية والكهربائية والفنية، إلى جانب الكشف عن أي عطل قد يصيب أي جزء من أجزائه الداخلية أو الخارجية وصيانتها " تصرح مريم الصفار.
حصول مريم الصفار على لقب أول امرأة في الشرق الأوسط تقود مترو، جعلها تشعر بثقل المسؤولية التي حملتها، وهي فرصة طالما انتظرتها لإتباث قدرة وكفاءة المرأة الإمراتية في مجال ظل حكراً على الرجال ورفع إسم بلادها عاليا بين البلدان.