أزمة مراكش الأولى سنة 6/1905 :-
بعد عقد الاتفاق الودي الفرنسي البريطاني فيما يخص المغرب أرادت ألمانيا في المغرب اختبار هذا الاتفاق ومدى متانته فقام إمبراطور ألمانيا ويلهلم 2 بزيارة طنجة وهناك صرح أن ألمانيا ترفض احتلال فرنسا للمغرب وتؤيد استقلالها ووحدة أراضيها كما أنها تطالب بتطبيق مبدأ" سياسة الباب المفتوح" الذي كان معناه انه لا يجوز للدولة المستعمرة احتكار التجارة لنفسها في الدولة التي احتلتها بل بقاء ذلك البلد مفتوحا تجاريا بدون قيود مع الدول المختلفة .
هذه الزيارة وهذا التصريح كان موجها بالأساس ضد فرنسا وتحديا لها على اعتبار أنها كانت تنظر إلى المغرب كمنطقة استعمار من نصيبها هي وحدها.وزير الخارجية الفرنسي دلاديه كاسيه طلب من حكومته أن تسير بخط متشدد ضد الألمان وطلب رفض عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة لكن حكومة فرنسا رفضت طلبه ووافقت على عقد مؤتمر " الخسيراس" ( الجزيرة الخضراء) سنة 1906 محل الأزمة وذلك بحضور أهم الدول الكبرى : ألمانيا, بريطانيا,فرنسا , النمسا,واسبانيا.
قرارات المؤتمر:
1- ألمحافظه على استقلال المغرب .
2- إتباع سياسة الباب المفتوح من الناحية التجارية .
3- وضع جهاز الشرطة المغربي تحت إشراف فرنسا .
في هذا المؤتمر انتصر موقف ألمانيا حيث حققت ما أرادته من خلال فرض سياسة الباب المفتوح. لكن هذا المؤتمر أوثق العلاقات بين فرنسا, روسيا وبريطانيا كما اظهر مدى انقسام أوروبا إلى معسكرين.
أزمة مراكش الثانية سنة 1911 :-
بعد سنة 1906 زادت فرنسا من تدخلها في جهاز الشرطة المغربي وفي السياسة الداخلية المغربية, هذا اقلق ألمانيا وعادت للتحرش في فرنسا في أراضي المغرب فأرسلت سفينة حربية تدعى تايغر"tiger" إلى ميناء أغادير المغربي لإظهار تحديها العسكري للفرنسيين . هذا العمل عكر جو العلاقات في أوروبا وازداد التوتر كثيرا وكان الحل الذي جنب أوروبا ويلات الحرب هذه المرة هو اتفاق الدول الكبرى على ما يلي :
1- فرنسا تأخذ المغرب .
2- ايطاليا تأخذ ليبيا .
3- ألمانيا أخذت منطقة غرب الكونجو الفرنسية والكاميرون.
أزمة البوسنة والهرسك سنة 1908 :-
قام انقلاب في اسطنبول ضد السلطان عبد الحميد الثاني. كانت البوسنة والهرسك قد وضعتا تحت الإدارة النمساوية سنة 1885 . استغل النمساويون انشغال تركيا بالانقلاب لكي يبسطوا سيطرتهم الكاملة على البوسنة والهرسك. هذا الأمر اعتبر بمثابة تحدي لصربيا التي كانت تسعى إلى إقامة دولة سلافية كبرى تضم البوسنة ,الهرسك وصربيا وغيرها . وأبقيت تحديا لروسيا التي اعتبرت نفسها حامية السلافين والمسيحيين الاورثوذكس في العالم اجمع وخاصة روسيا كانت متحالفة مع صربيا في البلقان . حشرت روسيا جنودها على الحدود مع النمسا تحرك الألمان وحليفتهم النمسا وطلبوا من روسيا إعادة جيوشهم إلى مواقعها وإلا ستحصل حرب, اتصلت روسيا بحليفتها فرنسا لمعرفة موقعها في حال حدوث حرب مع الألمان فأجابت فرنسا أنها غير مستعدة حاليا لخوض حرب شاملة من اجل البوسنة والهرسك, عندها رأت روسيا انه لا بد من الاستجابة للتهديد الألماني وأرجعت جيوشها إلى مواقعها متحملة الاهانة التي تعرضت لها بسبب عدم مقدرتها على الوقوف إلى جانب حليفتها صربيا .
حرب البلقان الأولى سنة 1911 :-
هذه الحرب كانت بين الدولة العثمانية من جهة وبين حلف ضم اليونان ,بلغاريا والجبل الأسود (مونيتيجرو ) وصربيا.
اندلعت الحرب بتحريض من بريطانيا وروسيا لهذه الشعوب ضد الدولة العثمانية .انتقاما منها بسبب تقاربها من ألمانيا في عهد عبد الحميد والاتحادين.
الهدف الأساسي كان استقلال بلغاريا كليا عن الدولة العثمانية وإنهاء وجود الأخيرة في أوروبا فمعظم معارك الحرب دارت على ارض بلغاريا والبلغار يون هم الذين تحملوا العبء الأكبر من ضحايا هذه الحرب انتهت الحرب بهزيمة ساحقة للأتراك وتوقيعهم على معاهدة لندن سنة 1913 التي نصت على:
1- استقلال بلغاريا كليا عن الدولة العثمانية.
2- تراجع الدولة العثمانية عن مكدونيا ومنطقة شمال بحر ايجة.
3- صربيا واليونان يتقاسمان مكدونيا فيما بينهما.
4- تحصل اليونان على شمال بحر ايجة حتى مسافة 20 كم عن اسطنبول
5- إنشاء دولة ألبانيا مستقلة (وهذا لضغط من النمسا في محاولة لإضعاف صربيا ومنع وصولها إلى البحر).
حرب البلقان الثانية سنة 1913 :
بلغاريا لم تكن راضية من نتائج الحرب البلقانية الأولى لأنها أرادت أن يكون لها منفذ مباشر على بحر ايجة يجنبها الحاجة إلى دخول المضائق التركية البوسفور والدردنيل .ولهذا قاومت بلغاريا بإعلان الحرب على صربيا واليونان اشتملت رومانيا والدولة العثمانية وأعلنتا الحرب على بلغاريا التي استمرت الحرب شهر واحد فقط انهار بعده الجيش البلغاري وخسرت بلغاريا الحرب وأجبرت على التوقيع على صلح " بوخارست " عاصمة رومانيا ونتائجه :
1- خسرت بلغاريا إقليم دبروجا على نهر الدانوب لصالح رومانيا.
2- استعادة الدولة العثمانية بعض أراضيها شمال بحر ايجة وهو الإقليم المعروف اليوم باسم "إقليم تراكيا" أما فيما يتعلق بباقي الأمور فبقيت على ما هي .
حروب البلقان الأولى والثانية سنة 13/1911 :-
أدت إلى مزيد من التباعد بين صربيا والنمسا لان إنشاء دولة ألبانيا كان بتشجيع من النمسا بهدف منع إعطاء صربيا منفذ على البحر وكذلك ازداد التقارب بين الدولة العثمانية وألمانيا وازدياد التباعد عن روسيا وبريطانيا كما أن بلغاريا غضبت من الحلفاء فانضمت إلى ألمانيا في الحرب
العالمية الأولى.
اغتيال ولي العهد النمساوي في سراييفو سنة 1914 :-
كان ولي العهد النمساوي فرانس فيردنياند في زيارة إلى مدينة سراييفو عاصمة البوسنة مع زوجته , فاغتالهما شاب صربي في الوقت الذي كانت العلاقات بين البلدين متوترة جدا . فأرسلت النمسا إلى صربيا إنذار شديد يتضمن إنهاء الدعاية المعادية للنمسا في الصحف والجامعات الصربية. محاكمة القتلة المنتمين إلى جماعة الكف الأسود تقدم اعتذار على الحادث وان يحضر قضاة من النمسا إثناء محاكمة المتآمرين على قتل ولي العهد.
وافقت صربيا على كل الشروط ما عدا حضور القضاة النمساويين في المحاكمة حيث اعتبر ذلك مسا في سيادة صربيا.
لهذا أرسلت النمسا إنذارا أخر لصربيا تطالب فيه بإلغاء التجنيد الإجباري في صربيا وانسحاب الجيش عن الحدود مع النمسا وان لم تنفذ ذلك ستعلن النمسا الحرب عليها . وهذا ما فعلته 28/7/1914 هذا العمل أدى إلى حشد الجيش الروسي على الحدود مع النمسا إذ أن روسيا لا تستطيع أن تترك صربيا مرة ثانية كما حدث سنة 1908 لان ذلك قد يعرض النظام القيصري إلى الانهيار. عند ذلك تحركت ألمانيا حليفة النمسا وأعلنت الحرب على روسيا لكن ألمانيا وفقا لخطة شليفن أرادت أن تعرف موقف فرنسا حليفة روسيا . فكان الرد الفرنسي باتخاذ الموقف الذي يتناسب مع مصالحها الوطنية. فأعلنت ألمانيا الحرب على فرنسا في 3/8 وأدخلت جيشها في الأراضي البلجيكية (خطة شليفن بنيت على أساس أن ألمانيا ستحارب على جبهتين في آن واحد روسيا شرقا وفرنسا غربا). بلجيكا كانت دولة محايدة بريطانيا اتخذت من الهجوم على بلجيكا حجة لدخول إلى الحرب ضد ألمانيا وهكذا انفجرت الحرب
العالمية الأولى. أما ايطاليا فوقفت محايدة تم انضمت إلى الحلفاء سنة 1916 ناقضة حلفها مع ألمانيا . أما بلغاريا والدولة العثمانية تدخلا مع ألمانيا وفي سنة 1917 حدثت تطورات أخرى ودخلت الولايات المتحدة إلى جانب الحلفاء لكن في نفس السنة خرجت روسيا من الحرب بسبب الثورة البلشفية.
من هنا اتضح أن ميزان القوى منذ البداية لم يكن في صالح المحور مع أن ألمانيا كانت أقوى دولة برا في العالم آنذاك.
أسباب الحرب
العالمية الأولى :-
1- سباق التسلح بين الدول الأوروبية نتيجة وجود توتر بين الدول الأوروبية خاصة ألمانيا, فرنسا, روسيا والنمسا.
2- اغتيال ولي عهد النمساوي في سراييفو.
3- رغبة فرنسا في الانتقام من ألمانيا واستعادة الالزس واللورين .
4- الصراع على الاستعمار بين الدول الكبرى مثل : فرنسا , ألمانيا .
5- نشأة الأحلاف العسكرية بين الدول.
6- النهضة القومية في أوروبا وخصوصا دول شرق أوروبا التي أرادت الاستقلال عن النمسا والدولة العثمانية وخصوصا البلقان .
7- الصراع بين الدول على اقتسام أملاك الدولة العثمانية كما جاء في المسالة الشرقية . مثال على ذلك: ازدياد النفوذ الألماني في تركيا واستياء كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا من ذلك.
8- الأزمات التي سبقت الحرب
العالمية الأولى ساهمت في زيادة التوتر والاحتكاك في أوروبا.
9- في هذه الفترة ارتفعت مكانة رجال الجيش الذين رأوا في الحرب وسيلة لتحقيق أطماع الدول . هذا كان بارزا في اليابان التي قامت بغزو الصين واحتلال كوريا وهذا نراه في ألمانيا خاصة الإمبراطور ويلهلم الثاني.