نبكي عليه لأنه قد مضى وانقضى ، ولو عاد لكرهناه وتمنينا زواله .
نبكي عليه لأننا نهرب من الحقيقة التي لابد منها ، ونتمناه لأننا نراه واضحاً
جلياً نقرأه كما نقرأ قصة حافلة بالأحداث ، تشدنا إليها الحبكة المتقنة وأسلوب
الكاتب البارع ، المتقن .
لو عاد لما عاد كما نريد ونتمنى ، بل سيعود كما كان ونعود كما كنا لا نراه إلا
خيوطاً باهتة ، وسيكون غياب للذاكرة بل شطب لها لتتسع لتلك المساحة نفسها
لأنه لن يكون هناك زيادة في العمر إضافية لنعوض بها مساحة المستقبل الماضي
ولا الماضي المستقبل ، لأن الماضي عندما يعود سيكون مستقبلاً في نظرنا
والمستقبل الذي تم استثناءه سيكون ماض إلى النقطة التي عدنا منها ، فإذا وصلنا
إليها سيكون عندنا مستقبلان وماضيان ، وهذا لا مكان له في الذاكرة ولا مساحة كافية
فالماضي قد انتهى ولن يعود ، والمستقبل فرصة لا تلبث أن تندرج في غياهب الماضي .
نعيش لحظة صعبة من حياتنا ، تلقي بثقلها على كواهلنا ، دون رحمة ولا تمييز ، ولا اعتبار
لمكانة أو جاه ، ولا مركزاً مرموقاً ، في المجتمع ، ولا تلقي لضعف أو قلة حيلة ولا بساطة
في المجتمع بالاً ، كلنا في هذه الحياة سواء تمر علينا صروفها دون تمييز أو تفريق .
هي الأقدار تمر علينا كما قد كتب لنا وعلينا في الأزل ، لا يتأخر منها شيء ولا يتقدم .
فنعيش تلك اللحظات بما تقتضيه اللحظة ، فإن هي إلا لحظات سعيدة تغمرنا بسعدها وأنسها
وتنثر علينا من عبيرها وتحيطنا بسرورها ، فنبدو سعداء فرحين ، ترتسم البسمة على محيانا
ثم نعيش تلك المشاعر حيناً من الدهر أو قليلاً من الأيام ، فما هي إلا أن تمر عليها الأيام
وهي تنزلق في غياهب السنين شيئاً فشيئاً ، وتتوارى خلف كثبان الماضي وتتدثر بدثار المسير
إلى الأفول والزوال .
وقد تمر بنا لحظات عصيبة تلقي بظلال من الحزن والهم والغم ، تتفاقم تارة وتنفرج تارة وتزول
لتعود من جديد ، فنحن عندئذ نتمنى ذهابها وزوالها ...
للحديث بقية إن شاء الله ... انتظروني .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
f;hx td pqvm hglhqd > pqvj